الحرب طويلة وتوسّعها صعب.. ولا تسوية داخلية
حتى ان المقاومة الفلسطينية التي عادت واستلمت زمام المبادرة الميدانية او اقله استعادت الحيوية بعد اشهر من فقدان التوازن تتعامل على قاعدة انها قادرة على الصمود لوقت طويل، في المقابل يتعامل “حزب الله” عند الحافة الامامية وبأن كل الاحتمالات واردة، لذلك لا يكشف الا جزءا بسيطت من امكاناته ويترك هامشا واسعا للمفاجآت التي سيتم كشفها تدريجيا كما فعل في الاشهر الثمانية الماضية.
حتى الواقع الديبلوماسي بات يتعامل بخجل وببطء شديد مع الازمة، كأن هناك قناعة شاملة لدى الدول الغربية وبعض الدول العربية بأن التسوية تحتاج الى حدث استثنائي يقلب موازين القوى لصالح هذا الفريق او ذاك قبل البدء بمبادرة جديدة، علماً ان حسابات اسرائيل تحديدا لم تعد حسابات عسكرية ميدانية فقط وباتت مرتبطة بالمستقبل وكيف ستتعامل مع اعدائها في حال قدمت تنازلات بعد كل ما حصل في السابع من تشرين.
لبنانيا تبدو التطورات متناسقة مع تطورات المنطقة، اذ تباطأت المبادرات بشكل لافت بالرغم من حراك ” اللجنة الخماسية” الذي يركز على التسوية السياسية الداخلية بعد فشل كل المفاوضات بشأن الجبهة الجنوبية، ومن الواضح ايضا ان الثنائي الشيعي يعمل على تجاهل اي اقتراح داخلي لا يؤمن له انتصارا واضحا او تحقيق اهدافه التي وضعها قبل الحرب وتحديدا تلك المرتبطة بالانتخابات الرئاسية.
حتى ان رفض “الثنائي الشيعي”للمبادرة الفرنسية ولاقتراحات هوكشتاين توحي بأن هناك قرارا واضحا بضرورة انتظار نتائج المعركة للبحث في الترتيبات السياسية، لا بل يبدو ان “الثنائي” يريد ان يؤجل النقاش الداخلى الى ما بعد وقف اطلاق النار، حتى لو نفى ذلك، لكن التعامل بقلة حماس واضحة مع اي تواصل خارجي يؤكد ان تأجيل الحلول سيكون الاستراتيجية المتبعة في المرحلة الحالية الى حين تحقيق مكاسب كبيرة بعد الحرب.
كل الاستحقاقات مؤجلة وكل الخطاب السياسي الداخلي الذي يطلق اليوم يخدم تمرير الوقت لا اكثر، حتى ان الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تحدث بالكثير من الهدوء عن الميدان معتبرا، بما معناه، ان وقت المفاجآت لم يبدأ بعد، وان على نتنياهو انتظارها، وهذا يؤكد ان المرحلة الحالية ستطول، حتى ان تجاوب الرئيس نبيه بري مع اقتراحات “الخماسية” كان اقل من المرات السابقة، ما يوحي بأن مسار التفاوض سيكون صعبا وشاقاً..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook