آخر الأخبارأخبار محلية

حرب لبنان بعد غزة.. شروط التسوية ستتغيّر

لا معطيات تشير إلى أن الوضع في غزة يتجه نحو الحل، وكذلك بالنسبة إلى لبنان، وما تقوم به إسرائيل في القطاع يظهر خطر التصعيد وفشل المفاوضات وسقوط المقترحات، فإسرائيل قد تستمر في الحرب، وفق المراقبين ومراكز الدراسات العربية والغربية، إلى حين تمكنها من القضاء على حماس وإبعاد قادتها عن غزة، خاصة وأن الدول الداعمة لحماس لن تستطيع تقديم المساعدة للحركة أكثر مما قدمته منذ عملية “طوفان الاقصى” حتى الان.

أما مشهد اليوم التالي للحرب على غزة، فلم يتبلور بعد، وإن كان العدو الإسرائيلي، وكما هو معروف يريد القضاء على حماس، لكنه أيضاً لا يثق بالسلطة الفلسطينية، الأمر الذي يفتح الأبواب على خيارات وسيناريوهات عدة، أبرزها بحسب ما يقول العميد بسام ياسين 1- انتشار قوات دولية في غزة. 2- سيطرة إسرائيل أمنياً على القطاع بالتوازي مع تعيين سلطة محلية فيه. 3- انتشار قوات عربية مصرية وأردنية. والقلق، بحسب ياسين أن تنتقل إسرائيل بعد الانتهاء من غزة إلى فتح معركة مع السلطة الفلسطينية.

يمكن القول إن الحل النهائي لم ينضج بعد، والخوف يبقى مشروعا من تصفية القضية الفلسطينية، لاسيما وأن إسرائيل ترفض حل الدولتين، والولايات المتحدة تدعم اسرائيل في حربها ضد حماس ومستمرة في ذلك رغم كل التباينات بين الادارة الأميركية وحكومة بنيامين نتنياهو، والرصيف البحري الذي، وإن كان ظاهره تأمين المساعدات للشعب الفلسطيني، فإن باطنه بواخر قد تحمل الفلسطينيين الى خارج فلسطين.

في خضم ما يجري في غزة، لم تتوقف التهديدات الإسرائيلية للبنان، ورغم أن اجتماع مجلس الحرب الاسرائيلي لم يتخذ قرارا بشأن لبنان، لكن جيش العدو، بحسب إعلامه، قدم خيارات عدة لتوسيع القتال، بما في ذلك غزو بري يهدف إلى دفع “فرقة الرضوان” بعيدا عن الحدود.

لكن الأكيد، بحسب مصادر مطلعة أن من المستحيلات أن يقوم العدو الاسرائيلي باجتياح بري في جنوب لبنان لأنه يدرك أنه سوف يتكبد خسائر فادحة، وقد يكتفي بحرب جوية لفترة محدودة وثمة محاولات ومساعي دبلوماسية لمنع إسرائيل عن القيام بذلك، ولعل وصول قوّة من حزب الله الى محيط موقع راميا باستخدام تقنيات تكنولوجيّة حديثة، يبعث برسالة إلى إسرائيل مفادها أن الحزب لا يزال يتواجد عند الحدود وأنه يمتلك القوة والقدرة على اقتحام المواقع والمراكز الاسرائيلية إذا فكرت حكومة نتنياهو بعملية برية ضد لبنان.

وأكد مسؤولون أمريكيون أمس لموقع “أكسيوس” أن إدارة بايدن أبلغت إسرائيل أنها لا تعتقد أن “حربا محدودة” في لبنان أو “حربا إقليمية صغيرة” هي خيار واقعي لأنه سيكون من الصعب منعها من التوسع والخروج عن نطاق السيطرة.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت إسرائيل من أن الغزو البري للبنان، حتى لو كان فقط في المناطق القريبة من الحدود، من المرجح أن يدفع إيران إلى التدخل. وأوضح “أكسيوس” أن “أحد السيناريوهات التي أثارتها الإدارة مع إسرائيل هو أن لبنان يمكن أن يمتلئ بمسلحين من المجموعات الموالية لإيران في سوريا والعراق وحتى اليمن الذين يرغبون في الانضمام إلى القتال”.

وسط ما تقدم، تعتبر المصادر ان حزب الله أدرك سريعاً بعد عملية “طوفان الاقصى” أن إسرائيل قد تشن حرباً واسعة على لبنان بعد انتهائها من الحرب في قطاع غزة، لكن الأكيد أن قدرات حزب الله تفوق وتتجاوز قدرات حماس وهو يلقى دعماً من المحور الذي ينتمي اليه أكثر من الدعم الذي تتلقاه حماس التي لم تنسق أصلاً عمليتها مع أحد من الفريق الذي زج في هذه الحرب من باب المساندة والاهتمام بالقضية الفلسطينية.

وعليه، ترى المصادر أن قدرة حزب الله على الصمود ستغير في شروط التسوية على كل الصعد العسكرية والأمنية والسياسية، وخاصة وانه يمتلك ترسانة عسكرية ضخمة من صواريخ ومسيرات. وما حصل في ملف الترسيم البحري لا يمكن أن يتكرر في ملف الترسيم البري الذي لا يقبل المساومة خاصة وأن حزب الله أسوة بقوى وشخصيات سياسية يبدي تمسكاً بالحدود الدولية بين لبنان وفلسطين والتي أكدتها اتفاقية الهدنة سنة 1949 وهذا يعني أن النقاط الحدودية الـ 13 ستكون ركيزة الحل، وما حصل من تفاهم مبدئي على تسوية 7 نقاط من أصل النقاط الـ 13 لا يمكن القبول به، فما يعرف بعملية الـ”سواب”، يعد تنازلاً عن أراضي لبنانية.فالنقاط 13 هي مناطق محتلة مثلها مثل وتلال كفرشوبا، ومزارع شبعا شمال الغجر.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى