آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – كرامه: لماذا نخاف من الحوار ولماذا نهرب منه؟

وطنية – اقام “معهد الدعوة والاصلاح لتعليم القران الكريم والعلوم الشرعية”، حفل نهاية العام الدراسي 2023 2024 برعاية النائب فيصل كرامه، وفي حضور النائب طه ناجي وماجد عيد ممثلا النائب اشرف ريفي، وسامي رضا ممثلا النائب كريم كباره، والرئيس الاسبق للمحاكم الشرعيه السنية العليا الشيخ ناصر الصالح، ورئيس الرابطة الثقافية رامز الفري، ورئيس  اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال شادي السيد، ونائب رئيس اتحاد النقل البري للترانزيت في الداخل والخارج محمد الخير، وحشد من الفعاليات الطرابلسية واهالي الطلاب.

الحزوري

القى رئيس الجمعية ورئيس المعهد محمد الحزوري كلمة نوه فيها بالطلاب الذين شاركوا في دورات التعليم الديني والفقهي والشرعي…

كرامي

النائب كرامي ألقى كلمة قال فيها: “… يسعدني ان اكون معكم في هذا الحفل الذي يقيمه معهد الدعوة والاصلاح لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية، لتخريج الدفعة الاولى من الطلاب والطالبات الذين تلقوا علوم الشريعة وحفظوا القرآن الكريم، وحسبكم جميعاً ان يصُحَ عليكم قول نبيّنا محمد صلّ الله عليه وسلم “خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه”.

أضاف: “من الضروري في البداية ان اتوجه الى القيّمين على هذا المعهد لابارك لهم حسن التفكير وحسن التدبير، وهم قد أحيوا بهذه الخطوة تقليداً لطالما فاخرت به طرابلس عبر العصور يوم كانت المدينة التي تعجّ بالمدارس الدينية والشرعية حتى استحقت لقب مدينة العلم والعلماء”.

وتابع: “أقول في هذا الصدد، ان تربية النشئ على حفظ آيات القرآن الكريم هو تحصين ديني واجتماعي وخلقي للاجيال الجديدة، واننا كلما اقتربنا من ديننا ابتعدنا عن التطرف وأدركنا جوهر القيم التي تنادي بالتسامح والمحبة والصدق والعيش مع الآخر وتقبَل الرأي المختلف والأخذ من حضارات العالم ما يناسب مجتمعنا وترك ما يتعارض مع اخلاقنا وقيمنا، ولا ابالغ اذا قلت ان خلاص لبنان من الكراهيات المذهبية والطائفية يبدأ حكماً من تربية اجيال جديدة عل المفاهيم السوّية للأديان، لان الرسالات السماوية كلها تدحض الكراهية وتحصّن العيش الواحد لا سيما في وطن قائم الي التنوع وعلى مفهوم الانصهار الوطني بين المجموعات والثقافات”…

وقال: “أتوجّه الى خرّيجي هذا العام لابارك لهم ايضاً، وابارك عبرهم الى ذويهم وعائلاتهم، واقول لهم جميعاً انكم فضلاً عن الثواب والاجر، فإنما انتم تكتسبون مناعة اخلاقية ووطنية لا يمكن ان تتأمن لاحد الا عبر صحيح الدين وعبر الفهم السويّ لتعاليم الاديان. ونحن احوج ما نكون في مجتمعنا لهذه المناعة لاننا ذهبنا بعيداً للاسف في تظهير عناصر الاختلاف فيما بيننا واهمال عناصر التوافق والتلاقي وما اكثرها”.

واردف: “يُخطئ من يعتقد ان الاقتراب من الدين يؤدي الى الابتعاد عن العصر، ويُخطئ من يتهم طرابلس بأنها مجتمع قديم منغلق عنوانه التزمّت والتعصَب. من واحبي هنا ان اوضح لكل هؤلاء المضلَلين والمضلِلين ان الحفاظ على خصوصيات دقيقة في المجتمع اسمه الوحيد الاصالة، والاصالة هي شرط من شروط الامان الاجتماعي، ومواكبة العصر والافكار العصرية لا تعني ابدا ان نخون اصالتنا وان نعرّض امننا الاجتماعي لاختلالات غير محمودة”.

تابع : “إن طرابلس خلافا لكل ما يقوله اصحاب نظريات التقدّم والتطوّر هي مدينة سائرة باذن الله نحو التلاقي الحضاري مع العصر رغم الظلم الذي لحق بها، ورغم غياب البرامج والمشاريع الحكومية الى التنمية الاجتماعية، وذلك بجهود ابنائها الذين لم يكفوا يوماً عن الايمان بان مدينتهم ليست فقط العاصمة الثانية للبنان وانما هي عاصمة ثقافية وسياحية لديها قيمها وتقاليدها اخلاقها وخصوصياتها، ويجمع علماء الاجتماع على قاعدة علمية مفادها ان مخالفة الاجماع الاجتماعي امر غير آمن. ومن البديهي القول هنا ان من يريد المخالفة عليه ان يستتر عملا بالقاعدة الشرعية التي تقول “اذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا”.

واستطرد: “أقول هنا لكل الذين يطلبون من طرابلس ان تخون اصالتها لا تحاولوا ان تلصقوا بهذه المدينة ما لا يشبهها ولا تخرجوا علينا بنظريات فوقية لا تدركون مدى خطورتها، بل ندعوكم تحتضنوا هذه المدينة لنعمل جميعاً على انقاذها من اكبر عدويين للانسان الفقر والجهل”.

وقال: “لنا في طوفان الاقصى المبارك خيرَ مثالٍ عمّا يمكن ان يصنعه الايمان من تحديات تعيد فرض حقائق جديدة على العالم اجمع. الحقيقة الاولى هي ان الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في ارضه لا يمكن ان يضيع بوجود هذا الشعب الجبّار الذي لا يمكن ان ينكسر، بل هو شعب اقتحم الوجدان العالمي لشعوب الارض.

الحقيقة الثانية هي اننا كمسلمين لسنا بوارد التفريط بمقدساتنا وفي مقدمها القدس الشريف والاقصى المبارك، فضلاً عن المقدسات المسيحية وفي مقدمها كنيسة المهد في بيت لحم، وكنيسة القيامة في القدس.

الحقيقة الثالثة هي ان ارادة الشعوب وتضحيات المؤمنين بحقهم تستطيع ان تهزم اعتى الجيوش.

الحقيقة الرابعة هي اننا ومن صلب ديننا نستطيع ان نعطي دروساً للعالم في كيفية معاملة الاسرى وفي كيفية خوض المفاوضات بصلابة وبدون تنازلات.

الحقيقة الخامسة هي اننا اهل صدق لا نكذب ولا نضلل، وكلكم تعرفون ان العالم يصدّق بيانات المجاهد ابو عبيدة اكثر ما يصدق بيانات جيش العدو.

ما اردت قوله ايها الاحبة هو ان يمتلك قيمنا انما يمتلك كنوزاً محصّنة بالوعي والايمان وان هذا كفيل بان نقلب كل المعادلات ايضاً”…

إلى ذلك قال كرامه: “ان ما يحصل هناك في ارض فلسطين هو بمثابة التحدّي الاكبر، والسؤال ما الذي يمنعنا عن مواجهة التحدي الاصغر في وطننا المنكوب والمنهار، واقصد بهذا التحدي الاصغر هو مجرد انتخاب رئيس جديد للجمهورية كمقدمة لاعادة الانتظام السياسي والدستوري لهذا البلد. لماذا نخاف من الحوار ولماذا نهرب من الحوار؟ علماً اننا بلد الحوار الدائم والمستمر، واني مجدداً اناشد كل الاطراف في لبنان ان نذهب الى حوار سريع ينتج عنه توافق وطني يحمي لبنان في هذه المفترقات المصيرية”.

توزيع الشهادات

وفي ختام الحفل شارك النائب كرامي بتوزيع الشهادات على طلاب المعهد.

 

=======


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى