محللون يكشفون.. لماذا تصعدّ إسرائيل اغتيالات قادة حماس في لبنان؟
وبينما تتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية، يستمر التصعيد العسكري على الجبهة الجنوبية اللبنانية بين حزب الله وإسرائيل بأشكال مختلفة، في إطار المواجهة المستمرة بينهما منذ عملية “طوفان الأقصى”.
ووسّعت إسرائيل مؤخرا نطاق استهدافها ليشمل المدنيين بشكل أوسع، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات اغتيال طالت قياديين لبنانيين وفلسطينيين. وخلال الأيام الـ10 الماضية، نفذت 4 عمليات، كان آخرها، أمس الجمعة، في مدينة صيدا جنوبي البلاد، وذلك للمرة الأولى، فيما بلغ عدد الضحايا العسكريين والمدنيين أكثر من 20.
تعزيز قوة المقاومة
وبذلك، يرتفع عدد شهداء حماس الذين اغتالتهم إسرائيل في لبنان منذ بدء “طوفان الأقصى” إلى 19، إضافة إلى 8 شهداء من حركة الجهاد الإسلامي وأكثر من 400 من حزب الله، إلى جانب المدنيين والصحفيين والمسعفين، والأضرار الجسيمة التي لحقت بالقرى والبلدات الحدودية.
وتأتي عمليات الاغتيال كمحاولة إسرائيلية لإعادة ترميم صورتها جزئيا وإظهار قدرتها وقوة استخباراتها، بعدما فقدت جزءا كبيرا من هيبتها وتفوقها العسكري خلال الأشهر العشرة الماضية.
وبرأي المسؤول الإعلامي في حركة حماس، وليد الكيلاني، فإن الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني والمقاومة، وردعهما عن مواصلة طريق تحرير فلسطين. وأكد أنها محاولات تؤدي إلى تعزيز قوة المقاومة ومحورها، وإصرارها على الاستمرار في مسيرتها وتحقيق أهداف “طوفان الأقصى”.
ويوضح -للجزيرة نت- أن “العدو الصهيوني” لم يحقق أي انتصار سياسي أو عسكري ضد المقاومة على مدار 10 أشهر من العدوان على غزة، وهو يواصل تصعيد اعتداءاته في مناطق متعددة مثل بيروت وصيدا وإيران واليمن والعراق وسوريا، دون أن يحقق أهدافه المنشودة.
وأشار الكيلاني إلى أن إسرائيل مارست سياسة الاغتيالات منذ فترة طويلة، بدءا من اغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، مرورا باغتيال عبد العزيز الرنتيسي قائد قطاع غزة، وصولا إلى هنية.
سياسة فاشلة
ويؤكد أن إسرائيل تخطئ إذا ظنت أن اغتيال قيادات المقاومة خارج فلسطين يمكن أن يردعها، حيث أظهرت التجارب أن هذه السياسة لا تحقق أهداف الاحتلال بل تساهم في تعزيز موقف المقاومة بدلا من فرض معايير الصراع الإسرائيلية.
ويشدد أبو الغزلان على أن قادة المقاومة هم دائما “مشاريع شهادة على طريق القدس وفلسطين. وعندما يستشهد قائد أو مجاهد، فإنه يكون قد حقق مشروعه الشخصي بنيل الشهادة، بينما يستمر المشروع العام للتحرير والمقاومة حتى تحقيق النصر”.
أما الباحث في العلاقات الدولية علي مطر، فيرى أن إسرائيل تسعى -حاليا- لإعادة تشكيل صورة الردع على جميع الجبهات، حيث فقدت في غزة قدرتها على ذلك، ولم تحقق أي أهداف إستراتيجية خلال 10 أشهر من القتال، سواء فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى أو القضاء على حركة حماس.
ويضيف -للجزيرة نت- أن ذلك وضع إسرائيل في مأزق داخلي بشأن كيفية استعادة قدرتها على الردع، إذ فقد المستوطنون الثقة في الجيش والحكومة.
وباعتقاد مطر، تتضمن سياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل تصعيدا عسكريا وإعادة تشكيل المشهد، وتعتمد تل أبيب عليها بشكل خاص في لبنان، وتتبع طريقتين رئيسيتين:
الأولى: تجاوز قواعد الاشتباك مع المقاومة في لبنان.
الثانية: استهداف قادة الفصائل الفلسطينية المؤثرين في الميدان.
ويمكن تلخيص الأهداف الإسرائيلية -حسب الباحث مطر- في النقاط التالية:
– محاصرة المقاومة: منع قادة الفصائل الفلسطينية من التنسيق مع الجبهات الأخرى أو تقديم الدعم لقطاع غزة.
– التأثير على مشهد الردع: التأثير على جبهات القتال عبر اغتيال قادة الفصائل الفلسطينية أو المقاومة.
تصعيد محتمل
أبرز الاغتيالات الإسرائيلية لقادة حركة حماس في لبنان منذ طوفان الأقصى
– خليل خراز: نائب قائد كتائب القسام في لبنان، تم اغتياله يوم الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2023. قصفته طائرة مُسيّرة وهو داخل سيارة على طريق فرعي بين منطقتي الشعيتية والقليلة في قضاء صور بجنوب لبنان، مما أدى إلى استشهاده مع 3 من مرافقيه.
– صالح العاروري: نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، اغتيل يوم الثلاثاء الثاني من كانون الثاني 2024، استشهد مع 6 من رفاقه بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال شقة كان موجودا داخلها في الضاحية الجنوبية لبيروت.
– شرحبيل علي السيد: مسؤول في كتائب القسام، اغتيل يوم الجمعة 17 أيار 2024 إثر استهداف سيارته في منطقة البقاع شرقي لبنان.
– هادي مصطفى: كادر عسكري في كتائب القسام، اغتيل يوم الأربعاء 13 آذار 2024، وقد استهدفته طائرة مُسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخين باتجاه سيارته على طريق منطقة الحوش الرئيسي جنوب مدينة صور؟
– سامر الحاج: القائد الميداني في كتائب القسام، اغتيل يوم الجمعة التاسع من آب 2024 إثر استهداف مُسيّرة إسرائيلية لمركبته عند مدخل مدينة صيدا جنوب لبنان. (الجزيرة نت)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook