سيناريو التصعيد.. اسرائيل تريد تنفيذ خطتها
خلال خطابه مرر نصرالله تهديداً كبيراً لإسرائيل مرتبطا بتدمير منشأت اقتصادية تصل تكلفتها الى أكثر من مئة مليار دولار في ساعة واحدة، وقد استغرق انشاء كل هذه المصانع والمعامل اكثر من ثلاثين عاماً، لكن اللافت في تهديد نصرالله الذي جاء ضمن خطاب هادئ أنه محصور بشمال فلسطين المحتلة، اذ لم يهدد نصرالله تل ابيب او حيفا او اي منشأة إقتصادية او استراتيجية في العمق الاسرائيلي علماً أن الردّ، بحسب كل المتابعين، سيطال نقاطا في العمق وليس عند المناطق الحدودية مع لبنان، اي لن يكون في الشمال.فما سرّ تركيز نصرالله على شمال فلسطين في تهديده الاخير؟
تقول مصادر مطلعة أنه قبل حدث مجدل شمس، وقبل إغتيال شكر، كان هناك خطة اسرائيلية واضحة المعالم تقوم على تصعيد عسكري كبير في الحرب الحاصلة مع “حزب الله” لكن هذا التصعيد لن يطال كامل الاراضي اللبنانية بل سيكون محدودا جغرافياً، اذ ان اسرائيل تريد تكرار النموذج الغزاوي لكن في جنوب الليطاني فقط من دون توسيع الحرب لتطال كامل الجنوب او حتى الضاحية الجنوبية والبقاع، وهذا الامر سيتبعه محاولات تقدم بري وبالتأكيد لن تكون في عمق 5 او 10 كيلومترات كما تحدث البعض.
بمعنى آخر، فإن تل ابيب كانت ترغب بتصعيد الحرب للتفاوض مع “حزب الله” والزامه بالذهاب الى وقف اطلاق نار من دون ربط الامر بالتطورات في غزة، من هنا تحدث نصرالله في خطاب سابق عن تدمير الدبابات الاسرائيلية في حال حاولت التقدم الى لبنان، وقد يكون تهديده الاخير مرتبطا بالخطة الاسرائيلية نفسها، حيث قد تسعى تل ابيب الى تنفيذها فور انتهاء الحزب من رده المتوقع، وعليه يحصر الجيش الاسرائيلي التصعيد بجنوب الليطاني بهدف تحقيق مكاسب سياسية كبيرة يستفيد منها خلال المفاوضات.
وترى المصادر أن “حزب الله” لن يقبل أبداً بهذا السيناريو لذلك فهو يقوم بتحضيرات كبيرة لحرب شاملة تحسباً من إنزلاق الامور نحو تصعيد غير مضبوط على اعتبار أن ردّ الحزب على اي تصعيد اسرائيلي لن يكون بسيطاً بل سيبدأ من تدمير المصانع والمعامل والبنى الاقتصادية في الشامل خلال الساعة الاولى من التصعيد مع ما يعنيه ذلك من سيناريوهات قد لن يحتمل الطرفان حصولها.هكذا حاول نصرالله وضع حدّ جدي امام اسرائيل يمنعها من تنفيذ خطتها لتجنب تصعيد غير مسبوق على المستويات كافة.
اذا، سيكون ردّ الحزب المتوقع كفيلاً بإستجلاب رد مضاد اسرائيلي من دون ان يكون قرار الرد الاسرائيلي محسوما، لكن الاكيد أن قيادة الحزب تستبعد الحرب المفتوحة او الشاملة وهذا ما لمح اليه امين عام الحزب في خطابه اول من امس، وعليه سيبقى انتظار التطورات الاقليمية والردود الايرانية واليمنية التي قد تخلط الاوراق بشكل كبير وتغير كل الخطط والسيناريوهات.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook