آخر الأخبارأخبار محلية

ورقة الحكومة اللبنانية ماذا حملت من رسائل .. وماذا عن الرد وكلمة السر؟

حملت ورقة الحكومة اللبنانية التي عممتها وزارة الخارجية اللبنانية على كل البعثات الديبلوماسية اللبنانية في الخارج، والتي تتضمن القواعد الهادفة الى تحقيق استقرار دائم على المدى الطويل في الجنوب، أربعة رسائل. أولها، دعوة الحكومة الى حشد دولي للتضامن مع لبنان بموقف واحد وواضح ووضعها امام مسؤولياتها تجاهه،ودفعها لتبني ورقتها والتعاون على اخراجها الى حيز التنفيذ. ثانيها، دعوة الدول التي تدعو لبنان الى الالتزام الكامل بتنفيذ القرار 1701 الى ملاقاة لبنان بتقديم ما يلزم من دعم مالي وتدريب ومساعدة فنية لتجنيد جنود لبنانيين اضافيين . الرسالة الثالثة، ان ما يحصل في جنوب لبنان تحديدا هو مخالف للقانون الانساني الدولي وقوانين الحرب وان حق الدفاع عن النفس مشروع ومكرس في القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة. اما الرسالة الرابعة، فهي ان لبنان دولة موثوق بها وقادرة على الالتزام، مستشهدة بالتفاهمات الاخيرة حول الحدود البحرية، وهي بذلك مستعدة اليوم للتفاوض غير المباشر لخفض التصعيد مغلبة بذلك اللغة الدبلوماسية على منطق الحرب. ولكن امام هذا الموقف الهام، الواضح والرسمي للدولة اللبنانية نجد غيابا واضحا للتضامن بين القوى السياسية حول هذا الورقة حيث يبدو ان المصلحة الوطنية مازالت في اجازة صيفية لدى تلك القوى في ظل لامبالاة واضحة وعدم مسؤولية لكل ما يحيط بلبنان من تهديدات امنية واقتصادية واجتماعية وغيرها وهذا ما يجعل من وكالاتهم النيابية عن الشعب اللبناني – اقل مايقال فيها – انها بحكم الساقطة.

Advertisement










وبالعودة للرد الايراني ورد حزب الله الحتميين على جريمتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية ( حماس) اسماعيل هنية في طهران واغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية فتحول السؤال من : هل ستتوسع الحرب وتتحول الى حرب شاملة؟، الى السؤال حول توقيت حصول الرد وهل سيحصل قبل 15 آب موعد استئناف المفاوضات بين حركة حماس والعدو الاسرائيلي في الدوحة او القاهرة، او بعد تاريخ 15 آب؟ ولكن مع رفض حركة حماس اليوم العودة الى المفاوضات المقرر عقدها في 15 الجاري اختلطت الاوراق ويبدو ان المساعي الدولية التي تحدثت عنها بعض التحليلات باتجاه كل من ايران وحزب الله عبر وسطاء الى تأجيل الرد الى ما بعد 15 آب ذهبت ادراج الرياح وبات لزاما عليها اليوم البحث عن مخارج حل جديدة وسريعة مصحوبة بسلة من الاجراءات للضغط على اسرائيل بالدرجة الاولى.
وفي قراءة بسيطة لموقفي كل طهران وحزب الله حول توقيت الرد او شكله او طبيعته او في ما اذا كان سيكون متلازما بين الطرفين او غير متلازم، فان الكتمان والميدان يبقيان سيدا الكلمة لدى الطرفين ولكن مع فارق بسيط كمن في كلمة السر التي اتى على ذكرها السيد نصرالله في خطابه ما قبل الاخير حول ” الفرصة ” والمقصود بها هي “الفرصة الذهبية” التي يتنظرها الميدان لتحقيق ضربة متناسبة مع حجم الاعتداء وهذه الفرصة اذا ما سنحت ل”حزب الله” سواء قبل 15 آب في ما لو كانت حركة حماس قد وافقت على العودة الى المفاوضات او لم توافق فهو لن يضيعها وبالتالي لن يتوان عن الرد فور توفر الفرصة. اما ايران فهي بدورها لن تخرج ايضا عن الرد الحتمي ولكنها في ذلك ستاخذ بعين الاعتبار الضوء الاميركي الاصفر الذي حمل في مضمومنه تقبلا لردها على جريمة اغتيال هنية شرط ان لا يكون ردا انتقاميا كبيرا وهذا ما نقلته احدى الصحف عن رسالة وجهتها الادارة الاميركية الى ايران بان هناك خطرا لحدوث تصعيد في حال شنت ايران هجوما انتقاميا كبيرا ، وفي ذلك حرص اميركي واضح وايضا ايراني ربما في الحفاظ على خيط المفاوضات الرفيع بينهما الذي لم ينقطع بشكل نهائي رغم كل جولات العداء الكثيرة التي حصلت بينهما على مدار العهود السابقة .


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى