حمّل الحزب مسؤولية الحرب.. جعجع: الدخول إلى بعبدا لا يكون عن طريق حارة حريك ولا من عين التينة
كلام جعجع جاء خلال القداس السنوي الذي نظمه حزب القوات لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانيّة، في معراب تحت عنوان “الغد لنا”، ورعاه غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلاً براعي أبرشية جونيه المارونية المطران أنطوان نبيل العنداري.
وقال جعجع في كلمة له بالقداس إن لبنان يتعرض حاليا لأبشع خطة لافراغ وجودنا من مضموننا وتعطيل مؤسسات دولتنا فعلينا أن نكون أكثر صلابة وتصميما ونشاطا من أي وقت مضى. ونعيش في واقع اصطناعي قائم على سيطرة مفترضة من قبل محور الممانعة، ولا يعتقدن أحد بأن الواقع الذي نعيشه الان يمثل حقيقة لبنان واللبنانيين.
ولفت إلى أن “الوضع الذي نحن فيه في الوقت الحاضر هو نتاج تراكمات سلبية وبفعل تسلّط إيران والنظام السوري، وبفعل بعض المجموعات السياسية الداخلية الفاسدة”.
وأضاف: “للذي يقول لنا “أصبحتم قليلي العدد” فنقول له “قليلو العدد كثيرو الفعل والإنتاجِ والخدمة العامّة كثيرو الإشعاعِ في التربية والتعليم والطّبّ والفنّ والثقافة والحضارة والاقتصاد”. وكل من يتكلم بلغة الاعداد فيقول علنا أنه يريد تعديل الدستور، فلننتخب رئيسا وفقا للدستور وبعدها ندعو إلى طاولة حوار في قصر بعبدا حيث يتركز النقاش على عنوان “اي لبنان نريد”؟.
وتابع، “بما خصّ محور الممانعة وحلفاؤه، فلقد رأينا ما كانت نتيجة تحكّمه بزمام الأمور وهو لا يصلح إطلاقًا لا هو ولا حلفاؤه لليوم التالي ولا يتوقَّعنّ أحد أن يكونوا هم عنوان المرحلة المقبلة، واليوم التالي في لبنان هو لنا لأنّنا أولاد الغد نحمل لُغته ومفاهيمه وخططه وبرامجه منذ الآن مُتحلّين بكلّ ما يلزم من أخلاق واستقامة وشفافيّة.
واعتبر رئيس “القوات”، أن “محور الممانعة يزجّ بلبنان في حرب عبثيّة لا أفق لها وحرب يرفضها اللبنانيون، وفُرضت عليهم فرضًا، إذ كيف يُعقل أن يكون لبنان الدولة العربيّة الوحيدة المتورّطة في هذه الحرب؟”، مضيفا: “كل شيء يجب أن يعاد النظر به في لبنان بعد الحرب ما عدا الحدود ووحدته”.
وقال: “اللبنانيون لا يريدون الحرب فهي لا تخدم لبنان ولا تخفف على غزة وطأة الحرب، فهي فُرضت عليهم ولا تخدم إلا مخططات خارجية، وتساءل: “كيف يسمح حزب الله لنفسه أن يأخذ اللبنانيين إلى حيث لا يريدون؟ ومن أجاز له بأن يحتكر قرار السلم والحرب؟”.
وأكمل جعجع: “على حزب الله أن يتحمل وحده المسؤولية وعواقب هذه الحرب، وعليه التحلي بالشجاعة واتخاذ الموقف الوطني الصحيح و”الرجوع عن الخطأ فضيلة”.
وتوجّه لـ”حزب الله” بالقول: “إنّ سلاحك لا يحمي الطائفة الشيعية، كما أنّ أيّ سلاحٍ لا يحمي طائفةً معيّنة. وإنْ كان هناك من حمايةٍ فهْي حتماً في كنْف الدولة الفعليّة العادلة القادرة. فالضمانات من مسؤوليّتها، وطمْأنة بعضنا البعضْ من مسؤوليتنا جميعاً. إنّ ما نريده ونعمل من أجله هو الغد لنا جميعاً كلبنانيين، فقدْ آن الأوان أنْ نخرج معاً من الماضي لكي نبني المستقبل بناءً يجسّد طموحات كلّ مكوّنٍ منّا بعيدا عن منطق الهواجس الظرفيّة او الوجودية. إنّ ملاقاة بعضنا البعض في الوطن من شأنها تبديد كلّ المخاوف وإسقاط كلّ الرهانات الخارجية من أيّ جهةٍ أتتْ. إنّ أوّل خطوةٍ غايةً في الإلحاح في الوقت الحاضر هي انتخاب رئيسٍ للجمهورية”.
واعتبر جعجع أنّ “انتخاب رئيس الجمهورية يجبْ ألّا يكون موضع مساومةٍ بلْ يجبْ أنْ يبقى مستنداً الى قواعد دستوريةٍ واضحة لا لبْس فيها ولا تخضع لأيّ اجتهاد. وعلى الرئيس نبيه بري أنْ يدعو وكما نصّ الدستور إلى جلسة انتخابٍ مفتوحةٍ بدوراتٍ متتاليةٍ حتى التوصّل إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. وعلى الرئيس بري أنْ يفكّر ويتصرّف من موقعه الدستوريّ المسؤول كرئيسٍ لمجلس النواب وليس منْ موقعه السياسيّ كطرفٍ وحليفٍ لحزبٍ لديه حساباتٌ ابعد منْ رئاسة الجمهوريّة وأبْعد منْ لبنان حتّى”.
وأوضح أن القوات “لنْ يقبل وتحت ايّ ظرفٍ من الظروف بأنْ يفْرض فريقٌ لبنانيٌّ موقفه ومرشّحه على كلّ الآخرين، وأنْ يضع يده على رئاسة الجمهوريّة وأنْ يمْعن في التّعطيل والتزوير، مشيرا إلى أن الطريق إلى قصر بعبدا لا تمرّ في حارة حريك، والدخول إلى قصر بعبدا لا يكون من بوابة عين التينة ووفْق شروطها وحوارها المفْتعلْ. بل الطريق الى قصر بعبدا تمرّ فقطْ في ساحة النّجمة ومنْ خلال صندوق الاقتراع”.
وبشأن فلسطين، قال جعجع: “للشعب الفلسطيني كل الحق في أن يعيش بكرامة وأن يكون له دولة، ونحن مع القضية الفلسطينية على أساس الحق والعدل ونحن متضامنون مع الشعب الفلسطيني في غزة وغيرها”.
وكان قد تلا المطران عندري عظة بعنوان “فإنّنا بالرجاء خلّصنا “، واعتبر فيها أنّ “قيام الرجاء الجديد للبنان يتطلّب مواجهة صعابٍ ستّة وردت في الإرشاد الرسولي ولا تزال هي: الوضع في الجنوب، الاقتصاد، قوى الأمر الواقع، التهجير القسري، ألتطرًّف، والإحباط، لذلك لا بدّ في الغد لنا من دولةٍ قويّة وأقوياءٍ، لا دولة الاستقواء ولا دولة الاستلزام والانحطاط. دولةٌ لا تحمي الفساد وتستعيد الأموال المنهوبة، دولة القانون والحسّ المدني والحضارة، دولةٌ تشجّع وتعزّز رأس مالنا أي العلم والثقافة والتربية وتحصّنها من الانحدار، دولة قوّة الحرّية والديموقراطيّة بسلطاتها الدستوريّة. دولة الاستقرار والقرار يرفرف علمها على كلّ الربوع اللّبنانيّة. دولةٌ لا دويلات. مجلسٌ نيابيٌّ ينتخب رئيساً للجمهوريّة لا يطعن الهويّة اللّبنانيّة. مجلسٌ يشترّع ويحاسب ولا يعطّل. حكومةٌ تحكم، لا تساير أو توارب. قضاءٌ يعدل ولا يحابي أو يرتهن. قضاءٌ يكمل الملفّات العالقة”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook