آخر الأخبارأخبار محلية

روسيا على خطّ كبح جماح إيران

كتبت روزانا بومنصف في” النهار”: بالتزامن مع وصول قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا الى المنطقة بدءاً من إسرائيل وعقد لقاءات مع المسؤولين الاسرائيليين يرجح أنها للتنسيق الدفاعي بين الولايات المتحدة وإسرائيل قبيل الهجوم الذي هدّدت إيران بالقيام به، زار سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرجي شويغو طهران والتقى عدداً من كبار المسؤولين الإيرانيين.

الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان الذي استقبل شويغو نقل عنه قوله بعد اللقاء إن إيران “ستتلقى إجابات” عن جريمة اغتيال هنية لكنها “لا تسعى إلى توسيع نطاق هذه الأزمة في المنطقة”.
وثمة اهتمام ديبلوماسي بهذه الزيارة حول ما إن كانت تتصل بإعطاء زخم معنوي لموقف إيران بالتزامن مع تليين هذا الموقف في ظل خشية روسية من تصعيد إقليمي قد يؤثر على وجودها في سوريا ومنشآتها العسكرية في غربها.
مركز الثقل في التطورات المتسارعة في المنطقة يقع راهناً بين إيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى بالإضافة الى الولايات المتحدة. وروسيا لا تبدو في الواجهة بل في الخلفية في ظل صراعها القائم مع الغرب حول أوكرانيا. ولكن هذا لا يمنع أن ينظر بعض المراقبين الى توقيت الزيارة على خلفية احتمال مساهمة روسيا في كبح جماح إيران أو على الأقل تشجيعها في اتجاه الحذر من حرب كبيرة يمكن أن تؤدي الى انزلاق المنطقة ككل والانعكاسات الكارثية على الجميع بما في ذلك التقاء المصالح وزيادة التعاون بينهما.
وفي ظل عجز أميركي عن التدخل بحسم إن من أجل الاتفاق أو من أجل منع الحرب، فقد تكون فرصة لروسيا أن تتقدّم وتؤدّي دوراً مؤثراً في هذا السياق. وهذا الانطباع عززه وصول وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الى طهران في زيارة هي الأولى لمسؤول أردني لإيران منذ 20 عاماً، وخلفيتها الأساس هي إبلاغ طهران بعدم تساهل الأردن مع أي صواريخ تخرق أجواءه السيادية، ولكن الأردن بما يستند إليه من علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة قد يكون حمل رسالة لثني إيران عن مهاجمة إسرائيل في ظل الاقتناع بأن الرد على مقتل هنية الذي كان محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لتوسيع نطاق” الصراعات الإقليمية، قد يلبّي طموح هذا الأخير.  وهو ما يجب الحذر منه جنباً الى جنب مع اقتناع يسوقه حلفاء إيران بأن إسرائيل تسعى الى استدراج الولايات المتحدة الى الحرب، بحيث لا ينبغي السقوط في هذا الفخ الذي نصبه نتنياهو. وينقل البعض من هؤلاء المراقبين، أن ثمة منطقاً يتم إسماعه لإيران من أنها عضّت على جرحها في اغتيال أبرز كبار القادة لديها وهو قاسم سليماني، فيما يعتقد أنه أهم لإيران من إسماعيل هنية على رغم أن اغتيال الأخير حصل في قلب طهران وهو ما تحتاج إيران للرد عليه أكثر من أي أمر آخر.  

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى