الوكالة الوطنية للإعلام – العريضي من بعلبك في تشييع دريد ياغي: ندعو إلى تطبيق اتفاق الطائف وعدم الدخول في مراهنات خطيرة
وطنية – بعلبك – شيع “الحزب التقدمي الاشتراكي” وأهالي بعلبك والمنطقة، المحامي دريد ياغي، في موكب مهيب وحاشد انطلق من دارته إلى مدافن العائلة، يتقدمه الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط، على رأس وفد ضم رئيس اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي النائب تيمور جنبلاط، والنواب: أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، بلال عبدالله، هادي أبو الحسن، الوزير السابق غازي العريضي، وتوفيق سلطان، وعدد كبير من المشايخ، النائب ينال صلح، النائب السابق عاصم قانصوه، عضو مجلس نقابة المحامين سعد الدين الخطيب ممثلا نقيب المحامين غازي المصري، مالك محمد ياغي ممثلاً قيادة منطقة البقاع في “حزب الله”، وممثلي حركة “أمل” والحزب “السوري القومي الاجتماعي” و”تيار المستقبل” والأحزاب والقوى اللبنانية، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، وفعاليات بلدية واختيارية ونقابية وثقافية واجتماعية.
العريضي
وألقى العريضي كلمة باسم وليد جنبلاط، فقال: “نأتي إلى مدينة الشمس مرافقين الزعيم الوطني الكبير وليد جنبلاط، ورئيس الحزب تيمور جنبلاط، لنودع رمزا من رموزنا الكبار، ومناضلا وطنيا فلسطينيا عربيا التزم طريق المعلم ونور شمسه السياسي والفكري، المناضل الكبير، الإنسان الصادق، الأمين، الملتزم، دافئ اللسان، المحب، المندفع في كل محطات النضال الوطني والعربي، الذي عاش لعقود من الزمن برفقه المعلم الشهيد والرئيس الوليد، وكان نعم الوفي والمخلص والصادق والصابر على الحياة. هكذا عرفنا دريد هذا الرجل الأبي الوفي. من هذه المدينة الكبيرة جئنا لنقول له، هذا الحزب الذي أعطيته عقودا من عمرك، لا يزال هو هو، على ثوابته ومبادئه وتعاليمه والتزاماته، الحزب الذي قدمت له الكثير، تتوالى الأجيال فيسلم كل جيل الأمانة إلى جيل جديد، وتبقى الأمانة أمينة في يد الأجيال الجديدة التي تتوارث في هذه المدرسة القيم والنضال، وتستفيد من تجارب الكبار الذين سبقوها. هكذا نحن في الحزب كنا وسنبقى أوفياء، وعشنا الوفاء معك والوفاء منك يا دريد لهذا الحزب ولكل رفاقك ورفيقاتك ولكل انصارك”.
وأضاف: “عندما أتحدث عن الثوابت، أبدأ بفلسطين الأمانة، فلسطين التي عشت قضيتها، وكنت مجاهدا من أجلها، وحاولت أن تدخل إليها من غور الأردن مع مقاتلين مناضلين مقاومين، يوم لم يكن ثمة مقاومة ونضال، كما هي الحال اليوم، وكانت الإمكانات ضعيفة، اندفعت وذهبت مع رفاق تحمل السلاح، في محاوله الدخول إلى فلسطين، التزاما منك بقضيتها”.
وتابع: “فلسطين اليوم هي القضية والعنوان، كانت وستبقى قبلتنا، وها هو زعيمنا ورمزنا وقائدنا انطلق بعد وقت قصير من عملية طوفان الأقصى، وكان السباق على مستوى كل هذه المنطقة، يوم قال نعم لفلسطين، نعم لشعبها ولمقاومتها في وجه الاحتلال الإسرائيلي. إن فلسطين أمانة وستبقى أمانة كما اردت أنت يا دريد، وكما ناضل كثيرون في الحزب إلى جانب كمال جنبلاط الذي حمى ثورتها وشعبها وقضيتها وحق ابنائها في اقامة دولتها المستقلة على أرضهم، هذه هي أولى الأمانات، أما الجنوب الذي أوصى به المعلم الشهيد على مدى عقود من الزمن الحكومات اللبنانية لدعم أبنائه وتعزيز صموده وبناء مقومات الصمود، المدارس والمستوصفات والملاجئ، هذا الجنوب كان أمانتنا وهو اليوم أمانتنا، ونحن على الأمانة أوفياء، هذا هو موقفنا في وجه الاحتلال الإسرائيلي والعدوان المفتوح على لبنان منذ 1948 حتى الآن. ولذلك مرة جديدة، ونحن نحمل الأمانتين، نقف في الجانب الصح من التاريخ، لنقول نعم لشعب فلسطين في نضاله ضد إسرائيل، ونحن مع أبناء الجنوب في جهادهم وصبرهم وصمودهم في مواجهه هذا الاحتلال الذي لا يستهدف منطقة فحسب، إنما كانت ولا تزال النوايا تستهدف كل لبنان”.
وقال: “كنت يا دريد أبرز أحد أبرز المناضلين دفاعا عن الوحده الوطنية اللبنانية في وجه مشروع التقسيم والتفتيت والإنعزال والإنغلاق”.
وأوضح “نحن اليوم نتقدم من باب الواجب من أجل إطلاق مبادرات ومحاولات، نطرح الصوت، نقول الأفكار بكل هدوء وشجاعة، ليس مسايرة لهذا الفريق او ذاك، إنما انطلاقا من معرفتنا بتاريخ لبنان ومعادلاته وتوازناته، وكيفية التعاطي بعد كل التجارب التي مررنا بها، من هنا كنا أول المبادرين قبل حصول الشغور الرئاسي، إلى محاوله التفاهم مع الشركاء في البلد من أجل الاتفاق على رئيس الجمهورية، نتفادى الشعور ونعيد بناء المؤسسات. وبعد الشغور استمرت المحاولات، ولا تزال مستمرة حتى اليوم، العنوان والهدف حماية لبنان، وحماية الكيان، في ظل ما يجري في المحيط بما يهدد كل كيانات المنطقة. هذه هي المسؤولية الوطنية اللبنانية، بعيدا عن الخطابات الشعبوية والعبثية، وعن الكراهية والعنصرية والدعوات إلى تفتيت وتقسيم وفدرالية، هذا هو موقعنا، وهذه هي أمانتنا الثابتة”.
واعلن العريضي: “نلتزم باتفاق الطائف، ندعو الى تطبيقه ثم إلى تطويره، عوض الدخول في مراهنات خطيرة جدا، لن يحصد منها أصحابها إلا الخيبات والصدمات، لكن سيدفع لبنان الثمن الكبير بنتيجتها”.
وتطرق إلى ملف النزوح السوري، معتبرا أن “ثمة عبء في لبنان هو النزوح السوري، اجتمعنا حول مناقشته في المجلس النيابي، في الحكومة. نحن منذ البداية كان لنا موقف ولا يزال، المسالة لا تعالج بالعنصرية أو بالتطرف أو بالحقد، ثمة مشكلة معقدة متشابكة، نحن مدعوون إلى الذهاب إلى موقف وطني لبناني موحد، على قاعدته نناقش الدول المعنية، ونناقش الدولة السورية، رغم موقفنا الثابت من النظام، ولكن لا بد من معالجة هذه المشكلة والحوار مع الدولة السورية. هذا الأمر اذا تعاملنا معه بهذه الروحية يمكن ان نصل إلى نتيجة واقعية مقبولة تعالج شيئا من المشكلة الكبيرة، التي هي أكبر من لبنان، أما الدخول في متاهات ودعوات العنصرية والفوضى والشعبوية، فهذا أمر خطير لن يؤدي إلا إلى تعميم الفوضى”.
وأردف: “يا دريد ثمة كثير من الكلام حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنقابية والمطلبية على كل المستويات، وأنت كنت في طليعة كل التحركات والمظاهرات، ما أقوله لك، ثق تماما، هذا الحزب سيبقى قويا متماسكا قائدا رائدا لكل التحركات الوطنية الشعبية والمطلبية، التي لا تميز بالهدف بين مواطن وآخر، ومنطقة وأخرى، هذا هو تاريخ الحزب، ونحن ثابتون على هذا التاريخ، وعلى هذه المبادئ، لذلك كل الهيئات الحزبية مستنفرة بهذا الاتجاه، تحت العناوين التي ذكرت”.
وختم العريضي: “يا رفيق دريد، ونحن نودعك نقول لك، باسم الزعيم الوطني الكبير وليد جنبلاط ورئيس الحزب تيمور جنبلاط وكل الرفيقات والرفاق والأنصار في كل المناطق اللبنانية، وقد جاء كثيرون منهم من عدد كبير من المناطق ليودعوك، نقول لك لن ننسى وفاءك وعطاءك ومحبتك، ودماثة أخلاقك ولطفك، وحضورك المحبب بين الجميع، سنبقى أوفياء لك، لكل من سبقك، للرسالة، للثوابت، للمبادئ، السلام عليك والرحمه لك”.
ياغي
وألقى شقيق الفقيد، المحامي ناجي ياغي كلمة العائلة، متوجها بالشكر لكل المواسين “ولكل من شرفنا بقدومه إلى هذه الدار”، ومذكرا بما قاله الراحل في يوم استشهاد كمال جنبلاط: “عظيم يوم أنجبك الوجود، وأعظم منه فقدك يا شهيد، ملأت الكون إيمانا ونبلاً، وعزاً زانه الرأي السديد، لو انك تُفتدى كنت المفدى، بأرواح وأموال نجود، سنبقى والوليد هواة حزب، وحول الحزب تزدحم الوفود”.
========
مصدر الخبر
للمزيد Facebook