الفرصة الاخيرة.. هل تنسحب بعدها حماس نهائيا من المفاوضات؟
نقل الرجل الاجواء التي انتشرت عبر التصريحات وعبر وسائل الاعلام وقال ان واشنطن لا تريد التصعيد وتعمل على وقف الحرب في غزة، لكن عمليا يبدو القرار الكامل هذه الايام عند رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو.من هنا برز عدم ارتياح كبير لدى اكثر من مرجعية سياسية لبنانية بعد زيارة هوكشتاين على قاعدة ان ما يحصل لا يوحي بجدية او لا يدل على ان هناك خطوات عملية للوصول الى حل قريب ونهائي وان ما يحصل مجرد تمرير للوقت.
يدرك نتنياهو، صاحب القرار النهائي، ان ادارة بايدن هي الادارة الاضعف وان الفراغ الحاصل في الولايات المتحدة الاميركية قبل الانتخابات الرئاسية ستجعله قادرا على جر الولايات المتحدة الاميركية الى حرب، وهذا امر يقيني عند الرجل لذلك فهو يتصرف بجرأة كبيرة لا يجاريه فيها المحور حتى اللحظة، اذ ان ترامب نفسه، واذا وصل الى البيت الابيض، لن يسمح بإستمرار الحرب ولن ينجر الى رغبات نتنياهو المجنونة، وهذا ما لمسه رئيس الحكومة الاسرائيلية خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن.
اليوم ينتظر الجميع ما ستؤول اليه المفاوضات لكن حركة حماس التي بات بيدها ورقة الحرب الاقليمية بعد اغتيالات نتنياهو في الضاحية وطهران تفاوض ضمن الفرصة الاخيرة، وتعطي التفاوض ايام قليلة جدا، فإما الايجابية الكبرى او الانسحاب من المفاوضات وانتظار رد “المحور” الذي بات بدوره في الزاوية، فحتى لو اراد عدم الرد فهو غير قادر على ذلك لانه سيفتح شهية نتنياهو على تنفيذ ضربات اكثر جرأة، واذا ذهب “المحور” للرد فهو يخاطر بكل القدرات التي راكمها في لحظة دولية غير مناسبة للحرب الكبرى من وجهة نظره بل على العكس تناسب نتنياهو واسرائيل.
لماذا سيتنازل نتنياهو؟ يعاني الجيش الاسرائيلي من ضغط جدي في غزة خصوصا في بعض النقاط التي بات مضطرا للانسحاب منها، لكن بعيدا عن ذلك، لا شيء يدفع نتنياهو لوقف الحرب في هذه اللحظة اذ ان الرجل يستطيع وضع حلفائه وخصومه تحت الامر الواقع مع امتلاكه حاضنة شعبية اسرائيلية كبيرة تؤيد الحرب وتوسيعها بإتجاه لبنان، وعليه فإن الضغوط الحالية التي سيتمكن الرجل من احتوائها بسرعة، ان لم يرد هو شخصيا التسوية، ستفتح امامه ابواب التصعيد.
يقول البعض ان هذه المعركة لن تنتهي الا بهزيمة كاملة لاحد الطرفين، وهذا يعني ان مهلة ايلول او في اقصى الاحوال مهلة تسليم الرئاسة الاميركية للرئيس الجديد ليست كافية لضبط سلوك نتنياهو، الذي يجد ايضا ان خسارة اسرائيل اليوم يعني نهايتها بعد احداث ٧ اكتوبر التي انهت العقيدة الامنية الاسرائيلية ودفنتها بالكامل وهو مضطر الى تأسيس اسرائيل جديدة بعد توجيه ضربات كبرى لخصومها، من غزة الى الضاحية فطهران.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook