لماذا تأخر حزب الله في الردّ على اغتيال فؤاد شكر؟
ذكر موقع “القدس العربي” أنّ الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب أورنا مزراحي رأت أنّ ردّ “حزب الله” قد تأجل، لكنه لم يلغَ، وأشارت إلى وجود عدّة أسباب وراء التأجيل، وحذّرت من مفاجآت.
وعن أسباب الإرجاء، ترى مزراحي أنّ “التأخير بدايةً، ناجمٌ عن الحاجة إلى بلورة مخطط الرد وتوقيته مع إيران، بينما المعضلة الأساسية التي يواجهها “حزب الله” هي اختيار خطوة تُعتبر كبيرة ورادعة من جهة، لكن من جهة ثانية، يمكن أن تستوعبها إسرائيل بصورة لا تؤدي إلى انزلاق وتصعيد وحرب واسعة النطاق”.
وتتابع: “لاحقاً، أُضيفت الجهود الأميركية المكثفة، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة بين “حماس” وإسرائيل، ومصلحة “الحزب” هي في عدم ظهوره كطرف يعرقل هذا المسعى، بالإضافة إلى أن التوصل إلى وقف إطلاق النار سيتيح له وقف هجماته على الشمال، حسبما يؤكد منذ أشهر طويلة”.
وتقول مزراحي إنه بالنسبة إلى “حزب الله” هناك حاجة جوهرية إلى الرد، ليس فقط بسبب الوعد الذي قطعه نصرالله خلال تشييع فؤاد شكر، بل في الأساس، من أجل ترميم صورة القوة للحزب ومحور إيران كلّه في ميزان الردع في مواجهة إسرائيل”.
وتعتبر الباحثة الإسرائيلية أنه ضمن هذا الإطار، في الأسبوعين اللذين تليا الاغتيال، واصل “حزب الله” هجماته اليومية في الشمال، وكان واضحاً تجنبه خرق هذه الهجمات للمخطط المعروف والثابت، الذي يتلاءم مع قواعد الاشتباك المعمول بها خلال العشرة أشهر الأخيرة، وذلك على الرغم من الأثمان الباهظة التي يتكبّدها جراء عمليات الجيش الإسرائيلي، مثل: تدمير البنى التحتية، خسارة ناشطين، تصاعُد الانتقادات الداخلية لـ”الحزب”، واتهامه بأنه يجرّ لبنان إلى حرب لا يريدها، وتُلحق به ضرراً كبيراً، وضغط دولي على “الحزب” كي لا يردّ”. وأضافت أنه في المقابل، “تتصاعد حدة الحرب النفسية التي يشنها “الحزب” عبر مواقع التواصل الاجتماعي إزاء الجيش الإسرائيلي، وإزاء الجمهور الإسرائيلي لزرع اليأس والخوف خصوصاً من خلال الكشف عن المنشأة الضخمة تحت الأرض والوسائل القتالية والعتاد المعد للاستخدام الفوري”.
وترجّح مزراحي أنّ “حزب الله” لم يتخلّ عن الردّ على الاغتيال، وهو مصرّ على المبادرة إلى خطوة تخرج عن عملياته السابقة، ويمكن أن تؤدي إلى تصعيد، لكن استمرار المساعي للتوصل إلى صفقة تبادُل مخطوفين، وتردد إيران في الردّ، والتخوف من هجوم إسرائيلي واسع النطاق، يمكن أن يؤثر في طبيعة الردّ، بحيث يكون مختلفاً عما خطط له الحزب منذ البداية، من حيث القوة والتوقيت. ومعنى ذلك، أنه بالنسبة إلى إسرائيل، يجب أن تظل يقِظة وجاهزة ومستعدة لاحتمال حدوث مفاجآت”. (القدس العربي)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook