آخر الأخبارأخبار محلية

كومندوس.. متى سيدخل حزب الله إلى إسرائيل؟

 

هنا، قد يُرسخ “حزب الله” أحقية قرار اعتماد الهجوم باتجاه إسرائيل انطلاقاً من تلك المزارع، على اعتبار أن القتال فيها “مشروع” بصفتها أرضاً مُحتلة، وهو ما يُذكر ببدايات معركة جنوب لبنان خلال شهر تشرين الأول الماضي حينما بادر الحزب إلى بدء هجماته بدءاً من تلك المنطقة التي لا تُعتبر مشمولة بالخط الأزرق الذي رُسم عند الحدود بإشراف أممي.
السؤال الأبرز على هذا الصعيد هو التالي: ماذا يعني مهاجمة الحزب لمزراع شبعا؟ وكيف من الممكن وصف هذه الخطوة على صعيد توسع الجبهة؟

 

الخبير العسكريّ والإستراتيجيّ هشام جابر يقولُ لـ”لبنان24″ إنّ إستهداف المزارع سيكون ترسيخاً لأهمية هذه الأرض ضمن المعادلة القائمة، مشيراً إلى أنَّ “حزب الله” قد لا يُنفذ هجمات برية بالمعنى المباشر، فالسيناريو الأكثر طرحاً هنا هو أن يُبادر إلى تنفيذ عمليات برية “كومندوس” أو تسلل باتجاه المزارع وتلال كفرشوبا.
جابر أشار أيضاً إلى أنَّ “حزب الله” لن يدفع بقوات “الرضوان” التابعة له إلى تنفيذ أي عمليّة برية عبر اقتحام مستوطنات إسرائيلية إلا إذا وقعت الحرب الشاملة، وأضاف: “عدا عن ذلك، فإن الحزب لن يستخدم هذه القوّة خلال ردّه على اعتبار أن حصول ذلك سيكون بمثابة إعلان حرب، وحزب الله لا يريدُ ذلك”.
في غضون ذلك، تعتبر مصادر مقرّبة من “الثنائي الشيعي” أنَّ تنفيذ عمليات عسكرية برية ضمن المزارع سيبقى ضمن الإطار الذي يمكن أن يستوعبه الأميركيون حين اندلاع أي معركة بين حزب الله وإسرائيل، باعتبار أنّ المنطقة هناك لا تتضمن سوى مواقع عسكرية ومرافق سياحية بالدّرجة الأولى.
كل هذا يمكن أن يقود الأمور لتبقى “مضبوطة” نوعاً ما من الناحيتين العسكرية والإستراتيجية، علماً أنَّ “حزب الله” نفذَ سابقاً عملية اقتحامٍ فعلية يوم 7 تشرين الأول عام 2000 لمزارع شبعا عقب التحرير مباشرة، وتمكّن خلالها من اخطاف 3 جنود إسرائيليين هم إبراهام بنيامين وإدي أفيتان وعمر سعاد. لهذا، فإن مسألة الاقتحام وغيرها في تلك المنطقة ليست بعيدة عن التكرار، بينما من الممكن أن تكون مسرحاً لضرباتٍ وهجمات قد تُغير قليلاً في نمط المعادلة القائمة.

 

وتوضيحاً أكثر، فإن “حزب الله”، وفي حال نفذ أي “كومندوس” ضمن مزارع شبعا، عندها سيكون ذلك بمثابة أول تغيّر على صعيد جبهة المساندة والمشاغلة والتي لم تشهد على مثل هذه العمليات حتى الآن. هنا، تقول المصادر المقرَّبة من “الثنائي” إنَّ “حزب الله” سيكون عبر تلك العملية، قد أطلق رسائل أساسية في أكثر من اتجاه، وهي:
– التأكيد على قدرة الحزب على الوصول إلى العمق الإسرائيليّ بسهولة رغم التحصينات الإسرائيلية
– إثبات تزعزع القدرات الإستخباراتية الإسرائيلية على كافة القطاع المذكور
– إعادة سيناريو 7 تشرين الأول 2023 إلى الواجهة حينما تمكت قوات “حماس” من تنفيذ هجومٍ كبير ضدّ إسرائل بأدوات لا تعتبر متطورة مقارنة بالسلاح الإسرائيلي.
لهذا السبب وغيره، فإن مسألة تركّز المعارك في مزارع شبعا هو أمرٌ وارد، لكن الأساس هو أنه “لا حرب شاملة”، لأن أوراق المنطقة بأكملها سوف تختلط تماماً


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى