تعرّض لاستهداف سابق وتم ترحيله إلى لبنان.. ما لا تعرفونه عن إسماعيل هنيّة
وفي العاشر من نيسان الماضي، استشهد ثلاثة من أبناء هنية، وهم حازم وأمير ومحمد، وأربعة من أحفاده عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية السيارة التي كانوا يستقلونها في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، شمالي القطاع، كما أعلن الجيش الإسرائيلي قصف منزله خلال الحرب الحالية.
وكان إسماعيل هنية الوجه الصارم على صعيد الدبلوماسية الدولية لحركة حماس، إلا أنه عرف في الوقت ذاته بأنه أكثر قادة الحركة اعتدالاً، كما عرف بأنه رجل هادئ وصاحب خطاب “رصين ومنفتح” على مختلف الفصائل حتى تلك المنافسة لحركته، إذ وصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يعتبر أشد خصومه السياسيين في بيان أدان فيه جريمة اغتياله، بـ”القائد الكبير”.
وبعدما تقلد منصب رئيس المكتب السياسي لحماس في 2017، كان يتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة هرباً من قيود السفر المفروضة على قطاع غزة المحاصر، وهو ما ساعده على التفاوض في محادثات وقف إطلاق النار.
ولد إسماعيل عبد السلام هنية المعروف بـ”أبو العبد” عام 1963 في مخيم الشاطئ للاجئين، غربي مدينة غزة، ولأسرة بسيطة، وهو لاجئ من عسقلان المحتلة، هُجر والداه منها عقب النكبة الفلسطينية في عام 1948، وعرف منذ التحاقه بحركة حماس بقربه من مؤسسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين، إذ عمل مديراً لمكتبه لسنوات.
من الجامعة الإسلامية، معقل حماس الأول في القطاع، انطلق هنية بعد حصوله على بكالوريوس في الأدب العربي، ومن التدريس فيها انتقل إلى العمل في مكاتب الحركة القيادية المختلفة، وظل مطلوباً للاعتقال أو الاغتيال لسنوات في الانتفاضتين الأولى والثانية، والحروب الثلاث على القطاع.
ودخل هنية السجون الإسرائيلية مجدداً سنة 1989 بتهمة الانتماء إلى حركة حماس، وقد أمضى 3 سنوات معتقلاً، وبعدها أُبعد إلى منطقة مرج الزهور في جنوبي لبنان في 1992، لكنه عاد إلى قطاع غزة بعد قضائه عاماً في الإبعاد.
وكان هنية من أوائل المدافعين عن دخول حماس معترك السياسة. وفي عام 1994 قال إن تشكيل حزب سياسي سيمكن حماس من التعامل مع التطورات الناشئة. وفي عام 2006 انتخب عضواً للمجلس التشريعي الفلسطيني بعدما قررت الحركة الدخول في الانتخابات، قبل أن يصبح رئيساً للحكومة الفلسطينية الحادية عشرة عام 2007.
ظلّ هنية رئيساً لحكومة غزة حتى إعلان حكومة التوافق الوطني في عام 2013، على الرغم من عدم اعتراف السلطة الفلسطينية بحكومته في ذلك الوقت واعتبارها حكومة أمر واقع، ورفض المحيط العربي والدولي التعامل مع الحركة وحكومتها في غزة إلا في إطار ضيق للغاية. وعرفت عن هنية خطاباته الحماسية والفعّالة، ويوم اختير رئيساً للحكومة الفلسطينية أطلق شعاره المعروف: “لن نعترف، لن نعترف، لن نعترف بإسرائيل”.
في السادس من أيار 2017، انتخب هنية رئيساً جديداً للمكتب السياسي لحركة حماس، وأقام في العاصمة القطرية الدوحة لسهولة تواصله مع الخارج انطلاقاً منها، إذ كان لا يزال على قائمة المطلوبين لتل أبيب بغرض التصفية. (العربي الجديد)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook