مخاوف من تداعيات جولات الاغتيالات والمواجهات الميدانية على جهود خفض التصعيد
وكتبت” النهار”:ومع تجدد فصل جديد أمس من هذه الدوامة الميدانية – العسكرية بعد أقل من ثلاثة أيام على اغتيال قيادي كبير في الحزب، أعربت مصادر ديبلوماسية مواكبة للاتصالات الجارية في شأن الوضع في لبنان عبر عواصم عدة عن خشيتها الكبيرة حيال تداعيات وآثار وانعكاسات دوامة الاغتيالات المتعاقبة والردود العنيفة عليها على الجهود الديبلوماسية التي تبذلها دول عدة في مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكذلك الأمم المتحدة لخفض التصعيد الميداني والعسكري بين إسرائيل و”حزب الله” في انتظار التوصل الى وقف النار في غزة بما يتيح استتئناف مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل.
وتوقعت المصادر نفسها أن تتحرك الاتصالات والجهود بقوة لمنع تفلّت غير محسوب للوضع على الجبهة الجنوبية من شأنه أن يزعزع كل المساعي لمنع انفجار واسع.
وبرز القلق المتنامي من هذا الواقع في الاتصال الأول الذي أجراه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ كشفت المتحدثة باسم ستارمر أنه “أعرب عن قلق كبير من الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل”. ولفتت المتحدثة إلى أن “ستارمر أبلغ نتنياهو بضرورة أن تتصرف كل الأطراف بحذر بشأن شمال إسرائيل”.
ومعلوم أن التوترات على كامل الحدود اللبنانية الجنوبية والبالغة 120 كيلو متراً بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، تستمر بحيث يستهدف “حزب الله” المواقع العسكرية الإسرائيلية الموزعة على 3 قطاعات، الغربي والأوسط والشرقي، من رأس الناقورة إلى منطقة الماري على الحدود مع سوريا، ومن جهتها تستهدف إسرائيل مواقع الحزب جنوب لبنان والمناطق المجاورة للحدود.
وفي إطار الجهود الديبلوماسية، أفاد مكتب الإعلام للأمم المتحدة في بيروت أن المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت بدأت أمس زيارةٍ لإسرائيل تستغرق ثلاثة أيام، وقد تواصلت منذ تولّي منصبها الشهر الماضي “بشكل مكثّف مع القيادات اللبنانية والأطراف المعنية لبحث سبل وقف التصعيد عبر الخط الأزرق. وتأتي زيارة المنسقة الأممية إلى إسرائيل تمهيداً لجلسة المشاورات المقرر أن يعقدها مجلس الأمن حول تنفيذ القرار 1701 (2006) قبل نهاية الشهر الحالي.
ومن المتوقّع أن تُركّز مناقشاتها مع المسؤولين الإسرائيليين على الحاجة لاستعادة الهدوء وافساح المجال لحلٍّ ديبلوماسيٍّ يمكن من خلاله للمدنيين النازحين من الجانبين العودة إلى ديارهم، بالإضافة إلى معالجة البنود العالقة في القرار 1701″.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر السبت الماضي من خطر تحوّل المواجهات بين “حزب الله” وإسرائيل إلى حرب شاملة، مشدداً على ضرورة التوصل إلى “حل سياسي”.
وأفاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن “الأمم المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء تزايد كثافة تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، ما يزيد من خطر نشوب حرب واسعة النطاق”.
وأضاف أنه “يمكن، بل ويجب، تجنّب التصعيد، ونكرر أن خطر سوء التقدير الذي يؤدي إلى حريق مفاجئ وواسع النطاق خطر حقيقي”، مشدداً على أن “الحل السياسي والديبلوماسي هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق للمضي قدما”.
أولا: القرار 1701، وهل سيتم تطبيقه في شكل كامل بحيث يلتزم فيه الجميع وتتوقف الخروقات الإسرائيلية بحرا وجوا، ويلتزم «حزب الله» بمقتضيات القرار ما يتعلق بانتشاره المسلح؟ أم ستستمر هذه الثغرات التي وضعت عمدا في القرار خلال حرب عام 2006، لإنجاز الاتفاق ومن دونها كان يصعب التوصل لوقف الحرب؟
ثانيا: هل سيتم الاتجاه إلى ما يدعو اليه كثيرون باعتماد اتفاق الهدنة للعام 1949، كمرجعية لمعالجة الوضع على الحدود؟ وتأتي في هذا الإطار معالجة النقاط الحدودية الـ 13 العالقة، والتي يبدو ان الاتصالات الأخيرة قد تجاوزتها ولم تعد موضع خلاف كبير. وتضاف إلى هذه المسألة قضية مصير «مزارع شبعا»، فهل ستكون مشمولة بالبحث ويتم وضع توصيف نهائي لها، أم انها ستبقى خاضعة لنشاط المقاومة؟ وبالتالي فإن الوضع سيبقى معرضا للانفلات عند أي اهتزاز إقليمي، لأن المقاومة ستفرض حكما حرية الحركة للمقاتلين، ويقابل ذلك إفساح المجال أمام حركة الطيران الإسرائيلي ليصول ويجول في سماء لبنان.
ثالثا: اقتراب موعد التجديد للقوات الدولية «اليونيفيل»، ما يطرح تساؤلات اذا ما كانت ستتغير المهام المكلفة بها تماشيا مع أي تغيير على القواعد المتبعة في المنطقة الحدودية ونطاق عمل هذه القوات، فيما لو تم الاتفاق حول الواقع الجديد للمنطقة الجنوبية. من هنا يرى البعض ضرورة التريث في وضع الصيغة التي ستعتمد لطلب التجديد على أساسها، علما ان الجانب اللبناني يرفض أي تعديل في مهام هذه القوات، وضرورة استمرار التنسيق مع الجيش اللبناني ورفض أي طروحات بشان البند السابع».
وبالعودة إلى مفاوضات الهدنة في غزة، قال مصدر مطلع لـ «الأنباء»: «هناك جو من التفاؤل بإمكان نجاح هذه المفاوضات في فترة زمنية غير طويلة، الا اذا حاولت حكومة بنيامين نتنياهو المماطلة إلى ما بعد زيارته إلى واشنطن في الاسبوع الاخير من هذا الشهر، وإلقائه كلمة امام الكونغرس الاميركي».
ورأى المصدر «ان هناك عوامل ساهمت في رضوخ إسرائيل للجلوس إلى طاولة المفاوضات، أبرزها الضغوط الأميركية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والخشية من ان إطالة أمد الحرب قد تضر بالمصالح الأميركية في المنطقة. وأخيرا الانقسام الحاد في الشارع الإسرائيلي حول استمرار الحرب وعدم إطلاق الرهائن، والخوف من ان يزداد هذا الشرخ اتساعا مع مواصلة هذه الحرب دون تحقيق نتائج».
وتضيف المصادر: «المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين سيصل بعد ساعات معدودة من اعلان وقف النار في غزة، كي يحرص على ان ينسحب ذلك ايضا على لبنان، وكي ينتهي من وضع اللمسات الاخيرة على مسودة تفاهم لاعادة الاستقرار الى منطقة الجنوب».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook