صمت بايدن .. خطر كبير ورهان على الملف الرئاسي اللبناني؟!
Advertisement
ومن جهة اخرى، فان الملف الرئاسي اللبناني بدوره لم يحظ بحيز واسع من الاهتمام الفرنسي – الاميركي ، وربما في ذلك ايجابية ايضاً او ربما مؤشراً واضحاً على عدم ربط الملف الرئاسي بالتصعيد الحاصل في غزة والجنوب اللبناني. وهذه نقطة يقتضي التعويل عليها في الداخل اللبناني والعمل على حل هذا الملف بمعزل عن اي تدخلات خارجية.ومازالت القوى السياسية الداخلة اللبنانية تغرق نفسها في المبادرات والمواقف وتغرق معها مبادرة اللقاء الخماسي في طلاسم اللغة العربية وتفسيرات التشاور والتحاور وغيرها.هذا السلوك قد لا يبدو بريئا ويبدو ان أغلب القوى مرتاحة لواقع الفراغ الرئاسي الحالي وهي ضمنيا تربط هذا الملف بنتائج حرب غزة لعلها تحمل لها بعض المكاسب. وفي هذا يكونوا قد تبنوا بشكل او بآخر خارطة طريق ذات المراحل الثلاث التي تبدأ بوقف اطلاق النار في غزة، انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم ترسيم الحدود البرية التي سيشرف على تكريسه المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين.
بالطبع الركون الى هذه الحسابات قد ينذر بخطر كبير يهدد الداخل اللبناني ووصول رئيس على انقاض انهاء الحرب في غزة قد ينذر بمرحلة داخلية لبنانية جديدة تنشأ عنها معارضة او عدة معارضات داخلية فئوية، حزبية او ربما طائفية وحتى مذهبية، رافضة للتركيبة الرئاسية الجديدة وقد لا ينته ببعضها المطاف سوى بالعودة للمطالبة بتغيير النظام او بالفدرلة ولو بشكل مقنع. وهذا يذهب بنا في التاريخ للتذكير بتصريح لوزير الخارجية السابق ايلي سالم على خلفية جولات قام بها لباريس ولندن وواشنطن ولقائه الرئيس الاميركي ريغان في العام 1982 حيث جاء فيه تأكيده اتخاذ ريغان قرار بانهاء الازمة اللبنانية وسحب العدو الاسرائيلي من الاراضي المحتلة مضيفا الى ان هناك 3 حلقات يجري العمل عليها، “الحلقة الدولية الكبرى وحلقة الشرق الاوسط والحلقة الداخلية ، وهذه الحلقات متداخلة مع بعضها البعض ونحن نجرب فكفكة واحدة عن الاخرى”.. ” والحلقة الداخلية وهذه الحلقة هي بالفعل اساس كل الحلقات فالسياسة الخارجية هي الوجه الآخر لسياسة الداخلية”. الاشارة بالتاريخ الى اهمية الحلقة الداخلية هو فقط للتذكير بان التوافق الداخلي هو ضرورة وترجمته يجب ان تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية يعكس للخارج قوة لبنان الداخلية وتضامنه ويواكب ويضمن ان ينعكس وقف اطلاق النار في غزة وقفا مقابلاً للتوتر الحاصل في الجنوب اللبناني، وتهيئة الارضية لاستقرار دائم في لبنان. فالواقع الامني في الجنوب وان كان ايقاعه مضبوطا حتى الساعة الا ان احداً لا يمكن ان يحذر للجنون والتهور الاسرائلي الى اين يمكن ان يذهب.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook