آخر الأخبارأخبار محلية

بعد كلام برّي وجعجع… هل تنجح جهود الخماسيّة؟

عكس كلام رئيس مجلس النواب نبيه برّي خلال الذكرى الـ46 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، وخطاب رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع في القداس السنويّ “لشهداء المُقاومة اللبنانيّة” الإنقسام السياسي الكبير بين الكتل النيابيّة وخصوصاً حيال الإستحقاق الرئاسيّ، وتشبثاً بالحوار من قبل فريق الثامن من آذار، مقابل المُطالبة بالدعوة لجلسات إنتخاب مفتوحة من قبل المُعارضة.

 
وبعد خطابيّ كلّ من برّي وجعجع يبدو أنّ الطريق لا يزال مقفلاً أمام الإنتخابات الرئاسيّة، فقد شهدت معراب حضوراً من ممثلي الكتل المُعارضة التقليديّة ما يُؤكّد أنّ هؤلاء النواب لا يزالون يلتقون على أبرز المواضيع السياسيّة من حيث رفض الحوار والتمسّك بمطالبهم الديمقراطيّة بحسب ما يقولون. في المقابل، فإنّ ما أعلنه برّي يدلّ على أنّ فريق 8 آذار مُتمسّك بمبدأ الحوار من دون أنّ يعني ذلك التنازل عن ترشيح رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة.
 
وقد سارعت أوساط سياسيّة بعد سماعها كلام برّي وجعجع إلى الإستدارة مرّة جديدة نحو الخارج والتعويل على جهود “دول الخماسيّة” من أجل إحداث خرقٍ في الملف الرئاسيّ. غير أنّ انتظار قطر ومصر وفرنسا والولايات المتّحدة الأميركيّة والمملكة العربيّة السعوديّة لتقديم المبادرات وإيجاد الحلول لم يكن فعالاً طوال فترة الشغور، ومن المتوقّع أنّ لا تُحدث جهود هذه البلدان المُكلفة بالإنتخابات الرئاسيّة خرقاً، لأنّ المشكلة داخليّة والأفرقاء السياسيين هم من أوجدوا العقد عبر تمسّكهم بآرائهم وعدم تنازلهم بهدف تسهيل الإستحقاق.
 
وبعد حديث برّي وجعجع يوميّ السبت والأحد الماضيين، فإنّه يُمكن القول إنّ الإنتخابات الرئاسيّة عادت إلى المربع الأوّل أو بالأحرى إلى “نقطة الصفر”، وأنّ هناك كتلاً تستطيع إبقاء البلاد في الفراغ إلى حين تحقيق شروطها.
 
وعما يُقال إنّ محرّكات “الخماسية” عادت لتعمل للدفع باتّجاه إنتخاب الرئيس، فإنّ هناك معضلة أساسيّة تُهدّد مهمّة هذه الدول وهي تتمثّل أوّلاً بإنهاء الحرب في غزة وعدم تمدّدها إلى لبنان، مع التصعيد الذي تنتهجه حكومة بنيامين نتنياهو المتطرّفة في غزة وراهناً في الضفة الغربيّة، والتلويح بشنّ عمليّة عسكريّة ضدّ “حزب الله” في لبنان.
 
كذلك، فإنّه قبل اندلاع الحرب لم تنجح “الخماسيّة” في التأثير على برّي وجعجع وحلفائهم بسبب عدم طرح أسماء والإكتفاء بدعم الحوار والتوافق بين اللبنانيين. ولعلّ مشهديّة يوميّ السبت 31 آب والأحد 1 أيلول خير دليلٍ على الإنقسام بشأن التشاور الجامع. وأيضاً، فإنّ إستمرار وقوف السعوديّة على الحياد وعدم حثّها أيّ طرفٍ لبنانيّ وبشكل خاص النواب السنّة على انتخاب هذا المرشّح أو ذاك لن يُقدّم ولن يُؤخّر في عمل الدول الخمس، فالمطلوب من الخارج إيجاد آليّة جديدة لانتخاب رئيسٍ أو الدخول بشكل جادّ في لعبة الأسماء.
 
وصحيحٌ أنّه من المتوقّع أنّ يلتقي الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ جان إيف لودريان في الرياض نزار العلولا المُكلف من المملكة في الملف الرئاسيّ ، غير أنّه ليس من المتوقّع أنّ يحمل كلاهما أيّ جديد بموضوع الإنتخابات، علماً أنّ هذا الإجتماع المُرتقب حصل عدّة مرّات سابقاً، ولم يُفضِ إلى نتائج عمليّة.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى