الوكالة الوطنية للإعلام – البناء: بلينكن من تهديد حماس لقبول الصفقة إلى عقلانية التعامل مع ردّ المقاومة بانفتاح اغتيال القيادي في المقاومة طالب عبدالله يرتب رداً نارياً نوعياً يشعل جبهة الشمال صفي الدين: إذا كان العدو يئنّ ويصرخ الآن فإنّ عليه الاستعداد للبكاء والعويل
وطنية – كتبت صحيفة “البناء”: فرضت المقاومة على العنجهية الأميركية الرضوخ للواقعية، والنزول عن شجرة لغة التهديد وفق معادلات وزير خارجيتها أنتوني بلينكن بمخاطبة حركة حماس طوال عشرة أيام بلغة التهديد لقبول الصفقة المفخخة التي عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن، لتحل مكانها لغة العقلانية والواقعية بالحديث عن نقاط قابلة للبحث ونقاط غير مقبولة في رد قوى المقاومة على مشروع الصفقة، والتأكيد على التشاور مع الوسيطين القطري والمصري لمواصلة جهود الوساطة سعيا الى التوصل لاتفاق، فسقطت الخطة التي قامت عليها مبادرة بايدن، بدعوة المقاومة لقبول نص خطي لا يتضمن التزاما بإنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال الكامل، مقابل كلام شفهي للرئيس بايدن عن أن الاتفاق سوف يحقق هذين الهدفين، برهان أن حماس سوف تقول لا للصفقة وتتحمل مسؤولية استمرار الحرب، رغم عدم إعلان الكيان أي موقف يؤكد صدق الكلام الأميركي عن موافقة حكومة بنيامين نتنياهو على مبادرة بايدن، وبعدما أحسنت المقاومة الصمود والتعامل بذكاء المقاومة مع الذكاء الاصطناعي الذي يقف وراء مبادرة بايدن، تقدم قرار مجلس الأمن الدولي كنص واضح أكثر شمولية من مبادرة بايدن، ليمثل للمقاومة وثيقة دولية يمكن الاستناد إليها في مقاربة ملف التفاوض، والخروج من دائرة الضغوط لتحميلها مسؤولية فشل مساعي الحل واستمرار الحرب، وهكذا تم رد الاعتبار لمسار التفاوض مع وجود نص يرجح كفة مطالب المقاومة يمثله قرار مجلس الأمن الدولي.
على جبهة لبنان تصعيد غير مسبوق مع اغتيال قوات الاحتلال لقيادي في المقاومة طالب عبدالله وثلاثة من رفاقه في الغارة التي استهدفت منزلا في بلدة جويا في قضاء صور، وردود متواصلة للمقاومة بإطلاق عشرات الطائرات المسيرة وأكثر من 170 صاروخا كما قالت وسائل إعلام الكيان، في أعلى رقم من الإطلاقات يسجل في يوم واحد، واستهدفت صواريخ المقاومة مواقع حيوية في شمال فلسطين المحتلة وصولا الى الجولان المحتل، منها مصنع ضخم لصناعة الأسلحة والمعدات العسكرية، وفي تشييع الشهيد طالب عبدالله قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، إن «العدو ما زال على حماقته ولم يتعلم من كل التجارب التي مضت»، مشيرًا إلى أنّ «التجربة أثبتت أنه كلما استشهد منّا قائد ازدادت المقاومة قوّة وعزمًا في الميدان». ولفت إلى أنّه «إذا كانت رسالة العدو من شهادة أبو طالب النيل من عزيمتنا في إسناد غزة، فإنّ جوابنا القطعي والحتمي بعد هذه الدماء الزاكية أننا سنزيد من عملياتنا شدّة وبأساً وكماً ونوعاً»، وقال: «سيرى هذا العدو من هم أبناء المقاومة الإسلامية في لبنان». وذكر صفي الدين، أنّه «إذا كان العدو يصرخ ويئن مما أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل».
ورفع اغتيال القيادي في حزب الله الشهيد طالب سامي عبد الله «أبي طالب» وتيرة التوتر على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة في ظل تصاعد شدة العمليات العسكرية بين الحزب وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في ظل مخاوف تسيطر على الكيان من ردة فعل المقاومة التي ستأتي على دفعات ومتعددة الأشكال وفق ما أشارت مصادر معنية لـ»البناء» والتي أكدت بأن محاولة العدو دفع المقاومة للتراجع عن موقفها وعملياتها الإسنادية لغزة لن تنجح، ولا سعيه لتسجيل إنجازات ميدانية وهمية، مشددة على أن المقاومة مستمرة في عملياتها حتى توقف العدوان على غزة وعلى العدو أن ينتظر مفاجآت جديدة أشد قسوة مما شاهده حتى الآن، وأي تصعيد سيقابل بتصعيد مقابل. ما قد يفتح الباب على احتمالات تصعيد مضاعف بحال ارتكبت قيادة الإحتلال حماقة ما.
وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن «الحدث الذي قد يقلب الطاولة في الشمال هو عملية اغتيال القيادي في حزب الله طالب سامي عبدالله «أبو طالب»، ولفتت الى أن «عملية الاغتيال هي الأكثر دراماتيكية، منذ بداية الحرب وأن رد حزب الله قوي وسيستمر في الساعات المقبلة».
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، عن سماع «دوي انفجارات متتالية بسبب الاعتراضات الصاروخية في مناطق واسعة بالجليل الأعلى والأدنى». كما افادت إذاعة جيش الإحتلال، بأن «هذه المرة الأولى التي تدوي فيها صفارات الإنذار في طبريا منذ تشرين الاول الماضي». واشارت وسائل إعلام عربية الى «إطلاق 50 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه إصبع الجليل والجليل الأعلى».كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن «الجيش لا يستبعد إمكانية أن يوجّه حزب الله أسراباً من المسيّرات في مواجهة موسّعة باتجاه أهداف قيمة في عمق «إسرائيل»».
وأعلن حزب الله في بيان، أنّه «وفي إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مصنع »بلاسان» للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الاليات والمركبات لصالح جيش العدو في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة وأصابها إصابة مباشرة». ايضا قصف مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا». واعلن انه استهدف «التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة». واعلن «اننا استهدفنا تحركاً لجنود العدو داخل موقع المالكية بقذائف المدفعية وحققنا إصابة مباشرة». وفي السياق ذاته اعلن انه قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها في «عميعاد» بعشرات صواريخ الكاتيوشا». كما أفاد الحزب في بيان، أنه «وفي إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية». واستهدف «موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية». وكذلك موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية».
وتصدّت وحدة الدفاع الجوي في المقاومة لطائرة حربية صهيونية انتهكت الأجواء اللبنانية، وأطلقت باتجاهها صاروخ أرض جو، مما أجبرها على التراجع باتجاه فلسطين المحتلة ومغادرة الأجواء اللبنانية على الفور.
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أنه «كلما استشهد قائد ازدادت المقاومة قوة وعزمًا وبأسًا في الميدان».
وفي كلمة له خلال مراسم تشييع الشهيد القائد طالب سامي عبد الله «أبي طالب» في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، شدد صفي الدين على «أننا نودع اليوم قائدًا شهيدًا وأخًا عزيزًا جاهد في الله حق الجهاد إلى أن اختاره الله واصطفاه».
ورأى السيد صفي الدين أن العدو ما زال على حماقته وغيّه، ولم يتعلم من كل التجارب التي مضت، حين يعتقد بأن شهادة القادة سيضعف المقاومة، مشددًا على أنه إذا كانت نية الاحتلال من الاغتيالات النيل من عزيمتنا لثنينا عن نصرة المظلومين فالرد أننا سنزيد عملياتنا شدة وبأسًا.
وقال السيد صفي الدين: «إذا كان العدو يصرخ ويئنّ ممّا أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل».
وكان حزب الله وجمهور المقاومة شيّع، الشهيد القائد طالب سامي عبد الله (الحاج أبو طالب)، في عدشيت في جنوب لبنان، وذلك في حضور شعبي وعلمائي حاشد.
في المقابل شن طيران العدو غارات متتالية على اطراف عدد من القرى والبلدات في القطاع الغربي من قضاء صور. كما استهدف قصف مدفعي وفوسفوري شرق بلدة العديسة. وأغار الطيران الحربي على المنطقة بين دير سريان والطيبة وسجل قصف فوسفوري على بلدة العديسة. كما أغارت مسيرة على أطراف بلدة مركبا – خلة مكنة. وافيد عن إصابة مسعف من «الهيئة الصحية الإسلامية» ونجاة فريق من «كشافة الرسالة الإسلامية» خلال قصف ساحة مركبا.
على الصعيد الدبلوماسي، لفتت أوساط دبلوماسية لـ»البناء» الى أن «حراكاً دبلوماسياً مكثفاً يجري بعيداً عن الأضواء للجم التوتر على الجبهة الجنوبية، ووزير الخارجية الأميركي خلال زيارته الى المنطقة بذل جهوداً في هذا الإطار اضافة الى مستشار الرئيس الأميركي اموس هوكشتاين، كما جرى التطرق الى هذه النقطة في لقاء القمة بين الرئيسين الأميركي والفرنسي، وهناك توافق دولي حول منع تدهور الأوضاع في الجنوب وتطويق أي احتمال لحرب موسعة بين حزب الله وإسرائيل». مرجحة أن تبقى المواجهات ضمن الحدود وقواعد الاشتباك الراهنة حتى التوصل الى وقف الحرب في غزة وانسحابها على الجبهة الجنوبية.
وفي السياق، عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ديبلوماسية في السراي اليوم تناولت الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة والجهود المبذولة لوقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان. وفي هذا الاطار، عقد اجتماعا موسعا مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي خصص الاجتماع للتشاور في المستجدات الامنية في الجنوب وانعكاس الحرب في غزة على الاستقرار في لبنان، وجرى التطرق الى موضوع الإصلاحات الاقتصادية والإدارية في لبنان. وابدى السفراء استعدادهم لمساعدة لبنان في هذا الاطار، كذلك تم البحث في ملف النازحين السوريين وانعكاساته على الوضع اللبناني برمته.
على صعيد الاستحقاق الرئاسي، وفي إطار حراكه الرئاسي المتجدد، زار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط، في كليمنصو. وكتلة الإعتدال الوطني في مكتب النائب نبيل بدر في الصنائع. كما التقي وفد من نواب التيار الوطني الحر النواب الياس جرادة، سينتيا زرازير، عبد الرحمن البرزي، أسامة سعد، شربل مسعد، حليمة قعقور، في مكتب النائب جرادة.
وأفيد أن «الاشتراكي سيلتقي برّي وميقاتي الأسبوع المقبل بعد عيد الاضحى والاشتراكي يعمل على تزامن الدعوة الى الجلسة مع التشاور».
إلا أن مصادر أكثر من كتلة نيابية لفتت لـ»البناء» الى أن «مروحة الحوارات والمبادرات لم تغير في مواقف الأطراف حتى الآن، ولم تحرز تقدماً ملحوظاً، وبالتالي ليست سوى مضيعة للوقت حتى تنضج التسوية الخارجية». واتهمت مصادر نيابية في فريق 8 آذار حزب «القوات اللبنانية» بتعطيل الاستحقاق الرئاسي بناء على توجيهات خارجية أميركية – سعودية تحديداً من خلال تعطيل الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بذريعة أن الحوار يشكل سابقة ومخالفة للدستور علماً أن «القوات» سبق وشاركت في أكثر من حوار برئاسة الرئيس بري والرئيس ميشال سليمان والرئيس ميشال عون، فهل كانت تخالف الدستور حينها؟ ولفتت المصادر الى أنه وفور إزالة الفيتو الأميركي عن الاستحقاق الرئاسي سيتغير موقف القوات كما تغير موقفها في السابق عندما رفضت وصول الرئيس عون الى بعبدا ثم عادت وعقدت تسوية معه وانتخبته في مجلس النواب.
الى ذلك، أشار سفير روسيا الكسندر روداكوف خلال حفل استقبال لمناسبة العيد الوطني الروسي، في فندق فينيسيا، الى «ان روسيا الحديثة تتحرك بثقة وديناميكية على طريق التنمية. وفي نهاية العام الماضي، حصلنا على المركز الأول من حيث الناتج المحلي الإجمالي بين الدول الأوروبية والرابع على مستوى العالم. وتوقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي للعام الحالي تصل إلى 3.5%. معدل البطالة وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية، حيث يشكّل 2.6 %. تقليديا تلعب روسيا دوراً خاصا في تاريخ العالم. 48 دولة في أفريقيا، 17 دولة في أوروبا، 11 دولة في آسيا – في المجموع أكثر من ثلث دول العالم – شكّلت دولتها أو حصلت على استقلالها بفضل روسيا».
ولفت الى ان «لقد ساهمت روسيا بنشاط في عملية إنهاء الاستعمار، فمنذ منتصف القرن الماضي، حصل حوالي ثلث سكان العالم على الاستقلال في أكثر من 80 مستعمرة، وتبقى روسيا في طليعة الكفاح ضد مخلفات الاستعمار وأشكاله الحديثة.تاريخياً، تتولى روسيا حماية السلام والأمن العالميين، على مدى القرنين الماضيين، منحنا الحرية مرتين لأغلب البلدان الأوروبية، وخلصنا الكوكب من الجشع المفرط للقتلة الذين ولدتهم أوروبا ذاتها، والذين كانوا يهدفون إلى استعباد وتدمير البشرية جمعاء.وفي حين كانت روسيا تدافع عن المبادئ العالمية، فإنها كثيراً ما ضحت بمصالحها الخاصة ودفعت في كثير من الأحيان ثمناً باهظاً من حياة أبنائها وبناتها. وأقامت علاقاتها بسهولة مع الدول المحررة. وفي هذا العام، تصل العلاقات الدبلوماسية الروسية اللبنانية إلى الذكرى الثمانين لتأسيسها. وها نحن دائما على استعداد لمد يد العون لأصدقائنا اللبنانيين».
ورأى أن «روسيا ساهمت بشكل حاسم في هزيمة داعش، الأمر الذي منع الإرهابيين بشكل أساسي من السيطرة على دول أخرى في المنطقة، كما قدمَت المساعدة لضحايا الحروب والكوارث إن كانت طبيعية أو من صنع الانسان، كما قدمنا المساعدة في التعليم والتنمية وحل مشاكل اللاجئين والفقر والمرض والتغلب على التحديات العالمية الأخرى».
=====
مصدر الخبر
للمزيد Facebook