لماذا لا تُطلق تل أبيب طائرات إنتحارية نحو لبنان؟ موقعٌ إسرائيلي يشرح
نشر موقع “calcalist” الإسرائيليّ تقريراً جديداً سأل فيه عن الأسباب التي تمنع الجيش الإسرائيلي من إطلاق طائرات من دون طيّار انقضاضية ومتفجرة باتجاه إيران و”حزب الله” في لبنان.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ الطائرات المُسيّرة المتفجرة التي تُطلق من قبل “حزب الله”، تمثل “لعنة تخترق أنظمة الدفاع الإسرائيلية الأكثر تقدماً، إذ أنها تضربُ القواعد والمُستوطنات وتقتل الناس”.
وذكر التقرير أن إيران طوّرت تلك الطائرات وسلمتها لوكلائها، علماً أن أسعار هذه الطائرات رخيصة جداً ويمكنها بدء هجوم من مسافة بعيدة (ألف كيلومتر أو أكثر)، وأضاف: “على سبيل المثال، حلّقت الطائرة اليمنية من دون طيار التي انفجرت في تل أبيب نهاية تموز الماضي لمسافة 2400 كلم. لذلك، إذا كانت الطائرة الانتحارية من دون طيّار فعالة إلى هذا الحد، فلماذا لا يُصرّ الجيش الإسرائيلي على إرسال طائرات مُقاتلة معقدة ومكلفة فقط للقيام بقصفٍ بعيد مثلاً فوق لبنان واليمن وإيران؟”.
وأوضح التقرير أنه “من المؤكد أنّ إسرائيل تمتلكُ طائرات من دون طيّار انتحاريّة”، مشيراً إلى أن تلك الطائرات ليست بسيطة ورخيصة مقارنة بالطائرات المُسيرة الإيرانية.
ووفقاً لـ”calcalist”، فإن هناك 3 أسبابٍ لا تدفع الجيش الإسرائيليّ نحو استخدام الطائرات المُقاتلة لشنّ هجمات بعيدة المدى، وهي على النحو التالي:
– السبب الأول هو القدرة على البقاء، فعندما تطلق طائرة من دون طيار واحدة، فمن السهل اختراق الدفاعات والمفاجأة، ولكن الضرر المحتمل صغير وخطر فقدانها أو تفويتها كبير، ولهذا السبب يتم إطلاق الأسراب عندما تريد تحقيق تأثير كبير. عملياً، فإن هذا الأمر يُصبح إشكالياً، فيوم 14 نيسان الماضي، أطلقت إيران حوالى 170 طائرة من دون طيار هجومية باتجاه إسرائيل وتمّ إسقاطها جميعاً. في الواقع، لو أطلقت إسرائيل 170 طائرة من دون طيار إنتحارية باتجاه إيران، فمن المحتمل أن ينتهي الأمر بذات الطريقة التي انتهى فيها هجوم نيسان، فالإيرانيون سيُفعلون نظام الكشاف الشامل والمضاد للطائرات، وسيطلقون كل طائرات ميغ وسوخوي في الجو، وسيجري اعتراض جزء كبير من السرب الذي نرسله إن لم يكن كله.
فعلياً، فإنه كلما تم إرسال سربٍ أكبر، كلما كان توقيعه أكثر بروزاً لأجهزة الإستشعار وأصبح أكثر وضوحاً بالنسبة للرادارات باعتبار سرباً من الطائرات من دون طيار. أيضاً، كلما زاد المدى، زاد الوقت الذي سيتعين على الجانب المهاجم تنظيم دفاعاته وإطلاق الطائرات ومطاردة المُسيرات الصغيرة. أما إذا كان النطاق قصيراً والتضاريس جبلية، فسيكون من الصعب جداً تحديد موقع الهجوم وإسقاطه في الوقت المناسب، ولكن حتى هنا سيكون للسرب الكبير بصمة ملحوظة.
أيضاً، لا يجب نسيان أنّ الطائرة من دون طيار الانتحارية المُستقلة لا تعرف كيف تحمي نفسها، كما أنها غير قادرة على تجنب النيران المضادة للطائرات، فهي فقط تواصل طريقها على نحو أعمى.
– السبب الثاني وهو المرونة التشغيلية، والقدرة على إكمال المهمة في ضوء التغيرات الميدانية، فساحة المعركة ديناميكية للغاية. هنا، إذا وصلت معلومات خلال الطريق إلى الهدف تفيد بأنهُ تم التخلي عنه أو أنه تحرك لمسافة 100 متر.. فكيف ستتعامل الطائرة المسيرة معه؟ فعلياً، يتم توجيه تلك المسيرات بواسطة الملاحة عبر الأقمار الصناعية التي تطير بها إلى موقع محدد، لكنها ليس لديها طريقة للبحث عن الهدف إذا لم يكن هناك. لمحاولة ذلك، يجبُ عليك تزويد المسيرات بأجهزة استشعار وأنظمة اتصالات وتحكُّم عن بُعد أخرى، الأمر الذي سيجعلها أكثر تكلفة بشكلٍ كبير.
– السبب الثالث هو دقة الهجوم، فالطائرات من دون طيار المتفجرة صغيرة وخفيفة، وتتأثر بشكل كبير بالبيئة المحيطة، فعلى سبيل المثال، يكفي أن تتعرض لقليل من الرياح المتقاطعة أو الأمطار الغزيرة، الأمر الذي سيؤثر على استقرارها ويزيد بشكل كبير من فرصة تعرضها للتخريب. لهذا، فإن الأمر سيقتصر على إطلاق تلك الطائرات خلال الطقس المعتدل.
أيضاً يتحدث التقرير عن عاملٍ مؤثر على عمل تلك الطائرات ويرتبط بالحرب الإلكترونية، مشيراً إلى أنّ الهجمات السيبرانية قد تؤدي إلى تعطيل أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، وبالتالي تؤدي إلى انحراف الطائرة وتضليلها.
في المقابل، فإن الطائرات المُقاتلة لا تعاني من هذه المشكلات، إذ تم تصميمها لتحمل أي طقس والهجوم بنجاح حتى في العواصف، ويقول التقرير إن “المقاتلات أقل عرضة للخداع والتعطيل بفعل الأنظمة التي تتضمنها”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”
مصدر الخبر
للمزيد Facebook