الوكالة الوطنية للإعلام – الأنباء: العدوان مستمر ولبنان ينتظر.. فرص الإنقاذ تتلاشى
وطنية – كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: وإذ مرّ هذا العام عيد التحرير، الذي يرمز لتضحيات كل اللبنانيين والحركات المُقاومة على امتداد المراحل، تحت وابل العدوان المستمر منذ تشرين الأول الماضي وفي ظل الإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي مُوقعاً المزيد من الشهداء ومُلحقاً المزيد من الدمار لاسيما في القرى الحدودية، كما في فلسطين المحتلة، فإن هذه اليوميات تشهد على الحقد والإجرام الإسرائيليين والتمادي في التصعيد، فيما لبنان ينتظر زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت وما سيحمله من أفكار إن لجهة الوضع على الجبهة الجنوبية أو في ما يتعلق بموضوع الشغور الرئاسي، علما أن الزائر الفرنسي وكما تردد في اليومين الماضيين قد يحمل من بين المقترحات عقد مؤتمر حوار للكتل النيابية في باريس.
أما على خط النزوح السوري فيعكف المسؤولون اللبنانيون على تحضير الورقة اللبنانية التي تلخص موقف لبنان من ملف النازحين التي سينقلها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى مؤتمر بروكسل.
مصادر متابعة للتحضيرات لفتت عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أنها المرة الاولى التي يشهد فيها لبنان توافقاً في ملف دقيق وحساس وبغاية الخطورة بحجم ملف النازحين السوريين، وهو ما يجب أن ينسحب على باقي الأعباء التي ترزح تحتها الدولة اللبنانية وذلك انطلاقاً من الاجماع الوطني الذي ظهر في الجلسة النيابية الأخيرة.
وبحسب المصادر فإن الورقة اللبنانية ستتضمن موقفا واضحاً برفض الوجود السوري غير الشرعي، وأن لبنان لا يمكن أن يتحمل اكثر من نصف عدد سكانه من هؤلاء النازحين.
من جهته، أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى التوصية التي صدرت عن مجلس النواب والتي تنص على الذهاب الى جوهر المشكلة، ورأى أن لا لبنان لا يستطيع تحمل كل هذا العبء بمفرده، داعيا الجهات المانحة الى التوقف عن دعم النازحين في لبنان والعمل على اعادتهم الى بلدهم ومساعدتهم هناك.
بدوره قلل النائب بلال الحشيمي من أهمية النتائج التي قد يخرج بها مؤتمر بروكسل لأن “لا مجال في الوقت الحاضر لإعادة النازحين الى بلادهم إلا من خلال اقامة مناطق آمنة لهم داخل سوريا، وهذا يتطلب موافقة اميركية”، متسائلا “إذا كانت أميركا مستعدة لهذا الأمر في ظل قانون قيصر”.
الحشيمي سأل عبر “الأنباء” الإلكترونية “لماذا لا نبدأ بحل مشاكلنا الداخلية وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية، لأنه لا يوجد انتظام لعمل الدولة ولا يوجد قرار موحد لمعالجة ملف بهذا الحجم؟”، ورأى أن “مسألة النزوح السوري يجب ان تعالج بعقلانية بعيداً عن العنصرية والطائفية والشعبوية”.
وعن زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان، أشار الحشيمي إلى أن لورديان “سيحاول التشديد على الدور الفرنسي وموقع بلاده الداعم للبنان من خلال العمل على انتخاب رئيس الجمهورية وفصل جبهة الجنوب عن غزة. لكن طالما بقي الثنائي الشيعي متمسكاً بدعم الوزير السابق سليمان فرنجية وتأكيد أمين عام حزب الله حسن نصرالله على استمرار الحرب وربطها بغزة، فهذا يعني ان لا انتخاب رئيس جمهورية حتى انتهاء الحرب في غزة”.
في السياق ذاته، قال النائب متى: “بغض النظر عما إذا كان لودريان لديه مبادرة جديدة أم لا، علينا كلبنانيين ان نشكر فرنسا والمجتمع الدولي على اهتمامهم بموضوع رئاسة الجمهورية لأن ثمة قوى في الداخل تريد ربط الملف الرئاسي بالحرب في غزة”، متمنياً على “الثنائي الشيعي أن يتقدم خطوة في هذا المجال لحل الموضوع كون ما زال يصر على رئيس يحمي ظهر المقاومة ويجعل من لبنان دولة تابعة لإيران لدرجة أنهم جعلونا ننسى مشكلة لبنان الحقيقية وهي المشكلة الاقتصادية التي نتخبط بها منذ خمس سنوات. لذلك يجب ان ننتخب رئيس بأسرع وقت كي نضع لبنان على السكة الصحيحة والشروع بمعالجة الازمة الاقتصادية قبل اي شيء آخر”.
وفي ظل الأجواء القاتمة المخيمة على كل الملفات، فإن مقاربة الطروحات المحلية والخارجية ينبغي أن تنطلق من مصلحة لبنان وإلا سيكون القادم من الأيام أصعب، ومعه ستتعقد الأمور أكثر. فهل يتلقف المعنيون الفرصة الجديدة؟
===
مصدر الخبر
للمزيد Facebook