بعد هجوم حزب الله.. هل ستتراجع إيران عن ردّها ضد إسرائيل؟

إلى ذلك، يقول تقريرٌ لصحيفة “وول ستريت جورنال” إنّ الأنظار تتجهُ إلى إيران، التي قالت إنها ستلحق أيضاً “رداً مؤلماً” بإسرائيل بعد اغتيال القيادي بحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران بعد ساعات من اغتيال شكر.
وأثارت ضربة “حزب الله”، التي أعقبت ما وصفته إسرائيل بالهجوم الوقائي، الأحد، تصريحات تهنئة من حماس والجماعات العراقية المدعومة من إيران، بينما دعت جماعة الحوثي في اليمن إلى المزيد من الهجمات.
الرسائل من إيران لم تكن واضحة، فالمرشد الإيراني علي خامنئي لم يتطرق إلى العملية بشكل مباشر لكنه قال: “للحرب أشكال عديدة.. لا يعني ذلك دائماً حمل السلاح.. إنها تعني التفكير الصحيح، والتحدث بشكل صحيح، وتحديد الهدف بشكل صحيح، والتصويب بدقة”.
بدوره، قال رئيس البرلمان الإيراني إن إسرائيل عانت من هزيمة على يد حزب الله كانت مماثلة لحرب عام 2006 بين لبنان وإسرائيل، أضاف: “لا يمكنهم التستر على هذه الهزيمة”.
وتشير الصحيفة إلى أن أحد الأسئلة هو ما إذا كانت إيران ستستخدم ضربة، الأحد، التي شنها حزب الله، غطاءً لتجنب المزيد من التصعيد بينما تبحث طهران عن رد من شأنه أن يردع إسرائيل عن المزيد من الهجمات مع تجنب إشعال حرب إقليمية شاملة.
وبحسب فاكيل، الدرجة التي سيؤثر بها هجوم حزب الله على خطط إيران نفسها ستعتمد على مدى رؤية طهران لنفسها جزءً من عملية حزب الله.
وقال وزير الدفاع في جماعة الحوثي اللواء محمد العاطفي، الأحد، إنه يريد “طمأنة الجميع بأن رد محور الجهاد والمقاومة على جرائم العدو الإسرائيلي قادم ولا مفر منه”. في هذه الاثناء لا تزال واشنطن قلقة من أن إيران ربما تتورط بشكل مباشر في الصراع، لكن مسؤولًا أميركياً قال إن مثل هذا الهجوم لا يبدو وشيكاً، وأضاف: “كان لهذا القدرة على إشعال المنطقة، لكن لحسن الحظ تمكن الإسرائيليون من الدفاع بنجاح ضد هجوم حزب الله”.
ويقول المسؤولون في واشنطن إنهم لا يخططون لتغيير الوجود العسكري الأميركي في المنطقة وفي أواخر الأسبوع الماضي، وصلت مجموعة حاملة طائرات أميركية ثانية إلى المنطقة وسافرت حاملة الطائرات أبراهام لينكولن والسفن المرافقة لها من المحيط الهادئ كجزء من الجهود الأمريكية لزيادة وجودها العسكري.
وتنضم إلى مجموعة حاملة الطائرات ثيودور روزفلت، التي تعمل في الشرق الأوسط كما نشرت الولايات المتحدة سرباً من طائرات إف-22 رابتور التابعة للقوات الجوية، وتوجد غواصة الصواريخ “كروز يو إس إس جورجيا” في مكان قريب.
وفي أعقاب مقتل هنية مباشرة، قال خامنئي إن “واجب إيران هو الانتقام” فيما قال القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري للدبلوماسيين هذا الشهر إن رد إيران سيكون “نهائياً وحاسماً”، ومع ذلك، بعد بضعة أيام، قال كبير الدبلوماسيين الإيرانيين إن رد البلاد سيكون “في الوقت المناسب وفي الشكل المناسب”.
تخفيف التوترات
وترى الصحيفة، أنه منذ عمليات القتل في أواخر تمّوز، تعمل الولايات المتحدة وبعض الدول على تخفيف التوترات وتوعدت إسرائيل بالانتقام الشديد من إيران إذا هاجمتها بشكل مباشر مرة أخرى، وذلك على غرار هجوم نيسان الذي أرسلت فيه إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار إلى الأراضي الإسرائيلية، وهو الهجوم الذي أحبط إلى حد كبير بعد التنسيق مع الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين في المنطقة.
وقال إن الأسباب وراء ذلك هي التهديدات من جانب الولايات المتحدة والوعود من جانب إسرائيل بأن ردها سيكون أقوى كثيراً، مما كان عليه في نيسان، فضلاً عن المعارضة الداخلية من جانب الرئيس الإيراني مسعود بيزيشكيان، الذي يأمل في تحسين اقتصاد إيران وعلاقاتها مع الغرب.
وقال يادلين إن إيران ربما تبحث عن نوع مختلف من الانتقام، بما في ذلك الاستهداف المحتمل لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى.
بدوره، قال الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب الذي شغل منصب رئيس فرع إيران في الجيش الإسرائيلي داني سيترينوفيتش، إن هجوم حزب الله ربما يوفر وسيلة لإيران لخفض التصعيد ويكون هناك المزيد من الضغوط على حزب الله للرد على مقتل فؤاد شكر، لأنه كان مسؤولاً في حزب الله وقُتل في بيروت. ولكن هنية لم يكن إيرانياً.
وفي تصريح له، قال سيترينوفيتش: “إنهم يمتلكون القدرة على الرد بطريقة أقل حدة مما حاول حزب الله القيام به”.
إلى ذلك، قال الباحث في مبادرة الشرق الأوسط في كلية هارفارد كينيدي دانييل سوبلمان: “إن فكرة إطلاق إيران لمئات الصواريخ رداً على هذا النوع من الهجمات تفشل إلى حد في ردع إسرائيل. والسبب الوحيد الذي يدفع إسرائيل إلى تحمل كل هذه المتاعب هو إجبار الإيرانيين على الرد وفقاً لهذه المعايير، وفقاً لقواعد اللعبة (العسكرية) المحددة”. (24)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook