تفاؤل رئاسي مرهون بمصير غزة.. ووعدٌ قطري بالإعمار
وكتبت غادة حلاوي في”نداء الوطن”: رغم انفتاحه على العلاقة مع فرنسا، إلّا أنّ «حزب الله» أبدى انزعاجه من مسعى لودريان واسلوب حديثه. أظهرت التطورات المتصلة بالوضع جنوباً أن كل مسعى رئاسي لن يكتب له النجاح حالياً، ما دامت جبهة الجنوب على سخونتها. تؤكد مصادر مطلعة على موقف «حزب الله» أنّ كل الساعين رئاسياً سلّموا بارتباط تلقائي بين انتخابات الرئاسة ومصير الحرب في غزة، وبالتالي جبهة الجنوب. ولمس «حزب الله» تسليماً أميركياً بهذا الواقع، ويتعامل رئيس مجلس النواب نبيه بري على أساسه. ولهذا يمكن تفسير البرودة في التعامل مع لودريان الذي حضر ناصحاً، وغادر محذراً، فلا نفعت هذه ولا تلك خلّفت أثراً.
يتجاوب «الثنائي» مع المبادرات الداخلية سواء تلك التي أطلقها الاشتراكي، وكان هدفها فتح أبواب الحوار، أو التي يعمل عليها «التيار الوطني الحر» ورئيسه جبران باسيل. يطمح الأخير إلى تحقيق تلاقٍ مع الإشتراكي وبعض الساعين رئاسياً إلى تشكيل نواة تكتل يدفع بالحوار إلى الأمام ويحقق حضوراً على مستوى جلسات البرلمان. مثل هذه الخطوة قد تكون تمهيداً للمسعى القطري الأخير الذي يريد اطلاق عجلة البحث الرئاسي أو تلتقي به. أرسل القطري عبر موفدين رسائل تطمينية ووعداً بأنّ قطر ستتولى المساهمة في إعادة إعمار ما خلّفته الاعتداءات الاسرائيلية في القرى والبلدات الجنوبية. ولأول مرة تبدي مصادر سياسية تفاؤلاً بالمسعى القطري المتجدد، وإن كانت تتحفظ عن ذكر تفاصيل ما يتم بحثه. مصادر أخرى غمزت من قناة محاولة قطر بمعزل عن «الخماسية» وتحدثت عن خلافات يمكن تلمّسها بين قطر والسعودية، جمّدت اجتماعات اللجنة الخماسية.
في نظر «حزب الله» إنّ كل المبادرات الرئاسية بما فيها القطرية محاولات لتقطيع الوقت، ريثما تنجح مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو هي تحضير لما بعد غزة. فإن انتهت الحرب عاد الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ليطرح أوراق التفاوض على الحدود والرئاسة، وإن استمرت فالعين على جبهة الجنوب الساخنة بوتيرتها العالية بدليل نوعية المواجهة المستجدة من قبل «حزب الله» الذي بدأ يتصدى للطائرات الحربية بالمضادات، ثم كثّف مسيراته في إتجاه الداخل الاسرائيلي ورفع مستوى عملياته رداً على العدوان الاسرائيلي، وكان آخرها أمس إسقاط مسيّرة إسرائيلية من طراز هيرمز 900.
انتهت زيارة لودريان إلى الفشل، ولم يعد مجدياً الحديث عن انتخابات على صفيح الجنوب الساخن. فالمواجهة وإن لم تكن حرباً واسعة فهي مواجهة ساخنة من شأنها أن تحدد وجهة التطورات في المنطقة، وعلى هذا الأساس يتعامل «حزب الله».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook