الرئيس الياس المر في تدشين نصب السيدة العذراء: عدم انتخاب رئيس للجمهورية جريمة
وخلال تدشين نصب كبير للسيدة مريم العذراء في بتغرين وبعد مسيرة حمل خلالها المشاركون الشموع وتلاوة الصلوات وتكريس النصب، ألقى دولة الرئيس الياس المر كلمة حيا فيها ذكرى الرئيس الراحل ميشال المر، وقال: “يشرّفني أن نحتفل في هذه المناسبة المباركة، تدشين نصب السيدة مريم العذراء ، رمز الإيمان والمحبة والسلام، في بتغرين الحبيبة، عرين المتن الأبيّ”.
وأضاف أن “إقامة هذا النصب هو تعبير عن إيماننا المتجذر بالسيدة العذراء ، أمّنا الحنونة، على أمل أن تباركنا جميعاً، وتنير دروبنا في الحياة، وهو تذكير دائم بوجود العذراء معنا، ودعوة للالتزام بقيمها السامية، ونشر المحبة والتسامح بيننا، والصمود في هذه الأرض المقدسة، وهذه رسالتنا وقناعتنا، هذا ماضينا ومستقبلنا”.
وتابع المر: “نفتخر كمسيحيين، اننا حافظنا على الهوية العربية واللغة العربية، في هذا الشرق، وبلا المسيحيين لا معنى للشرق، وأننا كنا في مقدمة الابطال الذين ناضلوا واستشهدوا في سبيل الاستقلال، وانتصروا”.
وقال: “نفتخر كمسيحيين، اننا كنا رواد بناء الدولة اللبنانية وإغناء الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية واننا بنينا صروحاً للثقافة والتعليم، فأسسنا نخبة المدارس والجامعات التي نشرت العلم والمعرفة في لبنان والعالم العربي، وأننا كنا في الصفوف الامامية في النهضة العربية ، ورواد الأدب والصحافة والفكر والهندسة في هذا الشرق، واننا لعبنا دوراً قيادياً في الدفاع عن حقوق الإنسان ، وحقوق المرأة”.
وتساءل المر: “أين لبنان اليوم ؟ أين المسيحيون اليوم وأين هي رسالتهم، ودورهم؟ أين حقوق المواطن اللبناني؟ أين كرامة اللبناني؟”.
وتوجّه لـ”أصحاب الشعارات” بالقول: “شبعنا أزمات وتبريرات، شبعنا اتهامات وشعارات. ارحموا البلد من الكذب والنكايات، وارحموا الناس من الإهمال وقلة المسؤولية”، مشدداً ‘لى أنه “ما هكذا تبنى الأوطان، ولا هكذا تدار الدول”.
وأَضاف: “اخجلوا من افعالكم. تحملوا مسؤولياتكم. هذا البلد ليس مزرعة لكم، بل هو أمانة في اعناقكم، أمام الله والعذراء، وامام هذا الشعب المناضل الابي. لبنان لن ينهض بالاحقاد،
ولن ينهض بالتطرف والتحريض، لم تتعلموا من أخطائكم، ولن تتعلموا”، لافتاً إلى أن “لا تزايدوا علينا مسيحياً، فنحن المسيحيون الحقيقيون”.
وتابع المر قائلاً: “انا المسيحي ابن بتغرين والمتن الابي، أقول لكم إن تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية هو جريمة، بحق المسيحيين قبل ان يكون جريمة بحق لبنان، والتهرب من اعادة جنى أعمار اللبنانيين وذلهم هو جريمة، ورفض الحوار هو جريمة، واهمال المتن أنمائياً وصحياً وتربوياً هو جريمة”.
وقال: “لن نسكت عن ممارسكم، ولن نسكت عن جر بناتنا وشبابنا الى الانعزال والتطرف”، مشدداً على أن “حقوق المسيحيين تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية فوراً ، ولا تنتهي ببناء الدولة الحديثة، ونحن لن نسكت عن الاتجار بحقوق المسيحيين، والمسيحية رسالة وليست سياسة، المسيحية قيم لا غرائز، انفتاح لا انعزال، اعتدال لا تطرف، محبة لا كراهية،تسامح لا حقد”.
وشدد على أن “لبنان لا ينهض بالمسيحيين وحدهم، ولا ينهض بلا المسيحيين. وبناء الدولة الحديثة يحتاج الى سواعد جميع بناته وابنائه.، ولا ينهض بلا جيشه وحكمة قيادته وتضحيات ضباطه وجنوده”.
وختم المر شاكراً جميع من ساهم في إنجاز هذا العمل المبارك، متمنياً أن “يكون هذا النصب مصدر إلهامٍ لنا جميعًا، يدفعنا للسير على خطى السيدة العذراء، ونشر الخير والسلام”.
وفي حين قال إنه يوم كان نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للدفاع وتعرض للتفجير، وحدها العذراء أنقذته، ووحدها تنير طريقه كل يوم، قال: “لا تخافوا ولا تيأسوا . تمسّكوا بالأمل وببركة مريم العذراء. ومن كانت العذراء معه لا تقوى عليه أبواب الجحيم”.
تجدر الإشارة إلى أن نصب العذراء مريم ” سيدة بتغرين” شيد قرب كنيسة مار الياس في القلعة بتغرين مقابل البلدة ويرتفع ١٦ متر ونصف، وسيكون مزارا للمؤمنين من كل المناطق في لبنان كافة طيلة ايام الاسبوع.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook