آخر الأخبارأخبار محلية

حزب الله يقرأ دلالات مواجهات ساعات الفجر

كتب ابراهيم بيرم في” النهار”: في صفوف الخبراء من يقدر أنّ جولة العنف التي شهدتها ساعات الصباح الأولى أمس كانت حاجة ملحة لطرفي النزاع، لذا كان من مصلحتيهما أن:

– يعليا قيمة التطورات الميدانية الصباحية إلى مقام رفيع يصل إلى حد اعتباره حدثا عسكريا ضخما لم يسبق أن سُجّل شبيه له في الأشهر المنصرمة.

– أن يتحدثا عن هذه الجولة العنفية بلهجة غير مسبوقة وكأنها أم المعارك.

وبناء عليه، سارع الحزب إلى الإعلان على ألسنة وسائط الإعلام الناطقة عادة باسمه أنه أنهى “بنجاح كامل المرحلة الأولى من الهجوم”.

أما الرواية التي سعى الحزب جاهدا لإثباتها عمليا وإلقاء الأضواء عليها، فهي أنه كان له قصب السبق في إطلاق صليات صاروخية من قواعده في الجنوب نحو الجليل الأعلى المحتل، قبل أن “يقوم العدو بتنفيذ عدوانه الواسع”، وعنصر المفاجأة والتشويق في رواياته عن المعركة، أظهره الحزب من خلال القول إنه تعمد “ضرب هدف عسكري حيوي في عمق الكيان” (شمال تل أبيب)، ولأهميته، ترك تفاصيل هذه الضربة النوعية لبيانات لاحقة ولما سيقوله سيد الحزب في إطلالته لهذه الغاية.

وفي الموازاة، حرصت البيانات الإسرائيلية المتتالية والعديدة على الزعم أن الأهداف التي هاجمها سلاح الجو الإسرائيلي كانت عبارة عن أهداف “شكلت تهديدا وقمنا بإزالة خطرها عبر ضربات استباقية للحزب”.

يبدو واضحا أن الحزب وتل أبيب شاءا أن يظهرا أن ما جرى في ساعات الصباح أمس لا يعني إطلاقا قفل دفتر الحساب الطويل بينهما، بل هو رد أولي أو دفعة على هذا الحساب. فالحزب قال إن رده كان أوليا على الثأر لشكر، في حين تحدثت تل أبيب على لسان الناطق العسكري بـ”أننا أعددنا برامج هجومية على جبهة الشمال وننتظر القرار على المستوى السياسي”، واعدة بأن لا استراحة “حتى يعود سكان الشمال إلى منازلهم التي غادروها تحت وطاة ضربات الحزب”. وإذا كان الحزب يعتبر وفق مصادر مقربة منه أنه أوفى بوعده بالثأر الموعود لشكر، فيمكن الإسرائيلي أن يعتبر في المقابل أنه قد أثبت بالملموس جديته حين أعلن أنه شرع في نقل جزء من قواته من غزة إلى جهة الشمال في سياق سعيه لإزالة مخاطر استمرار فتح هذه الجبهة. وهذا في رأي خبراء إعلان من الجانب الإسرائيلي أن جبهة غزة أوشكت على الانتهاء وأن كل الجهود ستكرس من الآن فصاعدا لحسم الوضع في الشمال وإزالة المخاطر. وهذا مؤشر على أن التصعيد على هذه الجبهة بات من باب تحصيل الحاصل.  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى