ما علاقة الشيخوخة بـكوفيد شديد الخطورة؟
يتعرض كبار السن لخطر الإصابة بمرض “كوفيد-19” الشديد منذ بداية انتشار الجائحة عام 2020، ولكن الآليات الأساسية للحالة المميتة لم تكن واضحة دائما.
حتى الآن، ألقى العلماء باللوم على خلل تنظيم الجهاز المناعي والميل “المرتبط بالعمر” نحو تخثر الدم المفرط والانخفاض العام في قوة جهاز المناعة التكيفي (الخلايا التائية والبائية)، لتفسير المخاطر المتزايدة للإصابة بـ”كوفيد-19″ الشديد في الشيخوخة.
وفحص علماء جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، تطور العدوى من خلال دراسة سريرية طولية وكبيرة.
وقال الدكتور هوانغ فان فان، المعد الرئيسي للدراسة: “قيّمنا الشيخوخة فيما يتعلق بالاستجابة المناعية للمضيف في الدم والمجرى الهوائي العلوي، وكذلك في الميكروبيوم الأنفي”.
وأضاف أن جميع الأشخاص في التجربة، بغض النظر عن أعمارهم، تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا.
وعرف فان أن العمر يرتبط بضعف القدرة على التخلص من الفيروس. كما كان المرضى الأكبر سنا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات متزايدة في استجابات الجسم الالتهابية والمناعية.
وعلى عكس المرضى الأصغر سنا، أظهر كبار السن أيضا مسارات مناعية فطرية أكثر نشاطا في الجينات والسيتوكينات المسببة للالتهابات (بروتينات صغيرة تعمل على نقل رسائل الخلية للمساعدة في توجيه الاستجابة المناعية للجسم)، ما يشير إلى أن التقدم في العمر قد يعطل قدرة الجسم على إيقاف الاستجابة الالتهابية. بالإضافة إلى ذلك، كانت المؤشرات الحيوية لشدة المرض، مثل إنترلوكين 6، هي الأكثر تطرفا لدى كبار السن من المرضى.
وأضاف فان: “خلصت دراستنا إلى أن الشيخوخة ترتبط بضعف إزالة الفيروس، وخلل تنظيم الإشارات المناعية، والتنشيط المستمر وربما المرضي للجينات والبروتينات المسببة للالتهابات”، ما يشير إلى أن النتائج الجديدة قد تمهد الطريق لطرائق العلاج التي تستهدف الأشخاص في سن متقدمة على وجه التحديد. وتثير هذه الاختلافات احتمالية أن يستجيب كبار السن المصابون بـ”كوفيد-19″ بشكل مختلف، وربما أكثر إيجابية، للعلاجات المناعية الموجهة ضد بعض السيتوكينات الالتهابية”. (RT)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook