آخر الأخبارأخبار محلية

حزب الله ثبت معادلة الضاحية مقابل تل أبيب

الساعة 5:15 من  فجر يوم الأحد كانت ساعة الصفر لرد حزب الله على إسرائيل.وبيّن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في اطلالته أمس أن الرد الذي أطلق عليه اسم “عملية يوم الأربعين” لتزامنه مع أربعينية الإمام الحسين- استهدف قاعدة غليلوت للاستخبارات العسكرية وتضم الوحدة 8200، وتبعد عن حدود تل أبيب 1500 متر، وهو الهدف النوعي الرئيس بالإضافة إلى قاعدة الدفاع الصاروخي والجوي في عين شيمرا.

يمكن القول إن المواجهة عادت إلى قواعد الاشتباك التقليدية وان قطوع الحرب الكبرى مر بسلام وان حزب الله قد نفذ رده بحسابات مدروسة ودقيقة ولم يستهدف تل ابيب ولا المدنيين الإسرائيليين ولا البنى التحتية إنما استهدف قاعدتين عسكريتين مسؤولتين عن اغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر وأن حساب الرد مع إسرائيل عملياً أنجز وأن استكماله في حال تيقن حزب الله بعدم كفاية النتائج المترتبة عليه فهو مؤجل الأمر الذي يعني أنه ضمناً رهن التطورات أكثر مما يتصل بالرد. 

وما حصل يعني أيضاً أن إسرائيل لا تريد حرباً كبرى وأن رغبة بنيامين نتنياهو في ذلك مقيدة وغير حرة لأن ضربة حزب الله تشكل فرصة سانحة لنتنياهو للذهاب بعيداً في التصعيد في ما لو كان قادراً على ذلك، لكن يبدو من الواضح أن الأمور أكثر تعقيداً في ظل الموقف الأميركي الرافض للتصعيد على المستوى الإقليمي والذي يبدو أنه يشكل قيداً لا يمكن تجاوزه إسرائيلياً.

خرج حزب الله من المواجهة بمكاسب كثيرة رغم أن النتائج على المستوى العسكري التي لحقت بالقاعدتين العسكريتين غير واضحة إلا أن ذلك بات تفصيلاً غير جوهري ذلك أن مكسب حزب الله الأساسي في عملية الرد بذاته  أعاد ترميم قواعد الردع التي تجاوزها الإسرائيلي وكسر خطوطها الحمر.

لقد ثبت حزب الله ميدانياً معادلة الضاحية مقابل الضاحية والمقصود ضاحية تل أبيب مقابل ضاحية بيروت كما أن حزب الله أوفى بوعده الذي كانت تنتظره قواعده ومختلف القوى المعنية بالصراع في ظل التهديدات الإسرائيلية والحشود الأميركية، وهو (حزب الله) عندما اقتصر في استخدامه على الأسلحة التقليدية من صواريخ كاتيوشا البدائية والمسيرات البعيدة المدى دون اللجوء إلى الصواريخ الذكية والبالستية فهو عملياً ضمّن رده رسالة تحذير لإسرائيل من عدم التصعيد وتهدئة في الوقت ذاته من خلال حرصه على قواعد الاشتباك التقليدية.

إن ما يجب التوقف عنده أيضاً أن السيد نصر الله أشار إلى ردين إيراني ويمني اتيين، الأمر الذي يترك إسرائيل في حالة من الاستنفار والاستنزاف الذي يشل كيان العدو ويعطل نمط الحياة الطبيعي للإسرائيليين.

ثمة إمكانية للتوقع بالاستناد إلى الخلفية التي حكمت خطاب السيد نصر الله أن الرد اليمني والرد الإيراني سيكونان متماثلين مع رد حزب الله أي أنهما سيكونان جاديين ومؤلمين لكن من دون أن يتيحا لإسرائيل الانزلاق إلى خيار الحرب الكبرى، وكان ملفتاً إشارة السيد نصر الله إلى أن قوى المحور درست كيفية الرد في أن يكون منفرداً أو متعدداً بينها وأنها اختارت الخيار الأول لأن الرد المتعدد والذي سيكون ذا نتائج عسكرية أكثر إيلاماً وقسوة، سيفرض على الإدارة الأميركية أن تكون شريكة في عملية المواجهة وهذا من شأنه أن يرفع من فرص انفلات الوضع وانزلاقه إلى مواجهة كبرى.

إن كلام السيد نصر الله أن “الآن بإمكان البلد أن يرتاح وأن تعود الناس إلى منازلها وحياتها”، إشارة شديدة الأهمية إلى الوجهة التي يدير فيها حزب الله معركته في الجنوب اللبناني حيث لا يرغب في أن تترك المواجهة تأثيراتها السلبية على مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية، لكن من ناحية أخرى  تبقى التطورات بمجملها رهن المفاوضات التي تجري في القاهرة لأن فشل هذه المفاوضات بحسب السيد نصر الله سيبقي الجبهات مفتوحة ما دام العدوان الإسرائيلي قائم على غزة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى