المبادرات الرئاسية بلا خواتيم سعيدة
ولعل سرعة التطورات والمتغيرات الخارجية، والتي برزت مؤخراً في الساحة الرئاسية الأميركية، وقضت بإنسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي ، وإستبداله بنائبته كامالا هاريس، والبلبلة التي سادت الإدارة الحالية في واشنطن، قبل توصل الحزب الديموقراطي إلى هذا القرار، قد ساهمت «إلى حد ما»، في تجميد العديد من الملفات العالقة على المسرح الدولي، وفي مقدمتها مصير الحرب في غزة وإمتداداتها في لبنان واليمن، فضلاً عن وضع الوساطة الأميركية، التي كان يقوم بها الموفد الرئاسي آموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل، على رف الإنتظار إلى بعد الإنتخابات الأميركية في الخامس من تشرين الثاني المقبل.
هذه التطورات المتلاحقة تفرض بقاء الوضع المتردي في لبنان أسير الأمر الواقع الحالي والمرير، في ظل غياب الواقعية السياسية عند غالبية القيادات الحزبية، التي مازال كل طرف منها متمترساً في خندق المعاندة والمواجهة ضد خصومه السياسيين، دون أن تطفو في الأفق أية بوادر لحلحلة العقد المستعصية المحيطة بآلية إنتخاب الرئيس العتيد، سواء عبر التشاور للإتفاق على «الخيار الثالث»، أو من خلال الاحتكام إلى القواعد الديموقراطية، وإجراء إنتخابات في أجواء تنافسية بين أكثر من مرشح، على أن يتولى مسؤولية المنصب الأول في الجمهورية، من ينال أكثرية الأصوات النيابية، حسب النصوص الدستورية.
إستمرار هذا التخبط في دوامة العجز والفشل والتعطيل لن يكرس واقع الدولة الفاشلة فقط، بل سيؤدي إلى تلاشي دور ومقومات الدولة من أساسها.
فهل من صحوة ضمير عند أهل الحل والربط قبل فوات الأوان؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook