آخر الأخبارأخبار محلية

مَنْ يُعطّل… جعجع أم برّي وفريقه؟

كَثُرَ خلال الأيّام الماضيّة، توجيه الإتّهامات من قبل “فريق الثامن من آذار” وإعلامه، لرئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، باعتبار أنّه هو من يُعطّل الإنتخابات الرئاسيّة، بسبب رفضه الحوار، وتمسّكه بموقفه الداعي إلى إجراء دورات إنتخابيّة متتاليّة، يتخلّلها تشاور بين النواب، لإنهاء الفراغ الرئاسيّ.

Advertisement










 
وما زاد من إتّهام جعجع بالتعطيل، هو إبداء بعض الأفرقاء الذين كانوا يُعارضون الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ليونة في تلبية أيّ دعوة للتشاور، إنّ كان الهدف منها حقاً التوصّل الى توافق بشأن هويّة المرشّح الذي سيتمّ إيصاله إلى سدّة الرئاسة. وفي هذا الصدد، تُشير مصادر نيابيّة من “الثنائيّ الشيعيّ”، إلى أنّ “القوّات” والبعض القليل من حلفائها، هم وحدهم من لا يرغبون بالحوار، لأنّهم يرون أنّ لا فائدة منه.
 
وتُشدّد المصادر عينها، على أنّ معراب ليست على حقّ أبداً بالتشبثّ برأيها، فبرّي و”حزب الله” سيذهبان إلى أيّ نقاش لطرح مرشّحهما رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة، لكن هذا لا يعني أنّه سيتمّ التوافق عليه، وسيُفتح نقاش بأسماء أخرى، إلى حين اختيار أحدها. وتُشير المصادر إلى أنّ المهمّ أنّ يُشارك الجميع في إيصال الرئيس المنتظر، الأمر الذي سيُسهل عمله، لأنّه سيكون مدعوماً من أغلبيّة الكتل النيابيّة، بينما جعجع يُريد إقصاء بعض الأفرقاء، وإيصال مرشّحه دون سواه، ما قد يُعرقل ولاية الرئيس الجديد، تماماً كما حصل خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون.
 
وأيضاً، ركّز الإعلام المُقرّب من عين التينة وحارة حريك، على أنّ فرنسا أصبحت مقتنعة أنّ جعجع هو الذي يُعطّل الإنتخابات الرئاسيّة، لأنّه يرفض الحوار مع “الثنائيّ الشيعيّ”.
وتوضح مصادر مُقرّبة من معراب، أنّ الإتّهامات بحقّ “القوّات” مردودة لأصحابها، فمن يتنازل عن ترشّيحه كونه يُمثّل أغلبيّة الشارع المسيحيّ، لا يجب إتّهامه بالتعطيل أبداً، وخصوصاً وأنّه رشّح بعدها وزير الماليّة السابق جهاد أزعور الذي يُعتبر وسطيّاً، كيّ لا يستفزّ الفريق الآخر بشخصيّة أخرى. وتُتابع المصادر أنّ جعجع والقوى المعارضة هم أبرز المنفتحين على أسماء وسطيّة، أو ما تُسمّيه باريس وموفدها جان إيف لودريان بالمرشّح الثالث. وتسأل المصادر: “أمام كلّ ما تقدّم، كيف يكون جعجع هو المُعطّل، فيما يرفض “حزب الله” وبرّي ما تُروّج له فرنسا، عبر التمسّك بفرنجيّة؟”
 
وتُضيف المصادر أنّ الحوار لا يجب أنّ يكون عرفاً دائماً، لإنجاز كافة الإستحقاقات الدستوريّة، وكانت هناك تجارب كثيرة لطاولات نقاش، لم تُفضِ إلى نتائج، أو خرج “حزب الله” على وجه التحديد عما تمّ الإتّفاق عليه. وتقول المصادر أيضاً، إنّ كافة دول العالم تقوم باختيار رئيسها بطرقٍ ديمقراطيّة، إنّ عبر الشعب، أو عبر مجلس النواب، إلّا في لبنان، لأنّ “الثنائيّ الشيعيّ” يُريد بالتوافق أنّ يضرب المفاهيم الدستوريّة.
 
وتُشير المصادر عينها، إلى أنّ لودريان والدول الخمس أصبحوا على يقينٍ، أنّ الخيار الثالث هو الحلّ الوحيد، وعندما يسحب “حزب الله” ترشّيح فرنجيّة، ويقتنع بأنّه لا يستطيع إيصال الأخير إلى بعبدا، متحديّاً رغبة المسيحيين، عندها يكون التشاور أسهل، لأنّ المعارضة مع المرشّح الوسطيّ الذي يتمتّع بكفاءة تُخوّله مُعالجة الأزمة الإقتصاديّة، وسبق وأنّ تنازلت عن مرشّحها السياديّ منذ أنّ أعلنت دعم أزعور.
 
وصحيحٌ أنّ للمعارضة و”القوّات” وجهة نظر قويّة بما يطرحونه، لأنّه لا يُخالف الدستور، غير أنّ أوساط سياسيّة مُتابعة لمسار العرقلة في الإستحقاق الرئاسيّ، تُشدّد على أنّ الحوار البناء بات السبيل الوحيد، وقد يُعقد بمُشاركة الجميع بحالة واحدة فقط، وهي أنّ تتنازل الكتل النيابيّة عن المرشّحين المطروحين حاليّاً، وأنّ يتمّ النقاش فقط بهويّة المرشّح الذي سيُنتخب. وإلى حين الوصول إلى هذه اللحظة، تقول الأوساط إنّه يترتبّ على لودريان والدول الخمس مُمارسة الضغوط على المتمسّكين بفرنجيّة من جهّة، وعلى مُعارضي الحوار من جهّة ثانيّة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى