مرض خطير يجتاح لبنان.. بسبب التاتو
أزمة “التاتو”
بدءًا من التفلت الحاصل على صعيد الأمن الصحي، تبرز وبشكل واسع “مغارات” صالونات التاتو، التي باتت تنبت كالفطر في كل مكان، حيث يعمد أي كان يظن أنّه يمتلك موهبة الرسم إلى فتح صفحة خاصة عبر مواقع التواصل يعرض خلالها إنجازات رسم الوشم التي يمتلكها، علمًا أن أي شخص يستطيع أن يعمل في هذه المهنة، إذ لا تحتاج لأي ترخيص أو شهادة لازمة بسبب عدم وجود أي تشريع أو نقابة قد تنظم هذه المهنة.
“رامي ع.”، وهو أحد الضحايا الذين سقطوا في الفخ، يروي لـ”لبنان24” الأزمة التي واجهها بعد أن رسم وشمًا على يده عند أحد الأشخاص السوريين، الذي ادعى أنّه يمتلك خبرة واسعة في رسم الوشوم.
يقول رامي أنّه اقتنع من أحد الأصدقاء المقربين بالذهاب إلى منزل هذا الشاب لرسم الوشم، إذ تفاجأ من الوشوم المرسومة على جسده، وهذا ما أعطاه اندفاعة ظنًا منه أنّه محترف. ظل رامي يتعرض لوخز الإبرة لأكثر من ساعة، ليعلم بعد سبعة أشهر أنّ فيروس الإيدز قد انتشر في دمه، وليتفاجئ بأن رفيقه أيضا أتت نتائج فحوصه التي أجراها إيجابية، أي أنّ الفيروس أيضا انتقل إليه، حيث تأكدا بأنّ الفيروس مصدره “إبرة” الوشم، التي تم استخدامها لأكثر من زبون. وما عزّز هذه الفرضية هو اختفاء السوري من منزله بعدما علم بما حصل، حيث رجّح رامي بأنّه عاد إلى بلاده.
ما عايشه رامي لا يقتصر فقط على تفلت الامور لناحية عدم تنظيم هذا القطاع، الذي يشهدُ إقبالا واسعًا من قبل اللبنانيين، إذ إنّ الوشم يعتبر من الأساسيات عند فئة كبيرة وواسعة من الشعب، حيث يُسجّل لهذا القطاع بأنّه كان واحدًا من القطاعات غير الاساسية التي ظلّت تعمل خلال أيام الحرب، إذ يحمل الوشم رسائل عدة، ففي حالة الفرح والحزن والموت يلجأ محبو هذه “الموضة” إلى وشم هذه اللحظات لتبقى ذكرى على أجسادهم.
في السياق، يقول محمد حرب صاحب متجر لرسم الوشوم بأن أكبر أزمة يعاني منها القطاع هي غياب التنظيم اللازم من خلال افتقادنا لنقابة تدير هذا القطاع، مشيرا إلى أن أي شخص يستطيع أن يعمل في هذه المهنة.
ويلفت حرب إلى أن محال التاتو بتنا نجدها في أي مكان، وداخل أي سوق شعبي، من دون مراعاة لأي معايير صحية. فعلى سبيل المثال من الممكن أن نجد شخصا يرسم التاتو للزبائن داخل متجر للثياب في سوق صبرا أو سوق الاحد، أو حتى داخل صالونات الحلاقة، إذ بات كل شخص ولأجل جذب المزيد من الزبائن يتعاقد مع أحد الأشخاص لرسم الوشوم، وهذا ما يطرح علامات استفهام كبيرة.
وعن معايير النظافة والسلامة التي يجب أن يتم اتباعها، يلفت حرب إلى أن المواد التي يتم استخدامها كالأبر مثلا يتوجب أن تستعمل لمرة واحدة فقط، وهذا ما يجعل نسبة انتقال الفيروس من شخص إلى آخر صفر في المئة، لافتًا إلى أنّه بعد رسم الوشم، يتوجب على الزبون أن يهتم بنظافة بقعة الوشم لمدة أسبوع على الأقل، كي لا ينتقل أي التهاب أو فيروس إلى داخل الجسم.
وعن المواد التي يتم استخدامها يقول حرب بأن لا رقابة أيضا على هذا الموضوع، حيث فتح التفلت الحاصل الباب للمستوردين لاستيراد أي نوعية كانت من المواد المستخدمة خاصة لناحية الحبر.
عمليات التجميل في سوريا.. مُصيبة أخرى
ومن لبنان إلى سوريا، أجّجت عمليات التجميل التي أجرتها النساء اللبنانيات من وتيرة الأزمة، إذ تؤكّد مصادر طبية لاحقت عشرات الحالات أن عددًا لا يستهان به من النساء اللواتي زرن سوريا سواء للقيام بعمليات تجميل، أو معالجة أسنانهن قد أصبن بفيروس الإيدز.
وتؤكّد هذه المصادر لـ”لبنان24″ أن عدد الإصابات الأكبر سُجّل عند النساء اللواتي زرن أطباء الأسنان في سوريا، وذلك لسبب الإستخدام المتكرر لنفس المعدات لعدد كبير من الزبائن من دون مراعاة المعايير الصحية اللازمة. وتلفت هذه المصادر إلى أن الإسترخاص بصحة الإنسان سيرتدّ على صحته بشكل مباشر، محذرة من الرحلات الطبية التي يتم تنظيمها بشكل دوري وبأسعار رمزية.
في السياق، يؤكّد الطبيب المختص في الأمراض الجرثومية علي ضيا أن أرقام انتشار فيروس الإيدز في لبنان بدأت تشهد ارتفاعا كبيرا خلال الفترة الماضية.
ويشير ضيا خلال اتصال عبر “لبنان24” إلى أنّ الفيروس لديه فترة حضانة، بمعنى أنّ الشخص الذي انتقل إليه الفيروس قد لا يعلم إلا بعد مرور 6 أشهر تقريبًا، وهذا يعتبر من الأمور الخطرة، إذ من الممكن أن ينقله إلى أشخاص آخرين قبل أن يعلم بأنّه يحمل “الإيدز”.
ويلفت ضيا إلى أن عدم الإلتزام بمعايير النظافة في لبنان، بالاضافة إلى القيام بعمليات جراحية أو حتى تجميلية في أماكن غير موثوقة تعتبر من العوامل المساهمة في رفع عدد الإصابات وهذا ما قد يشكّل خطرًا على المدى الطويل.
لا دواء
وعلى خط انتشار المرض، علم “لبنان24” من أحد المرضى بأن العدد الأكبر في الوقت الحالي منهم يواجه انقطاعا كبيرًا في الدواء، وذلك بعد انتهاء الكميات التي كانت موجودة.
وتشير مصادر طبية متابعة تواصل معها “لبنان24” إلى أن بعضًا من المرضى يأخذون دواءً منتهي الصلاحية، على اعتبار أن الدواء يخدم لفترة شهرين إضافيين بعد انتهاء صلاحيته.
وتلفت المصادر الطبية إلى أنّ المرضى الذين يحاولون تأمين أدويتهم على نفقتهم الشخصية اصطدموا بالسوق الموازية، إذ إن الأسعار المعروضة مضروبة بخمسة وبأكثر في بعض المناطق.
بالتوازي، أكّدت مصادر وزارة الصحة لـ”لبنان24″ أن الوزارة تنتظر في الوقت الحاضر وصول الشحنات اللازمة من الأدوية، مشيرة إلى أن هذه الأدوية ستسدّ النقص، وستساعد المرضى على الحصول على أدويتهم، مشيرة إلى أن الوزارة تغطي العدد الأكبر من مرضى “الإيدز” في لبنان.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook