ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية ضدّ لبنان: العد العكسي مجدداً!َ
ورسمت التطورات الميدانية خطاً بيانياً مثيراً للقلق والمخاوف من أن تكون جريمة الاغتيال الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في بلدة فرون واستشهد فيها ثلاثة من مسعفي الدفاع المدني وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة، مؤشراً إلى موجة عنف ميداني متفلت يطبع بقوة عمليات الإغارات الإسرائيلية على البلدات الحدودية ويتسع تباعاً إلى أبعد من جنوب الليطاني، فيما يتزامن ذلك مع دفع حرب التهديدات والتهويل بالتحول إلى مرحلة الهجوم الإسرائيلي على لبنان إلى سقوف تصعيدية جديدة.
ومن المقرر أن يجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ظهر اليوم مع سفراء دول مجلس الامن لكي يثير معهم ما حصل في الجنوب والاعتداء الاسرائيلي الذي حصل على الدفاع المدني.
وسيطالب الرئيس ميقاتي السفراء بتحرك دولهم لردع اسرائيل عن عملياتها الاجرامية.
وكتبت” النهار”: من غير المستبعد في نظر أوساط ديبلوماسية معنية أن تكون إسرائيل في صدد اطلاق رسائل تصعيدية ميدانياً وديبلوماسياً ودعائياً كما اتضح في الساعات الأخيرة، من منطلق الايضاح لأعدائها بأنها شرعت في توظيف “المرحلة القاتلة” التي تتشكل من الشهرين المقبلين الفاصلين عن الانتخابات الرئاسية الأميركية والتي يعتقد بأن إسرائيل تستشعر فيها بتفلت كل القيود والضغوط الأميركية للمضي بتوسيع خططها الهجومية على جبهتي غزة وجنوب لبنان. ولذا تحذر هذه الأوساط من أنه حتى لو انطوى التهويل الإسرائيلي بهجمات على لبنان على افراط في المنحى الدعائي، فإن ذلك لا يسقط خطورة إهمال الهامش الكبير لحسابات التصعيد وتفلّت الميدان الحارّ جنوباً بما يبقي لبنان في عين العاصفة.
وكتبت” الاخبار”: زادت في الأيام الأخيرة، التهديدات الإسرائيلية للبنان، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة تبادل النيران بعدما شهدت انخفاضاً عقب الردّ على اغتيال القائد في المقاومة فؤاد شكر. وفيما تراجع عدد الشهداء المقاومين، وعمليات اغتيال المقاومين خارج القرى الحدودية إلى حد بعيد، إلا أن العدو عمد في الأيام الأخيرة، إلى تنفيذ ما يشبه «الأحزمة النارية»، في بعض المناطق الحرجية القريبة من قرى الحافة الأمامية، زاعماً أنه يستهدف منصّات إطلاق ومخازن صاروخية تابعة للمقاومة، كما حصل في وادي بلدة فرون. ومن الواضح أن العدو يعمد من خلال هذه الاستراتيجية إلى تحويل عملياته من «ردّ فعل» على عمليات المقاومة، وعدم الاكتفاء بالتكتيكات الدفاعية التي تقوم باعتراض الصواريخ والمُسيّرات، أو دفع المستوطنين إلى الملاجئ، أو الاغتيالات واستهداف القدرات العسكرية، إلى ما يسمّى «الهجمات الاستباقية» لمنع إطلاق الصواريخ وضربها في مخازنها أو على منصّات إطلاقها. ومع أن هذه السياسة تتّسم بشيء من «الهجومية»، إلا أنها – إلى الآن – تكتيك هجومي ضمن سياسة دفاعية عامة”.
وبعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه يستعد للتحرك هجومياً في الداخل اللبناني إذا استدعت الحاجة، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، تهديدات جديدة إذ أكد في بيان أمس أنه “أصدر تعليمات للجيش بتغيير الوضع في الشمال الإسرائيلي على الحدود مع لبنان”. وأضاف “أن حزب الله هو الذراع القوية لإيران”، مشدداً على “استحالة استمرار الوضع على ما هو عليه في الشمال” وكرر “التزام حكومته إعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان”.
وفي هذا السياق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إن “الأوضاع بين إسرائيل و”حزب الله” تقترب من نقطة الانفجار”، وأضاف:” الحملة العسكرية في لبنان تقترب رغم أن توقيتها لم يحدد بعد”. وقال: “أمامنا خياران إما التوصل لاتفاق في غزة أو انهيار المفاوضات وحرب ضد حزب الله”.
أتت تلك التصريحات بعدما كشف وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بو حبيب أن إسرائيل نقلت إلى لبنان “رسالة عبر وسطاء مفادها أنها غير مهتمة بوقف إطلاق النار في لبنان حتى بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook