غارة صيدا تستهدف حزب الله.. الرسالة وصلت عبر حماس!
لا يمكن أبداً حصر خلفيات الإستهداف الإسرائيليّ الذي طالَ القياديَّ في حركة “حماس” سامر الحاج، الجمعة، بمدينة صيدا، في إطار “الإغتيالات” المستمرة التي يشهدها لبنان وتطالُ بشكل أساسي قادة وعناصر من “حزب الله” وجهاتٍ أخرى كالجماعة الإسلاميّة.
ما حصل في صيدا لا يعتبرُ عادياً من الناحية الإستراتيجية، فالطريق التي حصلت عليها عملية الاستهداف محوريّة، فعبرها يتم الوصول إلى الجنوب، بينما تتركزُ هناك جبهة أساسية متمثلة بمخيم عين الحلوة، والذي كان الحاج ينتمي إليه.. فما هي أبعاد الإستهداف الأخير؟ ماذا يعني بالنسبة لـ”حماس” ولـ”حزب الله” أيضاً؟
طريق الجنوب مُهدّدة
القصف الذي أودَى بحياة الحاج كشف عن رسالةٍ جديدة مفادُها أنَّ طريق جنوب لبنان باتت “مُهدّدة” فعلياً من قبل إسرائيل، فيما المُستهدفون عليها هم الذين لديهم عملٌ على صعيدِ الإمداد بالأسلحة والتدريب والتجنيد، وهي مهامٌ كان الحاج يتولى مسؤوليتها ضمن “حماس”.
عملياً، فإنّ خصوصية اغتيال الحاج ترتبط أيضاً بمكان حصول العملية، فالمدينة لم تشهد على أي عملية اغتيال منذ بدء حرب لبنان مع إسرائيل قبل 10 أشهر، في حين أنّ القصف جاء على مقربة من مخيم عين الحلوة الذي يضمّ نسيجاً مُختلفاً من القوى الفلسطينيّة.
مع هذا، فإنّ مسألة تهديد طريق الجنوب لا تنحصر فقط بالاغتيال الذي حصل، بل تتجاوز ذلك لتكشف عن رسالة تحذيرٍ المخيمات الفلسطينية ومفادها أنّ أيَّ تحرّك قد يجري انطلاقاً منها، سيجعلها عُرضة للإستهداف.
لهذا السبب، فإنّ مسألة قصفَ طريق الجنوب بهذا الشكل يجعلُ من الإنتقال عليها وضمنها أمراً “محسوباً”، في حين أن جعل عملية استهداف الحاج على مقرُبة من عين الحلوة، يضعُ الأخير تحت خانة الخطر أيضاً خصوصاً أن إسرائيل قد تستهدفه في أيَّ لحظة، مثلما استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث اغتالت هناك القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر.. فما الذي يمنعها من ذلك؟
رسالة جديدة إلى “حماس”
ما حصل عند مدخل عين الحلوة فتح الباب أمام رسائل إسرائيلية جديدة لـ”حماس”، وتقولُ مصادر معنية بالشأن العسكري لـ“لبنان24” إنَّ “إسرائيل تهدف إلى ضرب قادة حماس داخل لبنان عبر تصفيتهم بشكلٍ تدريجي لإرباكِ عملها العسكري أو بالحدّ الأدنى إحباطه وإضعافه”.
وفقاً للمصادر، فإنَّ تهديد “حماس” لإسرائيل انطلاقاً من لبنان لا يُعتبر عادياً خصوصاً أن الحركة استخدمت جنوب لبنان لتنفيذ عمليات ضد المستوطنات، وتضيف: “لذلك، فإن مسألة استهداف حماس بشكلٍ مستمر سيكون هدفاً إسرائيلياً داخل لبنان بمعزل عن أمر آخر، وقد يكون ذلك بمثابة عملية موازية لتصفية قادة الحركة داخل غزة وخارجها”.
أين “حزب الله” من إستهداف قادة “حماس”؟
بالنسبة لـ”حزب الله”، فإنّه ردّه على اغتيال الحاج في صيدا كان نوعياً، السبت، حيث نفذ هجوماً جوياً بأسرابٍ من المُسيرات الإنقضاضية على قاعدة محفاه آلون (قاعدة تجميع وحشد للقوات ومخازن طوارئ للفيلق الشمالي الواقعة جنوب غرب صفد). وعملياً، فإن هذا الاستهداف للقاعدة المذكورة هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب، ما يعني أن “الحزب”، ومن أجل “حماس” بدأ يوسع نطاق نيرانه.
المصادر المعنية بالشأن العسكري قرأت هذا الاستهداف من زاوية الرّد العسكري، مشيرة إلى أنّ الحزب وجد في “توسيع” إسرائيل رقعة نيرانها نحو صيدا بالتحديد، بمثابة تصعيدٍ أكبر يجب أن يدفعه في المقابل نحو توسيع ضرباته وإدخال أهداف جديدة إلى دائرتها.
وعملياً، فإنّ صيدا تعتبر مهمة لـ”حزب الله” على صعيدين: الأول وهي أن الحزب يعتبر المدينة ممراً أساسياً له على الصعيد العسكري. أما الصعيد الثاني، فهو أن صيدا تمثل ثقلاً أساسياً وامتداداً للحزب باتجاه العمل الفلسطيني في عين الحلوة باعتبار أن “ثقل حماس” هناك يخدمه كثيراً.
لكن السؤال الأكثر طرحاً هو: لماذا لم تردّ كتائب “القسام” في الوقت الراهن على اغتيال الحاج؟ مصادر “حماس” تتكتم عن الإجابة على هذا السؤال، لكن مُطلعين على العمل الفلسطيني في لبنان يؤكدون أنَّ كتائب “القسام” لم تُجمّد أعمالها العسكرية بل قد تردّ في أي وقت على الاستهداف الأخير، لكن قيام “الحزب” بهذه المهمّة الآن سببه أن “ضوابط المعركة” وصورتها الآن تفرضان عليه استلام زمام المبادرة الميدانية تفادياً لأي خطأ قد يحصل وسط الترقب الكبير للرد الآتي ضد إسرائيل، سواء من لبنان أو من إسرائيل.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24”
مصدر الخبر
للمزيد Facebook