الخلافات النيابية عنوان المرحلة وسفير في الخماسية يتوقع الانتخابات قبل تشرين وبالخيار الثالث
وفي هذا الاطار، كتبت” اللواء”: في الشق الرئاسي، ما يزال التباعد بين الكتل السياسية سيد الموقف، في ضوء حرصٍ من هذه الكتل على النظر في طروحاتها، وكأنها «اليد الطولى» في معركة ايجاد رئيس جديد للجمهورية وسط دعوات لرفض اية تسوية رئاسية، حكومية، والبحث في الذهاب الى المجهول، عبر الجنوح الى ما يمكن تسميته «بالعصيان المدني» او الذهاب باتجاه فرط الدولة ومؤسساتها، او ما تبقى من هذه المؤسسات التي تقدم الخدمات لكل المواطنين، من الفئات والطوائف مجتمعة.
وكان نواب المعارضة واصلوا لقاءاتهم في المجلس النيابي، فالتقى النواب غسان حاصباني والياس حنكش وميشال الدويهي قبل ظهر امس النواب المستقلين ايهاب مطر، وجان طالوزيان ووزير الصناعة النائب جورج بوشكيان، ثم النائب جميل السيد، في حضور النائب جان طالوزيان. وقال السيد: «قناعتي أن الظروف الإقليمية المحتدمة اليوم لن تؤدي في الفترة القادمة ولا الحالية إلى انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيراً إلى أنّه «من المستحيل على الأفرقاء اللبنانيين أن يصلوا إلى انتخاب رئيس إلا بتوافق وتدخل خارجييْن».ولفت إلى أن «مبادرة المعارضة تقوم على أن تكون هناك جلسة لمجلس النواب مكتملة النصاب لانتخاب رئيس بأكثرية الثلثين، فإن لم تؤدّ الجلسة إلى ذلك ننتقل إلى جلسات حوار متتالية، وتُعقد بعد الحوار جلسة انتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً. في المقابل، هنالك طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري بالبدء بالحوار أولاً ثم على أساس نتيجة الحوار تُعقد جلسة لانتخاب الرئيس».
وتمنّى السيد على المعارضة «طلب موعد من بري ولو كانت المبادرتان عكس بعضهما البعض، وعلى أساس هذا اللقاء وبصرف النظر عن النتيجة يخفّ مناخ التوتر في البلد، لأنّي أخاف في هذه المرحلة من أي صراع سياسي في ظل الجو الإقليمي المضطرب».
وفي الاطار نفسه، اعلن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل انه ليس ضد الحوار، شرط الا يكون له طابع رسمي.
وقال: لسنا ضد الحوار، وداخل المعارضة وخارجها نحن ندعو الى تسهيل التشاور، ولكن دون ان يأخذ طابعاً رسمياً، كي لا تعدل قواعد الانتخاب.
وكتبت” الديار”: يبدو ان ثمة حراكا رئاسيا مخفيا، يدور بعيدا عن الكواليس، انطلق من نتائج اجتماع «زوم» الذي ضم كلا من الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السعودي نزار العلولا، المكلف الملف اللبناني من قبل ولي العهد محمد بن سلمان، سفير المملكة في بيروت وليد البخاري، والسفيرة الاميركية، والذي دام لاكثر من ساعة، دون ان يرشح عنه معلومات، رغم ان الاجواء التي سادت والتي امكن الحصول عليها نقلا عن احد السفراء العرب في الخماسية، الذي اصر على انه يتحدث من وجهة نظره، مؤكدا ان «الثنائي الشيعي» سيسير برئيس «الخيار الثالث» وان ملف الشغور الرئاسي سيقفل قبل الانتخابات الاميركية في تشرين.
غير ان مصادر على صلة باجواء الرياض اشارت الى ان البحث لم يدخل في التفاصيل، وان الاطراف عرضت وجهة نظرها، حيث بدا ان واشنطن مستعجلة لتحقيق انجاز لبناني، اقله رئاسي، في ظل تعثر المسار الجنوبي، حيث يحاول الفريق الديموقراطي، الحفاظ على نسبة التأييد الكاثوليكي نفسها التي حصل عليها الرئيس بايدن، علما ان المرشح الجمهوري سدد اكثر من هدف في هذه الشباك، معينا كبار مسؤولي حملته، من الكاثوليك، والكلدان.
وتتابع المصادر، ان هوكشتاين بدا يائسا من امكان تحقيق اي من الاهداف التي يطمح اليها، في وقت لم تبدِ المملكة السعودية حماسة كبيرة، معتبرة ان ايا من الاطراف المعنية غير حاضر لتقديم التنازلات في الوقت الراهن، حيث سعي الجميع الى تجميع الاوراق للعبها لاحقا متى حان الوقت.
ورأت المصادر ان تجربة العام 2017 مع تمرير العماد ميشال عون رئيسا، تختلف تماما ظروفها عن الوضع الراهن، مشيرة الى ان الواضح حتى الساعة ان الامور ذاهبة في حال وصول ترامب الى البيت الابيض في اتجاه رئيس تحد، ذلك ان التفاوض مع طهران، سيكون صعبا وشروطه ستكون قاسية، وعليه فان الامور ليست متجهة نحو حل في الامد المنظور.
واعتبرت المصادر ان رد الثنائي على المعارضة، بداية مع رفض خريطة طريقها، وثانيا مع تعليق قرار التفاوض والحوار الثنائي معها، ان دلّ على شيء فعلى ان الامور معقدة، خصوصا ان ثمة «نقزة» من موقف التيار الوطني الحر، الذي رفع سقفه الى اعلى الحدود، معتبرا ان طرح المعارضة لا يتعارض مع طرحه.
هذه الاجواء عكستها اللهجة العالية، نتيجة رفض الثنائي تلبية مطلب المعارضة بالدعوة لجلسة عامة لمناقشة الحرب جنوبا وطوفان الاقصى، مع اصرار الاخيرة على ان خلط جلسات التشريع بجلسات النقاش العام في مجلس النواب هو «فذلكة وتشاطر»، حيث يتصرف البعض «وكأن هذا المجلس أصبح مؤسسة خاصة» على حد تعبير النائب جورج عقيص، الذي لاقاه المكتب السياسي الكتائبي، مؤكدا «على ضرورة الاستجابة للعريضة التي تقدم بها نواب المعارضة».
وفيما كان وفد من نواب المعارضة يبحث خارطة طريقه الرئاسية مع عدد من النواب المستقلين، من الوسط، بدا واضحا خلال الايام الماضية ان جوا عاما في اوساط المعارضة بدا يتكون، يدعم مواقف رئيس حزب القوات اللبنانية، في هجومه على النواب المستقلين الذين يقفون في الوسط، من باب الضغط عليهم، لتحديد مواقفهم وحسم اصطفافهم.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook