آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – برنامج “أطروحات جندرية” ناقش كتاب “طفلات عربيات في أتون الحروب” وكلمات اكدت ان الحرب ليست سوى استمرارا لتهميش الأنثى كفعل متجذر في المجتمع الذكوري

 

وطنية – النبطية – نظمت شبكة دراسات المرأة “صون”، بالاشتراك مع “تجمع الباحثات اللبنانيات”، الندوة الثالثة من برنامج “أطروحات جندرية”، والتي خصصت لمناقشة كتاب “طفلات عربيات في أتون الحروب والنزاعات” الصادر عن التجمع.

حيدر

افتتحت أعمال الندوة وأدارتها عميدة معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية البروفسورة مارلين حيدر، واعربت عن “سرورها بحضور المعهد في كل تلاق علمي وبناء للخدمة الأكاديمية والمعرفية”، وشكرت “مبادرة شبكة دراسات المرأة لإتاحة هذه الفرصة للنقاش والتداول”، معتبرة أن “هذا الكتاب هو منتج فكري هام يتناول موضوع آني ومنتشر، كونه يسلط الضوء على البلدان العربية التي عاشت الحروب والنزاعات بقراءة، والأهم أنه يسلط الضوء على واقع النساء في هذه المجتمعات خصوصا الطفلات اللواتي ما زلن يشكلن الحلقة الأضعف”.

وختمت مؤكدة “أهمية مناقشة كل فصل في هذا الكتاب وتسليط الضوء على محتوياته”.

يونس

ثم تحدثت رئيسة “شبكة دراسات المرأة” ورئيسة “الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية” البروفسورة ماريز يونس عن “اهمية النقاش المفتوح الذي أطلقته الشبكة صون، على ضوء برنامج أطروحات جندرية، والذي يقوم على فلسفة المشاركة والتحالف والتشبيك مع المؤسسات العلمية والنضالية العربية المهتمة بقضية المرأة، بهدف توسيع النقاش والتداول حول الانتاج المعرفي النسوي على المستوى العربي”، ولفتت  الانتباه إلى أن “اختيار شبكة دراسات المرأة لمناقشة كتاب الطفلات في زمن الحروب والنزاعات تم اولا، في إطار دعوة شبكة دراسات المرأة للاهتمام بدراسة فئة المهمشات والأكثر عرضة للخطر، التي ما زالت شبه مغيبة ولم تأخذ حيزها من الاهتمام الكافي، وثانيا، لاهتمام الشبكة بموضوع الازمات كسياق تعيشه المنطقة العربية منذ قرن من الزمن”.

واشارت  إلى أن “موضوع الحرب على غزة وسؤال القيم الإنسانية، هذا العام، احتل مساحة كبيرة من اشتغال الشبكة توج بإصدار كتاب ل 41 باحث وباحثة من العالم العربي بمقاربات متنوعة، كما تصدر موضوع الأزمات موضوع منتداها السنوي في تونس هذا العام”.

وختمت لافتة الى ان “هذا الكتاب يأتي مواصلة للنقاشات الدولية حول أطفال الحروب، ولعل آخر الكتب التي نشرت في أوروبا العام الماضي 2023 هو كتاب هام لدومنيك ميسيكا وبينيتيك فرجنشانيو بعنوان (نحن أطفال الحرب 39 -45) والذي يتحدث عن معيش أطفال أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية بما فيهم أطفال اليهود، ومعاناتهم وتعرضهم للنازية، لنجد اليوم وبعد كل تلك السنوات، ان النازية ما زالت مستمرة بل اكثر استفحالا بشكلها الصهيوني القائم، و بدل أن يكون الضحايا من أطفال أوروبا الذين تحدث عنهم الكتاب من أوائل المساندين والمدافعين عن أطفال فلسطين وغزة، نجد بعضهم، خاصة المؤسسات السامية، يساند ويدعم النازية الصهيونية الجديدة التي تعرض أطفال غزة للإبادة كل يوم في فلسطين”.

عواضة

من جهتها، اعتبرت الأمينة العامة للتجمع الدكتورة هلا عواضة أن “مناقشة هذا الكتاب تكتسب في اللحظة الراهنة أهمية كبيرة، لأنها تفتح نافذة على الواقع المأسوي الذي تعيشه الفتيات الصغيرات في مناطق الصراع في العالم العربي وفي غزة تحديدا، هذا الكتاب يعكس صرخات الطفولة المسلوبة والبراءة المدفونة تحت ركام الحروب، مسلطا الضوء على قصص حقيقية من المعاناة والشجاعة”.

جزراوي

اما  الباحثة والمستشارة والمدربة المتخصصة في الفلسفة النسوية الدكتورة لينا جزراوي فتحدثت عن “مفهوم الصمت لدى طفلات الحرب الذي يستمر في كل مراحل نضوج الأنثى”، واعتبرت أن “هذا الصمت هو جريمة بحد ذاته، والسكوت عن العنف هو استمرار للجريمة، وأن الحرب ليست سوى استمرارا لتهميش الأنثى كفعل متجذر في المجتمع الذكوري. فهو سمة ثقافية واجتماعية لا تمحيها الحروب والنزاعات بل بالعكس ستفاقمها كظاهرة ، وتصبح متجذرة أكثر في المجتمعات الذكورية”.

حجازي

وقدمت استاذة علم النفس الاجتماعي في معهد العلوم سحر حجازي قراءة علمية نقدية للكتاب موضوع الندوة، واعتبرت أن “الكتاب يتسم بالتنوع المعرفي حيث تتعدد المقاربات والمناهج العلمية التي عالجت الموضوع”.

ثم اقيمت جلسة للتعقيب على الكتاب ، شارك فيها المديرة العامة لمركز دراسات الوحدة العربية الدكتورة لونا سويرح ، التي شكلت مداخلتها شهادة حية على ما طرح في الكتاب كونها كبرت في مرحلة الانتفاضة الأولى وعايشت الاحتلال، وأكدت أن “ما يحصل اليوم في قطاع غزة هو تدمير ممنهج ليس فقط للإنسان بل لتاريخه ومستقبله، وأن الهدف ليس تدمير البشر وتكسير الحجر بل هو تطهير عرقي للشعب الفلسطيني بشكل مكثف لكنه بدأ قبل مئة عام”.

الصايغ

بدوره تحدث  الكاتب والصحافي نصري الصايغ عما “يعانيه الأطفال والنساء في الحروب”، وتساءل “هل يوجد حقا قانون دولي ؟ وأين الجميع من كل ما يحصل؟”، وقال:”فكتاب طفلات عربيات جلجلة عذاب، وبمثابة زوادة لكي يتحرك الإحساس، لا بد له أن يحرك الصمت الذي يعني الموت”، وأكد أن “المجتمعات الذكورية جحيم، وأن هذه المرأة التي بخستها الأديان ونفتها العقائد، وأن التجربة على مدار التاريخ امتحان فاز به الذكر باستثناء التجارب التي كانت قبل الديانات السماوية الثلاث. لذا ليست الحروب وحدها والمآسي على المرأة فقط، فعندما تندلع الحروب، وهي متصلة، يصار إلى واحد من الاثنين، إما مشاركة المرأة أو أن تقوم بدورها، وان نجت تعود إلى خبائها بكل الدونية المعروفة”.

واعتبر أن “الرجل لم يتعلم بعد أنه على الأقل يكون مساويا لهذه المرأة، وأن تكون الإمرة لهما، ليست إمرة الرجل على المرأة ولا إمرة المرأة على الرجل”، وشدد على أن “المشكلة الكبيرة تكمن في النظام الرأسمالي الذي أصبح بديلا للأخلاق وعن كل شيء، وأن الرأسمالية هي الخطيئة الأصلية وليست الخطيئة ما ترسب في ثقافة العوام عما يقال إن حواء ارتكبته حيال آدم”، مؤكدا “ضرورة حث المرأة على البوح بما تشعر وتريد لأنها ممنوعة من الشكوى، فالمرأة لكي تعيش بشكل لا بأس به في مجتمعاتنا عليها أن تكذب، أن تطيع وأن تقبل التسوية”.

وختم مداخلته بخلاصتين:”التوحش الذكوري ما زال مهيمنا على المرأة، وإنه لمن المؤلم أن تقبل المرأة بأن تكون ضحية وأن تركن لتقبل لاعتداء من أقرب الناس إليها، إلى جانب تساؤله: متى تصبح السيرة معكوسة بحيث يدان الرجل وتبرأ المرأة ؟، ونعتبر أن هناك كذبة تسمى المحاسبة وهي انتقائية وانتقائية جدا، وأنهم يحاولون إقناع الشعوب بسن قوانين جديدة ولكنها لا تحمي الضعفاء”

مكي 

بدوره اشار مهندس ومنسق وطني لبرنامج المنح الصغيرة مع برنامج الأمم المتحدة عدنان ملكي بكلمته لنقطتين، الأولى: أنه بكل البلدان العربية التي تطرقت لها الدراسات الموجودة، هناك عاملان يلعبان دورا في التأثير على المرأة أو الطفلة خلال النزاعات، العامل الأول هو العامل الداخلي ويقصد فيه العائلة والمجتمع والمرأة نفسها أيضا، والعامل الثاني هو جهات خارجية مثل المستعمر أو المحتل. اما العامل الداخلي فله تأثير كبير على ما تتعرض له الطفلات في النزاعات، أي بالمثل الذي طرح في الكتاب عن الطفلات في ليبيا والتي كن لديهن تحصيل علمي جيد قبل الثورة، بقي هذا التحصيل العلمي جيدا وأحسن من تحصيل الرجل بعد وأثناء الثورة، بينما في غزة ومع تعرضها للعديد من الحروب ونتيجة لوجود تمييز كبير على المرأة بالمجتمع، تأثرت تلك النساء أو الطفلات بطريقة كبيرة جدا، كونهن ممنوعات أيضا من البوح والتعبير وحتى الخروج.”

أما النقطة الثانية التي تحدث عنها ملكي فهي “وجوب عدم رمي المسؤولية على الغير، بل البدء بالمحاسبة من أنفسنا”، واشار إلى “الإعلام الموجه الذي يحاول إخفاء الحقائق أحيانا وضرب المبادئ المهمة”.

اشارة الى ان “برنامج أطروحات جندرية” تنظمه شبكة دراسات المرأة بالتعاون معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية ومجموعة بسمة الدولية، والجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع، ومركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية، ومخبر الدين والمجتمع في جامعة الجزائر2 ، وبمشاركة المراكز البحثية والجمعيات العلمية من أعضاء شبكة دراسات المرأة. والذي يأتي انسجاما مع رؤية شبكة دراسات المرأة المتمحورة حول “إعادة التفكير في مسألة النوع الاجتماعي وتأويلاته، ومناقشة النضال النسوي واشكالاته في السياق العربي اليوم”.

واختتمت الندوة بنقاش بين الحضور.

========ج.ع

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى