ترقّبٌ قلقٌ للخميس ومخاوف الإنفجار الى تصاعد!
وكتبت” النهار”: ولذا راقبت الأوساط الديبلوماسية الخارجية والأوساط اللبنانية المنحى الميداني الذي اتجهت عبره التطورات يومي السبت والأحد الماضيين من زاوية الرصد والتدقيق عما إذا كانت تشكل طلائع ردّ “حزب الله” على اغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر باعتبار أن الاحتقان الهائل الذي خلفته ترددات مجزرة حي الدرج في غزة عمّمت المخاوف من انفجار الاحتقانات وبدء دورة تصعيد غير محسوبة، على رغم أن “تأخر” ردّ الحزب وإيران على إسرائيل كشف حجم الضغوط الدولية المتنوعة التي تسابق شرارة أي ردّ لحصر الأمور ضمن خطوط حمراء تحول دون اشتعال حرب إقليمية.وما ساهم في تصاعد المخاوف للوهلة الأولى، أن “حزب الله” بلغ في هجمات مسيّراته مساء السبت الماضي على شمال إسرائيل عمقاً غير مسبوق منذ بداية المواجهات، ولكن الأمور عادت إلى مسارها الميداني السابق بعد ذلك، الأمر الذي أعاد الواقع الميداني والديبلوماسي إلى دائرة الترقّب والانتظار القلق. ولكن البارز في هذا الواقع أن أوساطا لبنانية مطلعة ومواكبة للاتصالات الجارية على مختلف المستويات اللبنانية والإقليمية والدولية لم تخفِ أن حالة الترقّب تصاعدت بدءاً من الساعات الأخيرة وامتداداً حتى يوم الخميس المقبل انطلاقاً من معطيات ومؤشرات لا تستبعد أي شيء بما فيه احتمال حصول ردّ كل من “حزب الله” أو إيران أو كلاهما معاً على إسرائيل قبل موعد المفاوضات في الدوحة ولو نفى كل منهما وجود أي موعد محدد للرد، هذا إذا انعقدت المفاوضات باعتبار أن حركة “حماس” لم توافق بعد على المشاركة فيها.
وتلفت الأوساط في هذا السياق إلى أن كلاً من “حزب الله” وطهران فصلا موقفهما المتمسك بالرد على إسرائيل عن موضوع المفاوضات، الأمر الذي يستتبع بعد مجزرة حي الدرج إما سقوط المحاولة الثلاثية الأميركية- المصرية- القطرية لإحياء “الفرصة الأخيرة” التي يراد لها أن تبرّد احتمالات الحرب الواسعة في المنطقة، وإما حصول رد من دون إمكان الجزم مسبقاً بموعده وبحجمه وما يمكن أن يكون عليه الردّ والرد المضاد.
وكتبت” الاخبار”: تدخل إسرائيل أسبوعاً آخر من الترقّب والقلق في انتظار الرد على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر، وسط «إجماع في الجهاز الأمني الإسرائيلي» على أنه «سيأتي في المستقبل القريب»، وفق القناة 13 العبرية. أمام هذا الواقع، «يعيش جميع سكان إسرائيل حالة من الخوف الشديد (…) وقد تخلّينا للمرة الأولى في تاريخنا عن الاستيطان في الجليل»، بحسب مدير العمليات السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال المتقاعد يسرائيل زيف، مشيراً إلى أنه «باستثناء إطلاق شعارات لا معنى لها، فإن الحكومة تختبئ وراء نشاطات الجيش الإسرائيلي، ولا تقود أي توجيهات، وهي منفصلة تماماً عن الواقع، وكذلك عن الكابوس الذي يعيشه الناس في الشمال والجنوب». وبعكس تصريحات رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، المتكررة عن الإصرار على الانتصار في الحرب، أمل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ألا توسّع إيران وحزب الله الحرب.
وكتبت” اللواء”:يعيش البلد أياماً يمكن وصفها، في نظر مراقبين، «بدراما الردّين» اللبناني والايراني (حزب الله والحرس الثوري)، على وقع تصاعد لهيب النار عبر الضربات الانقضاضية، او الاغتيالات المتفاقمة، فيما الدوائر الرسمية والديبلوماسية الاقليمية والدولية والمحلية، تتخوف من الانفجار الواسع.
وعلى طريقة من المرجَّح، هدّد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ايران وحزب الله امام جنود جدد التحقوا بالخدمة قائلاً: من يلحق بنا الاذى بطريقة لم يفعلها في الماضي، فمن المرجح ان يتلقّى ضربة بطريقة لم نتصرف فيها في الماضي.
ومع اكتفاء لبنان الرسمي بورقة الحكومة التي عممتها على البعثات الدبلوماسية في انحاء العالم، وتتضمن رؤية لبنان لوقف اطلاق النار وتحقيق السلام والتعهد بنشر مزيد من عديد الجيش في الجنوب لضمان تنفيذ القرار 1701 ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها، بقيت اسئلة كثيرة تحوم حول موعد رد «محور المقاومة» على اغتيال اسرائيل لرئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، بغضّ النظر عن طبيعته وحجمه واستهدافاته، ذلك ان الرد تأخّر اكثر من عشرة ايام، شهدت خلالها المنطقة ولبنان بشكل خاص تطورات متسارعة، منها استهداف مسؤول في حركة «حماس» في مدينة صيدا، وهي المرة الاولى التي يستهدف فيه العدو الاسرائيلي بإغتيالاته عاصمة الجنوب وبوابته، عدا عن تنفيذ اكثر من عملية اغتيال اخرى لكوادر في المقاومة في قرى الجنوب الحدودية مؤخراً.
ومع ان المقاومة ردت على استهداف صيدا واغتيال احد كوادر حماس فيها بهجوم مساء السبت بأسراب مسيَّرات على قاعدة «محفاه آلون» غربي طبريا في العمق الفلسطيني وهي تُستهدف للمرة الاولى، فإنه كان رداً من ضمن المواجهات اليومية في جبهة الجنوب، ما يعني ان الرد على إغتيال شكر لم يحن اوانه بعد ولم تُعرف طبيعته. لكن البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة اعلنت بعد الاعلان عن المبادرة الثلاثية الجديدة، «أن إيران ستسعى للرد على اغتيال العدو الاسرائيلي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بشكل لا يضر بوقف إطلاق النار المحتمل في غزة».
وكتبت” الديار”: في الوقت الذي لا تزال فيه المنطقة ككل تغلي بانتظار رد ايران وحزب الله على عمليتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» اسماعيل هنية والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، استبعدت مصادر مواكبة عن كثب للحراك الحاصل في المنطقة نجاح الاجتماع المزمع عقده يوم الخميس والذي اعلنت اسرائيل بوقت سابق الموافقة على المشاركة فيه لاستئناف مفاوضات الهدنة في غزة، بالتوصل لاتفاق قريب تدفع واشنطن بكل قوتها لان يتم توقيعه قبل الرد المرتقب لايران وحزب الله ما يؤدي لتعليق هذا الرد او الاكتفاء بأن يكون رمزيا.
وقالت المصادر لـ «الديار»:»رغم الهواجس الاسرائيلية الكبيرة والمخاوف المسيطرة على المجتمع الاسرائيلي الا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يبدو مصرا على مواصلة القتال ومسار التصعيد لاعتباره ان المهلة الزمنية التي تفصله عن الانتخابات الاميركية مهلة ذهبية يفترض ان يستغلها لتحقيق اهدافه»، معتبرة ان «من يريد الهدنة لا يقتل مئة شخص ويجرح مئات آخرين قبل ساعات من الاجتماع المرتقب كما حصل في مدرسة التابعين».
وترى المصادر ان «الادارة الاميركية الحالية ورغم ما تعلن عنه عن ضغوط لحث نتنياهو على سلوك مسار المفاوضات جديا، الا انها بحقيقة المطاف لا تزال تغطيه بالسلاح والمال، لاعتبار الديمقراطيين انهم بالعلن يحاولون استرضاء الاقليات التي يبدو صوتها حاسما في كثير من الولايات وبنفس الوقت لا يستفزون اليهود الذين يدرك الجميع ان اصواتهم حاسمة في اي انتخابات».
وكتبت” البناء”: ولفتت أجواء مطلعة على موقف المقاومة لـ«البناء» إلى أن «لا أحد يمكنه التكهن بموعد الردّ وحجمه وطبيعته، وهو رهن الميدان وملك المقاومين واختيار الأهداف الحساسة، لكنه سيكون رداً مؤلماً ورادعاً للعدو الإسرائيلي لمنعه من تكرار عدوانه على الضاحية الجنوبية»، ولفتت الى أن «حالة الرعب والاستنفار التي يعيشها الكيان ومعه الولايات المتحدة الأميركية والقوى الغربية وبعض الدول الإقليمية هو جزء من الرد، لا سيما أن الكيان يتعرّض لخسائر باهظة اقتصادية ومالية وسياسية ومعنوية ونفسية». مضيفة أن الرد سيوازن بين ضرورة حماية معادلة الردع التي فرضتها المقاومة لا سيما العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية والمدنيين، وبين ضرورات المصلحة الوطنية وبما يخدم أهداف طوفان الأقصى واستراتيجية محور المقاومة باستنزاف كيان الاحتلال وجيشه، وأيضاً مساعي وقف إطلاق النار في غزة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook