رياضة

تحدّت فرنسا وأبكتها دموع الندم.. بطلة صغيرة تصنع تاريخًا للعرب في الأولمبياد

نجحت الجمبازية الجزائرية كيليا نمور، في إهداء الجزائر والعرب أولى ميدالياتها خلال أولمبياد باريس 2024 والتي كانت من المعدن النفيس، إثر فوزها بمسابقة نهائي المتوازي مختلف الارتفاعات، لتدخل بذلك تاريخ المشاركات الجزائرية في الأولمبياد وهي بسن الـ17 عامًا.

 

أول ميدالية للجزائر.. والعرب
ما فعلته تلك الصغيرة، سيبقى في تاريخ الجزائر للأبد، اذ تعد الميدالية الذهبية التي أحرزتها نمور في أولمبياد الدورة الحالية، الأولى للجزائر بعد 12 عامًا كاملًا وبعد دورتين أولمبيتين دون ذهب، دورة ريو دي جانيرو 2016 ودورة طوكيو 2020 التي جرت عام 2021 بسبب تبعات جائحة كورونا، كما أنها تعد أول ميدالية ذهبية في تاريخ العرب وأفريقيا في تلك اللعبة.

مرض نادر أوقفها
ويقال إن الامل والابداع يولدان من رحم المعاناة ، وهذا ما حصل فعلا مع نمور، فمسيرة البطلة الجزائرية الصغيرة نحو منصات التتويج الأولمبي لم تكن مفروشة بالورود والذهب، اذ عانت من مرض نادر قبل 3 سنوات وتحديدًا بعمر الـ 14، يصيب العظام ويؤثر في النمو الطبيعي.
 واضطرت بطلة أولمبياد 2024 إلى الخضوع لتدخل جراحي في كلتا الركبتين لعلاج ما يسمى بالتهاب العظم والغضروف أو الداء العظمي الغضروفي، وهو خلل في نمو العظام والغضروف يصيب الأطفال بشكل أساسي من سنّ الخامسة إلى 12 سنة، لكن تم اكتشاف مرض الجمبازية المتألقة بسن الـ14 عامًا.

 

 

تحدّت فرنسا وأبكتها!
ورغم ذلك، نمور لم تستسلم أبدًا، اذ كافحت برفقة عائلتها من أجل العودة إلى المنافسة، وبالفعل نجحت في ذلك بعد حوالي عام كامل بعد ترخيص من طبيبها الخاص. الا أن الرياضية التي تحمل الجنسيتين الجزائرية والفرنسية، ما جعلها مؤهلة قانونيًا لتمثيل البلدين في لعبة الجمباز، لم تفرح كثيرًا حينها، بسبب معركة أخلاقية وقانونية مع الاتحاد الفرنسي للجمباز، الذي حاول  كسر مسيرة الجمبازية المكافحة.
ففي بداية عام 2022، رفض الاتحاد الفرنسي للجمباز الترخيص لبطلة أولمبياد باريس 2024، بالعودة إلى أجواء المنافسة واستقرّ على قرار عدم أهليتها للتنافس مرّة أخرى، معتبرًا أنها بحاجة لمزيد من الوقت للتعافي، وهو ما رفضته اللاعبة التي حصلت على الضوء الأخضر من طبيبها الخاص للعودة.
وهنا طلبت الجمبازية الواعدة، تغيير جنسيتها الرياضية واختارت الدفاع عن ألوان الجزائر بلد والدها الأصلي، وحصلت صاحبة الـ17 عامًا على موافقة الجزائر والاتحاد الدولي للجمباز، لكنها واجهت مشكلة أخرى تتمثل في رفض الاتحاد الفرنسي الترخيص لها لتمثيل الجزائر، مما اضطر كيليا نمور للابتعاد عن أجواء المنافسات لفترة عام كامل حتى يحق لها تغيير بلدها.
 ويقول قانون الاتحاد الدولي إن أي رياضي يمكنه تغيير جنسيته والتنافس بألوان بلد آخر مباشرةً، بشرط الاتفاق بين الاتحادين المعنيين (فرنسا والجزائر في هذه القضية). وفي حال عدم حصول هذا الاتفاق، يجب على الرياضيّ المعني البقاء دون منافسة دولية لمدة عام كامل. وفي هذه الحالة، لم يكن عنصر الوقت في صالح البطلة الأولمبية الحالية، التي كانت مُطالَبة بالمشاركة في المنافسات الدولية لضمان تأهلها إلى أولمبياد باريس.

 

 لكن هذه الأزمة لم تهزّ البطلة الصغيرة، بل عملت على حلمها من خلال إعداد عريضة احتجاجٍ وقّع عليها العديد من الرياضيين والمتضامنين معها ضد الاتحاد الفرنسي للجمباز للسماح لها بتمثيل الجزائر، لكن ذلك لم يجدِ نفعًا إلّا بعد تدخل وزير الرياضة الفرنسية لدى الاتحاد الفرنسي لـ”تحرير” البطلة الجزائرية.
وأخيرًا عادت كيليا نمور بألوان الجزائر بلد والدها، وصنعت التاريخ في باريس وحققت أول ميدالية ذهبية لبلادها بشكل خاص وللعرب بشكل عام، خلال منافسات دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، تاركة فرنسا ومن فيها يبكون “دموع الندم”!

 

Image

 

Image

 

 

كايليا نمور تدخل الفرحة على قلوب الجزائريين والعرب




مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى