آخر الأخبارأخبار محلية

بالعلم تنهض الأمم وتواجه العقبات.. ما الذي علينا فعله حتى نتغير؟

إن العلم واحد من أهم أعمدة البناء في الأمم وتقدمها، فيقضي على التخلف والرجعية والفقر، وغيرها الكثير والكثير من الأمور، التي من الممكن أن تؤخر تطور الأمة ونجاحها.

 

سهل العلم التواصل الانساني وتبادل المعلومة من خلال الوسائل الحديثة، وكذلك التكنولوجيا سهلت تدوين العلم وتدويله عن طريق المطابع والمواقع الالكترونية، فهذه الأمور إن دلت على شيء فإنما تدل على أهمية ومكانة العلم والعلماء في نهضة الشعوب والامم وتسهيل حياة الإنسان. 

 

لا شك في أن التعليم هو أهم معيار تصنف على أساسه الأمم، وأن لبنان كان سباقاً في هذا المضمار منذ عهود. فقد أثبت اللبناني، الغريب عن دولته غالباً، أنه رائد في مجالات العلم والأدب والتفوق بشتى المجالات. ويمكن وصف مستوى التعليم في لبنان بالجيد بشكل عام. وفي بلد صغير كهذا يتشبع سوق العمل بالأكاديميين من المحامين والأطباء والمهندسين، في حين يُدفع المهنيون الشباب للعمل في الخارج أو في قطاع الخدمات، الأمر الذي يولد مشكلات وخيمة للبلاد، تتمثل في مغادرة الأجيال الشابة إلى خارج البلاد، في حين يلجأ الباقون للعمل في قطاعات لم يتدربوا للعمل بها، مما يهدد بانخفاض جودة تلك الخدمات.  

 

وفي هذا السياق، يقول مدير “مدرسة الليسيه باسكال” الدكتور وسيم السيد “يُعتبَر التعليم من أهم ما يُمكن الأفراد من الدخول بقوة في سوق العمل، ويزيد من فرصة حصولهم على وظائف أفضل مقارنًة بمن لم يُنهوا تعليمهم وكذلك الحصول على أجور أعلى، كما يُتيح لهم فرصة لإتقان مجموعة من المهارات وتحديد المجالات المناسبة لهم، مما يُؤهلهم بشكلٍ جيّد للحياة العمليّة بعد إنهاء الدراسة”.

 

وأكد مدير المدرسة أن “التعليم يُحسن مهارات التواصل لدى الأفراد، فغالبًا ما يَضطر الطلاب إلى العمل في مجموعات والمشاركة في مناقشات جماعيّة، مما يُسهل نقل معارفهم ومعلوماتهم إلى الآخرين، ويُحسّن كذلك من احترام الشخص لذاته وزيادة ثقته بنفسه عند التعامل مع الآخرين”.

 

وأشار الى أن “وجود أكثر من خمسين جامعة ومعهد جامعي في لبنان لهو دليل خير وليس مصدر تخوف واستهزاء، فالدول تقاس بأحجام نشاطاتها القطاعية. فعندما نعتمد على عدد ونوعية المطاعم والملاهي والمنتجعات السياحية لنقول إن لبنان بلد سياحي، لما لا نعتمد معايير مماثلة للتأكيد ان لبنان بلد العلم والتعلم؟”.

 

وقال السيد أن مع “اشتداد الأزمة تزداد الحاجة إلى الجامعة اللبنانية كمنقذة للأجيال، بحيث يتوقّف مصير الأخيرة عليها في ظلّ غياب الدولار الطلابيّ والتعلّم في الخارج أو في الجامعات الخاصّة في الداخل. إن مصير الثروة البشريّة في لبنان مرتبط بالجامعة الوطنية الأم، وإن إعداد الرأسمال البشريّ، وهو العنصر الأساس في الاستنهاض الاقتصاديّ، مرهون بقدرة الجامعة اللبنانية على الاستمرار، ومن المستحيل أن تحصل هذه الاستمرارية من دون قدرة كادرها التعليميّ والإداريّ على الصمود”.

 

وأكد أن “اليوم فقد تغير الموقف، فالدولة الحديثة قد صارت تعتمد على العلم في كل مرافقها، ولم يعد يكفي أن يبقى العلم معزولًا عن المجتمع. وبعبارة أخرى فقد شعر المجتمع الحديث بحاجته المُلحة إلى العلم، فالجامعات يجب أن يُرصد لها في ميزانية الدولة ما يسمح لها بالنهوض بمهمتها، فالمشاكل لا تزال تواجهنا، ولم يعد من الجائز عقلًا ولا منطقًا ولا ضميرًا أن نعتمد على الارتجال في حل مشكلاتنا، فالارتجال اليوم معناه التخبط ولا يمكن أن يؤدي إلا إلى الفوضى في التفكير وفي العمل، اذاً دعونا ندعم هذه الجامعات دون استثناء، ونساندها للوصول الى المستويات المطلوبة عالميا، وبعد ذلك نحصد نتائج استقطاب الطلاب الاجانب من جهة، وتخريج نماذج احترافية من الشباب اللبناني”.

 

واعتبر أن “من أجل تحقيق أهداف التعليم العالي في المجتمع، يجب توجيه الاهتمام لعدة مجالات مهمة، منها:

 

– تطوير مناهج التعليم: يجب تحديث مناهج التعليم العالي بما يتوافق مع احتياجات السوق والمجتمع، وتوفير برامج تعليمية متنوعة ومتطورة.

 

– تحسين جودة التعليم: ينبغي تحسين جودة التعليم العالي من خلال تطوير بنية التحصيل العلمي وتنمية مهارات التدريس والتعلم.

 

– اطلاق مسابقات تنافسية بين مختلف مؤسسات التعليم العالي في مختلف الاختصاصات ولكافة المراحل.

 

– الاهتمام باللغة: وبخاصة اللغة العربية للكليات التي تدرس المنهاج بالعربية،فاللغة ان لم تكن سليمة لفقد المتعلم أداة تواصله الاساسية مع الغير.

 

– عقد اتفاقيات بحث وتعاون مشترك مع الجامعات المحلية والاجنبية، ضمن خطة مدروسة تبدي الافادة العملية ومصلحة الطالب على الهدف الترويجي الدعائي.

 

وقال السيد “نحن اليوم بحاجة إلى العلم النافع الذي نبني به حضارتنا، ونقضي على داء الجهل الذي ما انتشر في أمة إلا تهدم بنيانها، وحل بها الخراب. فلا ينكر أحد من العقلاء قدر العلم ومكانته، وأثره على صاحبه وكل من حوله”.

 

أهمية التعليم العالي للفرد

 

– تطوير المعرفة والمهارات: يعد أحد أهم الطرق التي يمكن للمرء من خلالها تنمية مهاراته ومعرفته نحو المجال الذي يفضّله ويرغب في تعلّمه.

 

– زيادة فرص العمل: في الوقت الحاضر تتطلب أغلب الوظائف امتلاك المرء للمعرفة والمهارات المتخصصة، والتي غالبًا ما يمكن اكتسابها من خلال التعليم العالي، كما أن أغلب أرباب العمل يميلون إلى توظيف الأشخاص ذوي الكفاءات والذي يمتلكون شهادات عليا، وكلما كانت درجة الشهادة أعلى كانت فرصة إيجاد العمل أفضل.

 

– تطوير الشخصية: من دون شك أن مرحلة التعليم العالي مرحلة يواجه فيها المرء الكثير من التحديات التي يمكن أن تصقل شخصيته، ومن خلال هذه المواجهة، يصبح الشخص أكثر ثقة بنفسه، وبالتالي يمكنه بناء شخصية قوية يمكنها مجابهة مختلف الظروف.

 

أهمية التعليم العالي للمجتمع

 

– التنمية الاقتصادية: لا يمكن لعجلة الاقتصاد أن تدور، وأن يتطور الاقتصاد دون وجود الأيدي العاملة ذات الكفاءة العالية، لذلك يعد التعليم العالي أحد أهم دعامات الاقتصاد لكونه يرفد سوق العمل بالكفاءات التي يمكنها أن تزيد من الإنتاجية، وتساهم في تحسين القطاعات الاقتصادية.

 

– الحفاظ على المعرفة والثقافة: يمكّن التعليم العالي أفراد المجتمع من نقل إرثهم الثقافي والمعرفي للأجيال المقبلة، وذلك من خلال تضمينها في المناهج الدراسية.

 

تطوير المجتمع: من خلال التطور الذي يحدثه التعليم العالي للأفراد بشكل منفصل، يتم تطوير المجتمع عبر احتكاك هؤلاء الأفراد مع بقية أفراد المجتمع، كما أن مهارات التحليل والتفكير النقدي التي يكتسبها الأفراد من التعليم تساهم في تحسين التعاون والحوار داخل المجتمع ككل.

 

وفي الختام، يمكن القول أن التعليم يمثل ركيزة أساسية في بناء المجتمعات المتقدمة والمزدهرة، ويعتبر سلاحاً فعالاً لمواجهة التحديات وتحقيق التطور والتقدم. لذا، يجب على الدول العربية العمل على تعزيز القطاع التعليمي ودعم التعليم العالي لبناء مستقبل واعد ومزدهر.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى