داخل إسرائيل.. هذا ما قيل عن نصرالله بعد ضربة مجدل شمس!
تترقب الأوساط الإسرائيلية واللبنانية والإقليمية ماهية الضربة الإسرائيلية المحتملة وشدتها ضدّ أهداف في لبنان، بحجة الرد على هجوم بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، أمس السبت، والذي قالت تل أبيب إن “حزب الله” يتحمل مسؤوليته.
ورغم أنّ الحزب نفى هذا الأمر، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت تحديد اتجاهات “الرد”، كما قال خلال زيارته مجدل شمس، الأحد، إنّ “التنظيم اللبناني سيدفع الثمن باهظاً”.
وتدرك إسرائيل، رغم لهجة التصعيد ومحاولتها استغلال حادثة مجدل شمس، أن أي تصعيد عسكري من قبلها سيقابله تصعيد من جانب حزب الله، فيما أصاب جبهتها الداخلية من الضعف ما لا تطيق احتماله إن وسعّت الحرب، وهو ما أشار إليه أيضاً عدد من الكتّاب والمحللين العسكريين والجنرالات السابقين، بحسب ما قال تقريرٌ لموقع “العربي الجديد”.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين لم تسمّهم، قولهم إن الرد المرتقب بعد ما حدث في مجدل شمس أمر ما زال بالإمكان التحكّم فيه، فيما يرى زملاء لهم عكس ذلك.
وفي السياق، كتب الكاتب والصحافي بن درور يميني، في الصحيفة نفسها اليوم الأحد، أنه “وسط الشعور بأنه لا مفر من رد شديد، فإنه من الأفضل تحديد إنذار لحزب الله قبل ذلك”، مشدداً على وجوجب وقف فوري لإطلاق النار باتجاه إسرائيل ونزع السلاح من جنوب لبنان وفق القرار 1701، وأضاف: “إنْ رفض الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ذلك، عندها ستحظى إسرائيل بعدة نقاط على الساحة الدولية، وإن قال نصرالله نعم، ستكون إسرائيل قد ربحت”.
من جانبه، كتب الصحافي والمعلق آفي يسخروف أن “الهجوم الواسع على حزب الله وأهداف في لبنان يبدو للكثيرين في إسرائيل عمليةً إلزامية، ولكن يجب فهم ثمن التصعيد”، وأضاف: “إن حرباً شاملة في لبنان ستستمر لشهور طويلة وستنتهي على ما يبدو بوقف لإطلاق النار على الرغم من الشعارات حول النصر المطلق، وستكون الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحت نار مكثّفة ومستمرة في كل يوم وفي كل ساعة، وهذا في وقت لا تزال فيها الكثير من الموارد مخصصة للحرب في قطاع غزة، التي لا يزال رئيس الحكومة يرفض إنهاءها”.
أمّا الجنرال السابق عاموس جلعاد، فاعتبر أن “الضربات المتواصلة في الشمال، التي بلغت ذروتها في المأساة الكبيرة في مجدل شمس، تعكس غياب السياسات من قبل دولة إسرائيل ومن يقف على رأسها”، وقال: “إن خطاب رئيس الحكومة أمام الكونغرس الأميركي، الذي حظي بالكثير من التصفيق من قبل الحضور، يعكس فقط التراجيديا الكامنة في غياب القيادة. إن لم يحصل في الأيام القريبة توقيع صفقة لإعادة المختطفين والمختطفات (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) سيكون ذلك بمثابة وصمة عار. هذا هو الوقت لقرار تاريخي وليس لخطابات رنانة”.
إلى ذلك، رأى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال غيورا آيلاند، أنه “سواء بادرنا إلى حرب أو جُررنا إليها، يجب الاختيار بين إمكانيتين، إحداهما حرب ضد حزب الله، والأخرى حرب ضد دولة لبنان”، وأضاف: “برأيي، يجب خوض حرب ضد دولة لبنان. يمكن لنصرالله امتصاص الكثير من الخسائر في منظمته، ولكن الأمر الوحيد الذي قد يردعه هو تدمير لبنان. على مدار سنوات يستعرض نصرالله نفسه بطلاً لبنانياً، وإن بدا وسط بيروت مثل وسط غزة، فسيكون من الصعب احتفاظه بهذه المكانة”.
وبالانتقال إلى صحيفة “هآرتس”، كتب المحلل العسكري عاموس هارئيل، أنه في غياب استراتيجية إسرائيلية فعلية، سُوِّقَت الاغتيالات (في لبنان) على أنها رد مناسب على عدوانية حزب الله، وتابع: “من الناحية العملية، ليس من الواضح مدى تأثيرها، ومن المؤكد أنها لم تقوض المنظمة. والآن، من المرجح أن يقرر نتنياهو وغالانت والمؤسسة الأمنية رداً أكثر قوة. ويعتقد بعض المطّلعين أنه سيكون من الممكن حشر حزب الله في الزاوية، من خلال بضعة أيام قتالية أكثر كثافة، دون الانجرار إلى حرب شاملة. ولكن هذه مقامرة، ومن الصعب تقدير النتائج مسبقاً”.
وأضاف الكاتب: “الأمر الواضح الآن هو أن الفشل في التوصّل إلى صفقة مختطفين ووقف إطلاق النار مع حماس في الجنوب، من شأنه أن يزيد الوضع تعقيداً في الشمال. لقد فضّلت إسرائيل عدم شنّ حرب شاملة على جبهتين في ذات الوقت، ومن المحتمل أنها ستواجه الآن تصعيداً في الشمال، من دون أن يكون لديها الوقت لفرض الاستقرار في جبهة الجنوب. إن وعود نتنياهو في الولايات المتحدة بتحقيق النصر المطلق تبدو الآن فارغة أكثر من أي وقت مضى. ومن المحتمل أن تدخلاً أميركياً حازماً هو وحده الكفيل الآن بوقف تدهور الأوضاع”. (العربي الجديد)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook