يوحنا العاشر: نحن مدعوون الى أن نتمسك بارضنا
ورحب بو صعب بالبطريرك يوحنا العاشر، وقال: “وجودك اليوم هو ترجمة للشعار البطريركي بالنعمة ننمو وبالخدمة نسمو وبالمحبة يتناسق البنيان. نعم وجودك اليوم في بلدة الحق والخير والجمال ضهور الشوير وبين أبناء المتن وكل لبنان، وبين اهلك وعائلتك هو نعمة كبيرة، ومحبة تتتوج ليلة عيد مار الياس، والخدمة للوطن وسائر المشرق”.
اضاف: “أتت هذه المناسبة لنقول لك يا صاحب الغبطة كم نحن بحاجة إلى وجودك وكلامك الجامع والرصين والرجاء الذي نقرأه في عينيك، حضورك هو محافظة على الإيمان وعلى حب الوطن والأرض وعلى تشجيع التواصل والحوار بين أبناء الوطن الواحد ورفض الكراهية. هذا هو المعنى الحقيقي للحياة ولوجود الإنسان والإنسانية. هذه هي القيم التي تربينا عليها، محبة واحترام جميع أبناء وطننا الحبيب بمسلميه ومسيحييه، نعيش معا متساوين ونبدي مصلحة وطننا وشعبنا على مصالحنا الشخصية والحزبية احيانا، وهكذا نشارك بإعادة بناء دولة عصرية مدنية، تحفظ حقوق أبنائها بدءا بتحمل المسؤولية بانتخاب رئيس للجمهورية ضمن سلة كاملة تضمن إعادة بناء الدولة التي تضمن مستقبل أبنائنا ، واذا لم نستطع فعل ذلك ، ويبدو صعب، فأنا ادعو جميع المسؤولين السياسيين وزملائي النواب لتكون لدينا الجرأة ونعلن اننا فشلنا في التوافق مع بعضنا البعض ونتقدم باستقالة جماعية تكون نتيجتها إعادة تكوين السلطة بعد إجراء التعديلات المطلوبة للقانون الانتخابي”.
بدوره، أمل البطريرك يوحنا العاشر في كلمته أن “يتم انتخاب رئيس في أقرب وقت”، وقال: “نتمنى للبنان الذي نحبه باراضيه وسهوله وبحره وانهاره وسمائه وزيتونه، وبكل ما يمت له بصلة، أن ينعم بالاستقرار والهدوء والسلام والأمان، وان يكون لنا رئيس للجمهورية في اقرب وقت رغم كل الصعوبات، فنحن اللبنانيون أصحاب قرار ومخلصون لبلدنا، فلبنان الرسالة التي اغدقت على اللبنانيين العطايا الثقافية، الروحية ، الإنسانية والحضارة والرقي والعلم ، لقد صدرنا الثقافة والعلم إلى كل أنحاء العالم ولذلك نحن على هذه الوديعة ثابتون ومستمرون. نعم، الصعوبات كثيرة ولكن العالم كله يتخبط بالصعوبات والحروب والمشاكل والقتل والسرقات والظلم والتعدي، ولكن ربنا لم يخلق الإنسان لمثل هذه الظروف والاوضاع، ربنا خلق الإنسان وزينه بصورته الالهية ليكون على الجمال الذي يريده الله للانسان، ولذلك الأمانة الموضوعة بين ايدينا علينا أن نحافظ عليها، صحيح ان أمامنا تحديات كبيرة، سواء على المستوى الدولي او المستوى الإقليمي والمحلي اللبناني، ولكن برحمات الرب وتماسكنا مع بعضنا البعض، نحن ثابتون ومستمرون”.
اضاف: “هذه الأرض التي شربت من دماء آبائنا واجدادنا من أجل الحفاظ عليها ، علينا أن نحافظ عليها وان نحافظ أيضا على القيم والمبادئ وعلى العائلة، فالأسر تتفكك وتتخبط ولكننا نحن ابناء الثقافة الروحية والالهية والإنسانية والاجتماعية والتربوية وكل ما يخص الإنسان الذي يجعل منه صورة خليقة الله التي احب. ولهذا نحن مدعوون الى أن نتمسك بارضنا، ووجود المغتربين في لبنان في هذه الفترة يقوي ويعزي ويثبت الجميع”.
وقال: “ارتبطوا بارضكم ولا تنسوا بيوتكم وقراكم واهلكم وبلدكم، فلنشعر اننا مرتبطون بارضنا وبلبنان الذي يجمعنا، فهذا مهم للغاية ونحن عليه ثابتون، رغم كل للظروف القاسية. ما يحصل بالطبع في كل أنحاء المنطقة، في فلسطين وغزة والجنوب يؤلمنا ولكننا نشعر أننا ابناء حق وقضية ومتمسكون بهذه القضية ولا ننساها ابدا مدى الحياة. لذلك صلاتنا وعملنا وكلنا معا يدا بيد ، ودعوتنا اليوم لجميع المسؤولين على كل المستويات ولكل ابناء الوطن، فلنلملم بعضنا البعض ولنشبك ايدينا مع بعضنا البعض ونتعالى عن المصالح الشخصية طلبا للوحدة الوطنية والعيش الكريم”.
وسأل يوحنا العاشر: “إلى أين وصلنا، أين هي كرامة الإنسان اللبناني في هذه الأيام ، أين هي ممتلكاته وأمواله، أين هي كل المشاكل التي عانى منها واين أصبح ملف انفجار مرفأ بيروت وغيرها، فأين نحن من كل هذه الأمور؟”.
وقال: “فلنحب بعضنا البعض، مسلمين ومسيحيين، فالدين يجب أن يجمع لا ان يفرق، يجب أن نجتمع كلنا يدا بيد من أجل لبنان ومن أجل أن تسمع تلك الكلمة ، “ذوقوا وانظروا أن الرب طيب”، وعندما يروننا نحب بعضنا البعض يقولون كم هو عظيم هذا الإله الذي يؤمنون هؤلاء البشر به، فلذلك كلمتي إليكم اليوم رغم كل الصعوبات والشدائد ، هي دعوة قوة وثبات واستمرارية وان ننظر إلى الأمام لأننا ابناء الرجاء ولا ننظر إلى الخلف، نتعلم من الماضي ونتعظ منه ولكننا ننظر ونسير إلى الأمام دوما طالبين رحمة الرب”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook