آخر الأخبارأخبار محلية

هكذا يريد باسيل تياره

“الناس بالناس والقطة بالنفاس”. هذا المثل اللبناني بامتياز ينطبق على حال رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل مع تياره بعد فصل نائب رئيس مجلس النواب الياس أبو صعب من صفوفه، وبعد الضجة المثارة بالنسبة إلى وضعية النائب الآن عون المهدّد بالفصل بين لحظة وأخرى، في انتظار الإشارة التي ستأتي من رئيس مجلس الحكماء في “التيار” الرئيس السابق ميشال عون، الذي لم يقتنع كثيرًا بوجهة نظر ابن شقيقته في آخر لقاء بينهما، وبقي منحازًا إلى رأي صهره تمامًا كما فعل قبل سنوات حين انحاز إليه في معركة رئاسة “التيار”، فوقف إلى جانبه في وجه الجميع، وأصرّ على خياره، على رغم النصائح التي انهالت عليه، والتي دعته إلى أن يكون على مسافة واحدة من الجميع باعتباره “بي الكل”، وبالتالي لا يجوز له أن يكون طرفًا في معركة لم تكن متكافئة، وذلك نظرًا إلى قوة تأثير العماد عون على عدد كبير من “العونيين”. فكانت النتيجة معروفة سلفًا.

 

وكما كان اللقاء بين العم وابن الشقيق نعيم عون قبل سنوات من الآن عاصفًا، وانتهى بأن عزل ابن الشقيق نفسه عن “التيار” وعن عمّه، كذلك كان حال ابن الشقيقة مع الخال، مع اختلاف الظروف والمعايير. فللنائب عون حيثية سياسية وحزبية يحسب لها باسيل ألف حساب، إذ أن أي قرار في شأن فصله أو عدمه سيكون له تداعيات كبيرة على وضعية “التيار” على المستويين السياسي والحزبي الداخلي. فإذا قرّر فصله فإنه يخشى أن يلحق بالنائب عون كثيرون من مؤيديه. وهذا الأمر سيكون له تأثير كبير على وضعية “التيار”، وإن كان رئيسه يميل إلى نظرية تفضيل أن يكون المنتمون إلى “تياره” مطلقي الولاء له حتى ولو كان عددهم قليلًا على أن ينتمي إليه الآف وهم غير مطواعين ولا يدينون له بالولاء حتى ولو لم تكن خياراته السياسية أو الحزبية صائبة. وهذا ما قاله النائب عون لخاله في اللقاء العاصف، على ذمة الراوي، الذي قال له ما معناه إن استمرار تأييده المطلق وعلى بياض لجبران سيكون له تأثير سلبي على مستقبل “التيار”، لأن الطريقة التي يديره بها تجعل الكثيرين ينفرون ويعيدون حساباتهم، خاصة أن معظم الذين لا يزالون يغضون الطرف ويبلعون الموس هم الذين تربطهم بالرئيس عون علاقة شخصية. فإذا قرّر هؤلاء تخطّي هذه العلاقة لأسباب كثيرة فإن انهيار البنيان البرتقالي قد يصبح أسرع.
أمّا إذا تريّث باسيل في اتخاذ أي خطوة متقدمة في ما يتعلق بفصل النائب عون فإن “هيبته” أمام مؤيديه ستنوص بعض الشيء، وهذا الأمر من شأنه أن يفتح الباب أمام المزيد من حالات “التمرّد” في التوقيت الغلط، وفي الوقت الذي يحتاج فيه “التيار” إلى المزيد من التماسك الداخلي بسبب ما يتعرّض له من حملات تشكيك بقوته الشعبية، التي يرى البعض أنها في تراجع مضطرد.

 

في المقابل فإن مصادر مقرّبة من باسيل تنفي ما يحاول ترويجه بعض المتضررين من “نجومية” باسيل، الذي استطاع أن يفرض نفسه على الساحة السياسية وفي المعادلات الداخلية بسرعة صاروخية، مؤكدة أن “التيار” بخير، وأن ثمة من يعمل على رأب الصدع، الذي نشأ نتيجة بعض التصرفات العرضية، والتي لا يمكن أن تؤثر على معنوياته أيًّا تكن خلاصة القرارات الداخلية، التي يمكن أن تصدر عن رئيس “التيار” بعد الاستناد إلى حكمة مجلس الحكماء، وبالأخص إلى رأي الرئيس عون، الذي لا تزال كلمته مسموعة، وهو الذي في استطاعته أن يزين الأمور الحزبية الداخلية بميزان الجوهرجي.
وتنهي هذه المصادر بالإشارة إلى أن عشرة لديهم صفاء الرؤية والانتماء أفضل من مئة “مزغولي” النية ومسلوبي الإرادة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى