آخر الأخبارأخبار محلية

ماذا وراء دعوة فرنجيّة لانتخاب الرئيس القويّ؟

أثارت دعوة رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة، لرئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل، لانتخاب “المرشّح المسيحيّ الأقوى” لرئاسة الجمهوريّة، الجدل بين أوساط ميرنا الشالوحي ومعراب، وخصوصاً وأنّ “لبنان القويّ” يعتبر أنّ تكتّله يُمثّل أكبر عدد من المسيحيين، نيابيّاً وشعبيّاً، بينما تُؤكّد “الجمهوريّة القويّة، أنّ الأغلبيّة المسيحيّة أصبحت داعمة لـ”القوّات اللبنانيّة”.

Advertisement










 
وأعادت دعوة فرنجيّة طرح موضوع إمكانيّة وصول أيّ “رئيس قويّ” إلى سدّة بعبدا، بعدما كانت تجربة الرئيس ميشال عون فاشلة، من حيث التجاذب السياسيّ وعدم إنجاز الإصلاحات. فبالنسبة لسمير جعجع، يُشير مراقبون سياسيّون إلى أنّه الأحقّ بالترشّح من بين الأسماء المسيحيّة التي تُمثّل الصفّ المسيحيّ الأوّل، لأنّ شعبيّة حزبه زادت في الإنتخابات النيابيّة الأخيرة، بينما باسيل كَسِبَ مقاعد عديدة بسبب أصوات الشيعة وغيرهم.
 
ويتحدّث المراقبون عن الكثير من العراقيل التي تعترض وصول جعجع إلى بعبدا، ولعلّ أبرزها أنّه لا يختلف كثيراً عن الخطّ السياسيّ الذي يتّبعه رئيس “حركة الإستقلال” ميشال معوّض. فترشيح الأخير لم ينجح، وقد اعتبره الكثيرون أنّه مستفزّ، وعلى رأسهم كتلة “اللقاء الديمقراطيّ” التي تراجعت عن دعمه، وباتت تُحبّذ إنتخاب شخصيّة وسطيّة، من خلال إجراء حوار وطنيّ.
 
وفي هذا السياق، تقول أوساط نيابيّة، إنّ الأصوات التي قد يحصل عليها جعجع قد لا تتخطّى تلك التي كان يحظى بها معوّض، لأنّ هناك نواباً من المعارضة، وخصوصاً من “التغييريين” أو المستقلّين، وأيضاً من الحزب “التقدميّ الإشتراكيّ”، ليسوا مع السير بمرشّحٍ “سياديّ” ومعارض لـ”حزب الله” إلى هذه الدرجة.
 
وتُتابع الأوساط النيابيّة، أنّ هناك غياباً للتأييد الجامع لجعجع، لأنّه على خلاف كبيرٍ مع “الثنائيّ الشيعيّ”، وفي الوقت عينه، مرّت علاقته مع تيّار “المستقبل” بأوقات متوتّرة، وربما لا تزال، مع إستمرار الفراق بينه وبين النواب السنّة، باستثناء من يعادون “حزب الله” وسلاحه، مثل أشرف ريفي وفؤاد مخزومي.
 
أمّا بالنسبة لباسيل، فإنّ ظروف إنتخابه قد تكون أسوأ من جعجع، بسبب إجماع الأكثريّة الساحقة من النواب، على أنّ “عهد” ميشال عون لم يكن بحسب التوقّعات، على الصعد السياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة. ويقول المراقبون في هذا الإطار، إنّ كلّ هذه العقبات التي تحول دون إنتخاب جعجع وباسيل، هي التي دفعتهما إلى عدم الترشّح.
 
وبالعودة إلى ما أدلى به فرنجيّة، يلفت المراقبون إلى أنّ رئيس “المردة” نجح مرّة جديدة في التصويب على الخلاف بين معراب وميرنا الشالوحي، وعلى الخصومة بينهما، والتي تتخطّى السياسة. ويرى المراقبون أنّ فرنجيّة صوّر نفسه أنّه المرشّح المسيحيّ الوحيد، الذي يُمكنه نيل أكبر عددٍ من الأصوات، والذي تدعمه أغلبيّة النواب، بانتظار التوافق عليه عبر الحوار.
 
ويُذكّر المراقبون أنّ فرنجيّة حصل على أكثر من 50 صوتاً في آخر جلسة إنتخاب، وهذا الرقم يصعب على جعجع أو باسيل حصده. ويُشير المراقبون إلى أنّ هناك تريّثاً لدى بعض الكتل في التصويت لرئيس “المردة”، ولو كان موقف المملكة العربيّة السعوديّة واضحاً منذ البداية، لكان توجّه النواب السنّة إلى الإقتراع لمرشّح “الثنائيّ الشيعيّ”، إضافة إلى “اللقاء الديمقراطيّ”.
 
ويقول المراقبون إنّ ما يُفرّمل الإنتخابات الرئاسيّة هو ما يجري في غزة، وفي جنوب لبنان، ويُشدّدون على أنّ التسويّة التي لا يزال يُعمل عليها، ستكون من مصلحة “حزب الله” ومشروعه، وبالتأكيد سترفع من حظوظ فرنجيّة، رغم قول حارة حريك إنّ الحرب ليست مرتبطة بالملفّ الرئاسيّ.
 
ويختم المراقبون قولهم، إنّ فرنجيّة كشف للمسيحيين أنّ “الأقوى تمثيلاً” ليس بالضرورة الأوفر حظّاً، وإنّما من لديه علاقات جيّدة مع الجميع من دون إستثناء، ومن تجاوز الحرب، وكان عراباً للعديد من المصالحات، وخصوصاً في الشارع المسيحيّ، هو وحده القادر على توحيد اللبنانيين وليس فقط المسيحيين، في موقع رئاسة الجمهوريّة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى