آخر الأخبارأخبار محلية

ما هو موقف التيّار من مُناقشة موضوع الحرب في الجنوب؟

يبدو، بحسب العديد من النواب، أنّ دعوة المُعارضة لمُناقشة موضوع الحرب في جنوب لبنان في البرلمان سقطت، لأنّ هناك كتلاً وخصوصاً من “فريق الثامن من آذار” رفضتها منذ البداية، لأنّها تهدف إلى التصويب على “حزب الله” وعلى فتحه جبهة لمُساندة حركة “حماس”.

 
منذ بداية الحرب، انتقد رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل إقحام “حزب الله” البلاد في النزاع الدائر في غزة، ووجّه رسائل شديدة اللهجة تجاه حارة حريك لأنّها تُساند “حماس” التي بادرت بشنّ هجوم “طوفان الأقصى” المفاجىء على المستوطنات القريبة من القطاع الفلسطينيّ المُحاصر.
 
وبعد الهجوم المتكرر على “حزب الله” لأنّه فتح جبهة جنوب لبنان، بدأ التقارب من جديد بين باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ما رأت فيه أوساط سياسيّة أنّ “التيّار” يُعيد النظر بتموضعه السياسيّ بعدما أوحى أنّه في موقعٍ وسطيّ بسبب دعمه الحوار والخيار الرئاسيّ الثالث، وبعدما كان الطلاق بينه وبين “حزب الله” قريباً لمُشاركة الأخير في جلسات مجلس الوزراء، إضافة إلى جرّ البلاد إلى حربٍ غير معنيّ بها.
 
ولكن السؤال الأبرز هو موقف “الوطنيّ الحرّ” من دعوة المُعارضة المُخصّصة للبحث في المعارك في جنوب لبنان، في ظلّ تقاربه من عين التينة وإعادة بناء جسور التواصل مع حارة حريك. ويقول مراقبون لحركة باسيل السياسيّة إنّ موقف الأخير واضحٌ ولا لبس فيه بما يتعلّق بالحرب الدائرة في غزة، فقد أبدى إمتعاضه مراراً من “حزب الله” لأنّه أشعل المنطقة الحدوديّة الجنوبيّة لمُساعدة يحيى السنوار.
 
غير أنّ المراقبين يُشيرون إلى أنّ باسيل و”التيّار” وقفا بقوّة ودعما دفاع “حزب الله” عن لبنان في العامّ 2006 بعد “إتّفاق مار مخايل” بين “الوطنيّ الحرّ” و”الحزب”، وأمّن البيئة المسيحيّة الحاضنة لـ”المقاومة” ولسلاحها ولا يزال في ظلّ إستمرار التهديدات الإسرائيليّة بشكلٍ يوميّ على لبنان. ويُؤكّد المراقبون أنّه طالما أنّ العدوّ يعتدي على سيادة البلاد وعلى المناطق الجنوبيّة، طالما سيُكمل باسيل في الوقوف خلف “حزب الله” وخصوصاً الآن بعد التهديدات التي تُوجّهها تل أبيب إلى اللبنانيين من أنّها تتحضّر للحرب ولعمليّة بريّة.
 
أمّا في ما يتعلّق بطرح المُعارضة، فيلفت المراقبون أنّ لا مشكلة أمام “التيّار” بمُناقشة هذا الموضوع إذا كان الهدف منه إنهاء الحرب في الجنوب. في المقابل، يقول المراقبون إنّ باسيل لا يُوافق بتاتاً على حشر حليفه الشيعيّ في مجلس النواب والمُساهمة مع المُعارضة في التضييق عليه، فـ”القوّات” والكتل الحليفة لها تُريد تطبيق الـ1701 ونشر الجيش وزيادة عناصره ما يعني إرغام “المقاومة” على الإنسحاب من الحرب بقرارٍ سياسيّ وإبعاد مقاتليها عن الخطوط القتاليّة.
 
وتحدّثت معلومات صحافيّة عن إمكانيّة إجراء مقايضة بين باسيل و”الثنائيّ الشيعيّ” كيّ يكون لتيّاره دورٌ فاعل في الحياة السياسيّة والإداريّة والقضائيّة، وقد يكون هذا “الديل” بحسب المراقبين الهدف منه بقاء “التيّار” مع فريق الثامن من آذار وتأمينه البيئة المسيحيّة الداعمة لـ”المقاومة”. وإذا كان هذا الأمر صحيحاً، يجزم المراقبون أنّه لا يُمكن لـ”الوطنيّ الحرّ” أنّ يكون طرفاً ضدّ جهود “الحزب” في جنوب لبنان.
 
ويُذكّر المراقبون أنّ باسيل أبدى مراراً أنّ هناك حاجة لسلاح “المقاومة” طالما أنّ إسرائيل تُشكّل خطراً على أمن اللبنانيين، وقد أشار إلى أنّ الجيش لا يُمكنه الدفاع عن لبنان في ظلّ الإمكانيات المتوفّرة له، وأنّ “حزب الله” ساعد في إبرام إتّفاق الحدود البحريّة عبر رسائل التهديد بالمسيّرات.
 
ويختم المراقبون بالقول إنّ باسيل لم يتخلَّ حتّى اللحظة عن “حزب الله”، ورغم العديد من التباينات بينهما لا يزال يجدّ مصالحه مع حارة حريك وخصوصاً في الإنتخابات النيابيّة المُقبلة، وكيّ يضمن مستقبل “التيّار” السياسيّ إذا كان رئيس الجمهوريّة مقرّباً من “الثنائيّ الشيعيّ”.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى