آخر الأخبارأخبار محلية

رئيس أساقفة طرابلس ترأس قداس الشكر السنوي لإقليم كاريتاس الكورة

ترأس رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر قداس الشكر السنوي لاقليم كاريتاس الكورة في كنيسة سيدة الوحدة في ضهر العين، شارك فيه رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود، منسق الاقاليم الاب رولان مراد، رئيس اقليم الكورة الاب جوزاف انطون، عاونه خادم الرعية الاب عبد الله سكاف والابوان باسيليوس غفري وميشال سكاف، وخدمت القداس جوقة الرعية.

حضر القداس النائبان اديب عبد المسيح وجورج عطالله، رئيس بلدية النخلة جمال الايوبي ونائبه الياس الاغا، نائب رئيس كاريتاس نيقولا الحجار، المدير التنفيذي جيلبير زوين، المنسق العام لشباب كاريتاس لبنان بيطار محفوض، مختار ضهر العين ايلي انطون، المنسقة في الشمال لوريت ضاهر، نائب رئيس اقليم الكورة فوزي غانم، مسؤولة جهاز الاعلام ماغي مخلوف، مستشار العلاقات الاعلامية في شبيبة كاريتاس الزميل جوزيف محفوض وممثلون عن مجلس ادارة الرابطة وأعضاء مكتب الإقليم، اضافة الى حشد كبير من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل ألقى ضاهر عظة، شكر فيها كل المشاركين في القداس والجهاز الاداري لكاريتاس والشبيبة والاعلاميين، ودعا المسؤولين السياسيين، “لكي يتحملوا مسؤولياتهم تجاه المواطنين وان يلتفوا حول المؤسسات الدستورية والعسكرية والامنية، وان ينتخبوا رئيسا للبلاد لكي ينعم الناس بالسلام والهدوء والاستقرار، وقال:” كانت مريمُ تحفظ كلمة الربّ وتتأمّلُها في قلبها”. (لوقا 2:19)

أضاف: “احتفلنا بعيد رقاد العذراء والدة الإله الفائقة القداسة والدائمة البتولية مريم وانتقالها إلى السماء، شفيعة لبنان. واللقاء بكم اليوم، فرحٌ وسرور، عيدٌ يأتي كلَّ عام، يتكرّر، لكنّه يتجدّد، وخصوصاً بلقاء الأحبّة. كلّ عام نلتقي وإياكم لنفرح ونصلّي ونشكر الرب على نعمه…ونلتقي في عودةٍ إلى الذات وفي رجعةٍ إلى كلمة الربِّ التي تُحيي وتملأ القلوب. فهنيئاً لكم ولنا هذا العيدُ وهذا اللقاء وهذه العودة إلى الذات وإلى الله. فالكتاب المقدس يتحدّث مرارا عن اتحادٍ وثيق بين العذراءِ مريم وابنِها الإلهي، وهي شاركَتْه في كلِّ شيء من الحَبَل به حتى الصليب فالقيامة. لذا كرَّمَها وحفِظَها من فساد الموت. أما آباءُ الكنيسةِ فقد أكّدوا منذ القرن الثاني أن مريمَ العذراء حُفِظت من فسادِ القبرِ، ومثلَ يسوع غلَبَتْ الموت ورُفِعت بالجسد والنفس إلى المجد في أعلى السماوات، كما يقول بولس الرسول “لتتألّق فيها كملكةٍ على يمينِ ابنِها، ملكِ الدهور الأزلي” (2 تي1/17).

وتابع: ” ماذا نتعلّم اليوم من عيد انتقال العذراء: إنَ موت العذراء هو علامةُ رجاء، وما انتقالُها بالنفس والجسد إلى السماء إلاّ ثمرة قيامة المسيح المنتصر على الموت. لذا نحنُ مدعوون لأن نرى في انتقال مريم العذراء، علامةَ رجاءٍ وطيد، بأنّ الله قد غلب الموتَ فعلا، وأنّه لا سلطانَ للموت على المعمدين بيسوع. نتعلّمُ أيضا من رُقاد مريم العذراء حقيقة الموت. فهو بالنسبة للمسيحي عبورٌ من هذا العالمِ الزائل، عالمِ الألمِ والموتِ والأهواء إلى عالم النورِ والحقِّ والجمال، إلى الملكوت السماوي. بعد موت المسيح لم يبق للموتِ سلطانٌ علينا، بل تحوّل الموتُ بقدرة الله، ليصير عبوراً بسلام، يُشبه الرُقاد والنوم. ننامُ في دنيا الأضاليل لنستيقظ في دنيا الحق، ننامُ بالخوف والوجع وغصّة الهَمّ، لنستيقظ أمام وجهِ الله القدوس، حيث لا خوفٌ، ولا تعبٌ ولا كآبة. نتعلّمُ أيضا حقيقةَ قيامةِ الأجساد. فجسدُنا البشري مدعو للمشاركة بالمجد السماوي، وليس عبئا أو شرّا البتّة. بل هو هيكل الروح القدس، وصورة المسيح الفادي. لقد فدانا المسيحُ جسدا ونفسا، لذا فإنّ جسدَنا هذا سيُمجّد يوما بالمسيح، على مثال جسد يسوع ومريم العذراء، انما في القيامة العامة”.

وقال: “لقدّ أحبّت مريم الربّ من كلّ قلبِها، وعقلِها، وجسدِها وعواطفِها. فقدّس الربُّ هذا الجسد الذي منهُ أخذ جسدا، ليُشابهنا بكلّ شيء ما خلا الخطيئة. بحلوله في جسد مريم، قدّس الله جسدها الطاهر، فصارت أحشاؤها أرحب وأقدس من السماوات. فكيف يتركُ الله بعد ذلك، جسد أمّه مريم يرَ الفساد؟! وكما كان جسدُ المسيح أساسا لموته وبالتالي خلاصَنا، كذلك كان جسدُ العذراء أساسا في سرّ التجسّد، ولعيش كمال المحبّة. وكذلك نحنُ مدعوون لأن نعيش المحبّة بأجسادنا الضعيفة، سرّ الصليب الخلاصيّ. فالجسد هو أساسٌ في عيش سرّ الألم والموت والصليب، وبالتالي في النموّ في الزمن بالفضائل المسيحيّة والروح القدس. واليوم، نحتفل معًا بقداس الشكر السنوي لرابطة كاريتاس في إقليم الكورة لنشكر الله على خدمة المحبة التي تقوم بها باسم الكنيسة تجاه إخوتنا المحتاجين إلى محبة، وبحضور هذه الكوكبة الرائعة من فعاليات هذه المنطقة والأصدقاء، عنيت أخي صاحب السيادة المطران كير يوسف سويف الجزيل الاحترام، راعي أبرشية طرابلس المارونية، والسادة النواب الأكارم، ورئيس كاريتاس لبنان قدس الأب ميشال عبود، والوفد المرافق من أعضاء المكتب والكهنة المشاركين، ونصلي لهذا الجهاز الكنسي المسيحي التي نفتخر به، لما يقدّمُه ويفعلُه من أعمالٍ لخدمةِ المحبّة ومساعدةِ الأشخاصِ والجماعات، وللقيام بالنشاطات الإنسانية والاجتماعية والإنمائية وفقاً لتعليم الكنيسة الاجتماعي، ونضعُ أعمالَه بعهدة عمل الروح القدس”.

أضاف: “نحن مدعوون إذًا إلى أن نسير معًا ونصغي إلى حاجات بعضنا البعض ونتضامن في ظروفنا الكارثية ونثبت في إيماننا ونصمد في أرضنا، أرض القداسة والقديسين. وهذا ما يقوم به إقليم كاريتاس الكورة، من خدمة المحبة وبلسمةٍ لشفاء قسمٍ كبيرٍ من أبناء منطقتنا في الكورة على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومشاربهم. ونحييّ ونصلّي لجميع الذين يساهمون بفلس الأرملة مع هذه المؤسسة ونثمِّن جهود القيّمين على إدارتها لما فيه عمل المحبة وخير النفوس. وأغتنم هذه المناسبة لندعو شعبَنا الى الصلاة من أجل إحلال السلام في منطقتنا ولاسيما في جنوب لبنان وغزة والى طلب الرحمة من أجل راحة نفوس الأطفال والشيوخ والشهداء الأبرياء، ولا بدّ لنا في هذه المناسبة، إلى أن نوجّه من، صرخةَ رجاءٍ، ودعوةً ملحّةً إلى كلّ المسؤولين السياسيين والروحيين في لبنان، أن يتحمّلوا مسؤولياتهم تجاه مواطنيهم وأبنائهم وأطفالِهم، وأن يلتفوا حول المؤسسات الدستورية والعسكرية والأمنية المتبقية دون العبث بها وعدم خلق جو من المهاترات السياسية، علّه يصل صوتَنا إلى آذانِهم وضمائرِهم فينتخبوا رئيساً للبلاد، لكي يَنعَمَ الناسُ بالسلامِ والهدوءِ والسكينةِ والاستقرار”.

وختم: ” يَهمُّني جدا ً أن أخصَّ بالشكر جميعَ الفاعليات الدينيةِ والقضائية والبلديةِ والنقابية والاختيارية والاجتماعية والعسكريةِ والأمنيةِ والحزبية، ورجالَ الصحافةِ والإعلامِ، المقروءِ والمسموعِ والمرئي (بخاصةٍ محطة تيلي لوميار، نور سات وموقع كورة برس التي تنقل القداس مباشرة). وشكري الخاص لكلِّ ضباطِ وعناصرِ الجيشِ اللبناني وقوى الأمن الداخلي والشرطة البلدية وشبيبة كاريتاس. وندعو جميع المسؤولين والحكام وأختم كلمتي بدعاء وصلاة على نيّة الحاضرين قائلاً: أيها الثالوث القدوس أفض علينا روحك القدوس وثبّتنا في إيمان الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية”.

 

بعد القداس القى الأب انطون كلمة قال فيها: “منذ أيام كنت في طريقي إلى المكتب في ضهر العين، وتفاجأتُ بزحمةٍ من الناس واقفين في مركز الصحة، سألت أحد الناس الذين هم واقفون عن سبب وقوفهم، فقال لي يا أبونا نشكر الله على أن كاريتاس لا زالت موجودة في حياتنا لنتمكن من الاستشفاء وتأمين الدواء”.

اضاف: “لن أتكلم عن السلطة ولن أعاتب الدولة طبعا اذا كان هناك دولة، لقد تعبنا من الكلام ومن العتب ومن الظلمة، انا اليوم أمام قدس الاقداس أريد أن اشكر ربنا لأنه قد يكون من تقصير الدولة سمح الله ان المحبة والانسانية والرحمة تتجلى بمؤسسة اسمها كاريتاس. كاريتاس في هذه الايام الصعبة علامة رجاء، علامة فارقة بحياة “إخوة يسوع الصغار” الذين من أجلهم تجسد المخلص.  حتى لو نحن كمتطوعين بكاريتاس شباب وصبايا مخضرمين وكبار نتعب أحيانا من الركض وهموم الحياة وضغوطاتها، وباللبناني نقول “بطّل بدي اشتغل”، وفجأة بطريقة عجيبة ربنا يبعث الروح القدس، المعزّي الجليل ويقول لنا، يا إبن هذه المؤسسة ممنوع أن تيأس، رسالتك أن تزرع رجاء في قلوب الناس الذين وضعتهم انا بطريقك، التدبير علي يقول الرب، دعني أنا أشتغل بحياتك وبحياة كل إنسان يلتجئ اليّ من خلالك”.

وختم: “رؤساؤنا بالمسيح، نقول لكم: الله يحميكم لتبقوا تحموننا بعصا رعايتكم وبمعونة ربنا الذي أوكلكم فيها الراعي الصالح ربنا يسوع المسيح، يحميكم لتحموا هذه المؤسسة من كل سلطان العالم الذي يحاول زعزعة الايمان والثقة بمؤسسة عريقة مثل كاريتاس.  نحن وراءكم بالخدمة والمحبة المطلقة التي لا تميّز ولا تفرّق إنسان عن إنسان، والتي عملها الدائم هو مثلما قال يوحنا المعمدان، أن تنقص وهو أن يزيد، واليوم نحن نزيد عليها كي يزيد ويظهر من خلال خدمتنا لكل إنسان ولكل الانسانية”.

وأقام ضاهر مائدة محبة على شرف المشاركين.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى