أي أبعاد للحديث الإسرائيلي المتجدد عن قوة الرضوان؟
– على نحو متزامن كان الإعلام العبري يجدد حديثه القديم عن احتمالات وشيكة لقيلم قوات الرضوان بهجوم على بعض مستوطنات الجليل الأعلى تمهيدا للتحصن فيها، توطئة لمرحلة مختلفة من المواجهات الدائرة منذ عشرة أشهر.
في بداية المواجهات الحدودية، أكثر الإعلام العبري الحديث عن هذا الاحتمال وضخم كلامه عن فاعلية قوة الرضوان وإمكاناتها والأهداف النوعية الصعبة التي أعدت من أجلها. ويعاود الإعلام في الأيام الخمسة الماضية الحديث نفسه عن قوة الرضوان وأنها على وشك أن تدخل الجليل فاتحة.
ويقول الباحث العميد المتقاعد الياس فرحات “النهار”: “في كل مرة تستحضر إسرائيل قوة الرضوان إلى دائرة التداول، يتعين علينا عندها أن نبحث عن أهداف غير مرئية تريد تل أبيب بلوغها. فمنذ البداية، قلنا إن وجود قوة نخبوية عند كل قوة عسكرية كبرى هو أمر طبيعي، لكن تل أبيب تبالغ في تقدير قوة الرضوان عددا وإمكانات، وتضفي عليها صفات خارقة، واستحضار إسرائيل الحديث عن قوة الرضوان في وقت يرتفع فيه التوتر والاحتدام والتصعيد ويطلق الحزب تهديداته بالانتقام لقائده العسكري عبر رد رادع، أمر يرتبط بمخاوف إسرائيل من الحزب ومحوره من جهة، وبهدف دائم عندها عبر إظهار أنها مهددة باصل وجودها، أي صورة الضحية التي عاشت على سرديتها دائما. وهذا يخدم خطاب نتنياهو الذي يتحدث عن تهديد وجودي تتعرض له دولته لكي يطيل أمد حربه الضارية على غزة”.
وبالتاكيد، يستطرد فرحات، “إن الإسرائيلي يسعى إلى استدراج الحزب إلى الكلام والبوح بالمعلومات عندما يطرح في التداول توقعات عن عمل عسكري مرتقب، لكن الحزب واعد ومدرك. وعموما، فإن مستقبل الوضع بات متوقفا إلى درجة كبيرة على نوعية الرد الإسرائيلي على ضربة الحزب الموعودة ثأرا لاغتيال شكر، فإذا ما امتصت إسرائيل الضربة وتحملتها فذلك شيء، أما إذا ما ردت برد قوي فذلك أمر آخر وله حسابات مختلفة”.
ويضيف فرحات: “إسرائيل تتصرف على أساس أنها تخوض حرب وجود، ولكن يتعين ألا نغفل أن الحزب يوسع أيضا دائرة استهدافاته ويلحق الأذى بالإسرائيلي نوعا وكما. ففي تقدير أولي، أدخل الحزب أخيرا 5 مستوطنات جديدة في بنك أهدافه، فضلا عن مواقع عسكرية، وقد وصلت صواريخه أخيرا إلى مستوطنتي الكابري ونهاريا، وهو أمر ذو دلالة عسكرية مهمة”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook