بارولين لم يفشل ورسائل مناسبة في المكان المناسب
Advertisement
ليست الزيارة تقليدية في توقيتها ورسائلها، كما تقول المصادر، نظراً إلى ما تعكسه من امتداد للاهتمام الفاتيكاني التاريخيّ بلبنان. وجاءت تحت عناوين ثلاثة أساسية، تحفيز إنهاء الشغور الرئاسي، السعي لإبعاد شبح توسع الحرب، وتثبيت أهمية صون نموذج العيش المشترك.
في قوله إن هوية لبنان هي الأساس، تعبير واضح عن الخطر الذي يتهدد الهوية اللبنانية، وهو يدرك استطراداً أن هناك سعياً لضرب الدستور والدولة، لمصلحة استبدالها بموازين قوى غير متكافئة.
كان واضحاً التركيز الإعلامي على اللقاء الذي انعقد في بكركي بدعوة من البطريرك بشارة الراعي، وفي المعلومات التي توافرت لـ”النهار” أن الموفد الرسولي رغب في أن يسعى لقاء بكركي إلى التأكيد أن للمرجعيات الروحية دوراً جامعاً، أحبطه غياب ممثلين عن المجلس الشيعي، فيما برز خطأ بكركي في حصر الدعوة بالأقطاب المسيحيين الأربعة الذين غاب منهم اثنان، ما عكس أيضاً الخلاف العميق على المستوى المسيحي، فيما الدعوة كان يُفترض أن تشمل كل القوى المسيحية، كما حصل عند التحضير لوثيقة بكركي، ما أثار تساؤلات عمن يقف وراء هذه الدعوة واستدراج بكركي إلى هذا الخطأ، علماً بأن بارولين سأل بإلحاح عن مصير الوثيقة وأين أصبحت.
في الخلاصة، تقول المصادر إن الأوساط اللبنانية قللت من أهمية الزيارة، وسعت إلى تحجيم نتائجها، أو حتى تفشيلها، نظراً إلى كونها لا تلتقي مع الأجندات المختلفة لدى القوى السياسية، وكانت لهجة بارولين قاسية وحادة تعبّر عن مدى فهمه لواقع الأمور، وامتعاضه من طريقة التعاطي الحاصلة معها.
لكن هذا لا يعكس حقيقة الواقع، الذي أحسن في وصفه النائب مروان حمادة عندما دعا إلى التمعّن جيداً في ما طرحه المبعوث الفاتيكاني، وهو يمثل البابا فرنسيس، ملاحظاً أن كلامه أهم من كل المبادرات المطروحة. ولدى سؤاله عما قصده في هذا الكلام، قال حمادة إن كلام الموفد البابوي يحمل الكثير من الوزن الذي يفوق كل محاولات تقريب وجهات النظر الأخرى، لأنه قارب الأمور من منظار عابر لكل الطروحات، مقدماً توازناً كاملاً من حيث وضع الأمور في نصابها لدى كل فريق من الأفرقاء، إذ قال ما يجب أن يقوله في عين التينة محمّلاً الرئيس بري مسؤولية مزدوجة، وعتباً مغلفاً بالدور المطلوب من رئيس المجلس لفتح أبوابه أمام عملية الانتخاب.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook