آخر الأخبارأخبار محلية

المرتضى: المعركة الثقافية لا تقل أهمية عن الصمود العسكري في الجنوب

عقد وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ورئيس المعهد الفني الانطوني الأب شربل بوعبود مؤتمراً صحافياً مشتركًاً، اليوم، في مقرّ المكتبة الوطنية في بيروت للإعلان عن إطلاق ورش العمل لموضوع “الفن والتكنولوجيا في مواجهة التحديات والذكاء الاصطناعي” في المعهد الفني الأنطوني في الدكوانة.

 بداية، تحدث الأب شربل بوعبود، متوجها في مستهل كلمته الى الوزير المرتضى، قائلًا:”ربما تتساءلون يا معالي الوزير مع الحضور الكرام لماذا هذا المؤتمر بينما الكرامات تداس والعائلات تتشرد وحال الحرب في الجنوب وغزة مقطع الأوصال بدون رأس للجمهورية والمؤسسات الدستورية مفككة، ولكننا مؤمنون بأن الثقافة هي التي تبني الأوطان وتعكس صورة الإنسان الحضارية في ارضه محملة بالتراث والتقاليد، ونحن مصممون على العمل قدما في إظهار صورة لبنان الحضارية والثقافية”.

 بدوره، رد المرتضى بكلمة مرتجلة قال فيها: “من الطبيعي ان يجرى هذا المؤتمر الصحافي في رحاب المكتبة الوطنية لأن وزارة الثقافة ووزيرها معنيان بأن يكونا في خدمة كل عمل تقوم به الرهبنة الأنطونية ومؤسساتها لا سيما  النشاطات ذات البعد التوعوي”.

 واكّد المرتضى: “انه من الأهمية بمكان ان نقدم مثل هذه الفعاليات الثقافية في ظل الاوضاع والظروف التي يعيشها لبنان والمنطقة، لان المعركة الثقافية لا تقل أهمية عن الصمود العسكري في الجنوب وهذا ما نقوم به في وزارة الثقافة، وهذا ما يقوم به المعهد الفني الانطوني وهذا ما يجب القيام به على الدوام في مواجهة الكيان الغاصب المتوحش الذي اضحى يشكل خطرا ليس على لبنان وفلسطين فحسب، بل على القيم الأخلاقية والإنسانية الجامعة للبشر”.

وتابع المرتضى: “مشكلة هذا العدو “الغول” معنا نحن، اللبنانيين، اننا بعيشنا الواحد وبتنوعنا الايماني والفكري والثقافي نمثّل النقيض له الذي يسقطه اخلاقياً ويفضح شذوذه، ولهذا فإنه يستهدفنا لقناعة لديه بأن لا رسوخ له قبل القضاء على نموذجنا وصيغتنا ولهذا يعمل هو ومن وراءه عبر ادواته وابواقه على تيئيس المكوّن المسيحي من فكرة العيش الواحد فيحضّهم اما على الهجرة او على الانعزال والتقسيم تحت عناوين ملطّفة، لكنه لن يفلح ولبنان سينتصر عليه”.

 وختم المرتضى كلامه قائلا:”كل التوفيق لكل إصبعٍ يرسم وكل ريشة تُملي لغياب اللون حضور الضوء، وكل الاحترام للرهبانية الأنطونية المريمية بشخص راعي هذه الفعالية قدس الأب العام جوزف بو رعد السامي الاحترام وكل جمهور هذا الصرح الروحي على أمل أن تُعَمَّم تجربتُكُم الرائدة فتتحول إلى ثقافة سائدة في بلدنا الحبيب لبنان“.

 بدور قال الاب بو عبود “في هذا اليوم المميز، وفي رحاب وزارة الثقافة اللبنانية، أتوجه إليكم جميعًا بالشكر على حضوركم ومشاركتكم في إطلاق “مؤتمر الفن والتكنولوجيا”. إن الفن هو التعبير الأسمى عن روح الإنسان، والتكنولوجيا هي الأداة التي تفتح لنا آفاقًا جديدة لتحقيق هذا التعبير. إن دمج هذين المجالين يمكننا من الوصول إلى مستويات غير مسبوقة من الإبداع والابتكار.

 وتابع: “إن هذا المؤتمر يمثل منصة حيوية لتبادل الأفكار والخبرات بين الفنانين والمبدعين والتقنيين. نحن هنا لنتعلم من بعضنا البعض، ونتشارك رؤى جديدة تساهم في نهضة مجتمعنا وتطوره. إنني أدعوكم جميعًا للاستفادة القصوى من هذه الفرصة الفريدة، ولنعمل معًا على تطوير مشاريع تدمج بين الفن والتكنولوجيا، مشاريع قادرة على إحداث تغيير حقيقي وملموس في حياتنا“.

 وختم بو عبود: “إنني متفائل بمستقبل الفن والتكنولوجيا في لبنان، وأتمنى لنا جميعًا أيامًا مليئة بالإبداع والتقدم. ومن هذا المنبر اصلي معكم إلى الله عز وجل لكي يحفظنا ويحفظ وطننا الحبيب لبنان”.

وأيام المؤتمر ستكون في المعهد الفني الأنطوني في الدّكوانة من 11 إلى 14 حزيران.

يوم الثلاثاء 11 حزيران، سيكون التّركيز على الصحة النفسية والعلاج بالفن مع مركز بيروت المجتمعي.

في يوم الأربعاء سيكون التركيز على تمويل المؤسسات النّاشئة الفنية. 

يوم الخميس، سيتمكن المشاركون من اختبار تقنيات الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي مع “زكا”، ويليها جلسة تفاعلية عن الصحة الجسدية للفنانين، بالإضافة إلى وقت حر للتعرف على تقنيات فنية متنوعة في المعهد الفني الأنطوني. بعد الظهر، سيتم التركيز على الفن الكلاسيكي.

في اليوم الأخير، سينضم الأب الدكتور نيقولا رياشي للحديث عن “الفن المسيحي بين المعاصرة والتقليد”، يليها جلسة مع السيدة سميرة عزّو حول تراث بيروت المعماري، وختامها مع المهندس مايكل معتوق حول تحولات الفن الحديث في بيروت ولبنان”. (الوكالة الوطنية)

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى