آخر الأخبارأخبار محلية

مفاوضات اللحظة الأخيرة.. حزب الله غير معني بـالمحور

بالرغم من الترقب الكبير للردّ الذي سيقوم به “حزب الله” من جهة و”المحور” بشكل عام من جهة أخرى، وبالتوازي مع توقع الاعلام الاسرائيلي بأن الضربة التي ستوجه لإسرائيل باتت قريبة وخلال ايام، الا ان المسار الديبلوماسي بدأ يُظهر جدية كبيرة لم تكن موجودة في السابق .وفي هذا الاطار صدر البيان الثلاثي لكل من مصر وقطر والولايات المتحدة الاميركية والذي دعا بشكل حازم لوقف اطلاق النار والوصول الى نقاط مشتركة حقيقية خلال فترة وجيزة لانهاء الحرب القائمة.

وبحسب مصادر مطلعة فإن البيان لم يصدر إلا بعد اتصالات مكوكية حصلت مع تل ابيب من جهة وحركة حماس من جهة أخرى، اتفق الطرفان خلالها على استكمال المفاوضات في قطر في 15 الشهر الحالي، ما يعني أن حماس وبعد تعيين السنوار لا تزال جاهزة للدخول في تفاوض مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بالرغم من اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق اسماعيل هنية. من هنا، ظهرت اولى مؤشرات الجدية في الاتصالات الديبلوماسية.

الاهم من كل ذلك هو الاتصالات والوساطات التي تحصل مع ايران لمنعها من الردّ على اسرائيل، اذ عرضت واشنطن على طهران، بحسب مصادر ديبلوماسية مطلعة، العمل على ازاحة نتنياهو من المشهد وايصال رئيس حكومة جديد في تل ابيب بالتوازي مع الضغط من اجل وقف اطلاق النار في قطاع غزة، اضافة الى اغراءات كثيرة مرتبطة بالمفاوضات النووية والعقوبات والاموال المحجوزة لإيران في الخارج، لكن كل هذه العروض رُفضت ايرانياً في الايام الاولى التي تلت إغتيال هنية.

تقول المصادر نفسها أن المفاوضات تفاعلت مجدداً، وعاد الحديث عن امكانية وقف الحرب على قطاع غزة. ولعل البيان الثلاثي جاء ليؤكد صدقية الدول الساعية للحل، لكن على هامش هذا المطلب، يبدو ان النقاش مع ايران يتناول سحب القوات الاميركية من سوريا وتسليم الشرق السوري بالكامل الغني بالنفط إلى الدولة السورية، وقد لاقت هذه المطالب ليونة اميركية كما يظهر الى الان، علماً أن الوقت الذي اعطته ايران ليس مفتوحاً لانها غير قادرة على تمرير الايام والاسابيع من دون ردّ حقيقي او تسوية.

وتؤكد المصادر أن ايران تبحث قبل كل شيء عن ضمانات خصوصا ان الولايات المتحدة الاميركية تراجعت عن إلتزاماتها اكثر من مرة مثل تراجعها عن الاتفاق النووي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، كل ذلك يحول المفاوضات الى معقدة وغير مضمونة النتائج خصوصا ان الوقت ليس في مصلحة “المحور” الذي بات يضغطه الوقت ويقلل من اهمية الرد المنتظر، لكن، هل هذا ينطبق على “حزب الله” وسلوكه العسكري في الايام والاسابيع المقبلة؟

لا يبدو “حزب الله” معنيا بالمفاوضات الحاصلة مع ايران والمحور ككل، فمساومة المحور على الرد في مقابل وقف اطلاق النار على غزة شيء، ورد “حزب الله” على الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت شيء اخر، فرد الحزب حاصل حتى لو توقفت الحرب، اذ انه غير قادر على تحمل الواقع الجديد الذي تريد اسرائيل تكريسه وهو الاغتيال بعمليات عسكرية في لبنان والضاحية تحديدا، وعليه فان اعادة ضبط قواعد الاشتباك ورسم الخطوط الحمر امر لا بد منه ولا مفر من رد قاس يضبط الاداء الاسرائيلي ويجعل ثمن اي تخطي للخطوط الحمر كبيرا جدا على تل ابيب.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى