الوكالة الوطنية للإعلام – افرام الثاني في افتتاح المؤتمر الأكاديمي المشرقي الثاني: نتابعُ الوحشيّة الفظيعة التي يعانيها إنسانُنا المشرقيّ من قبل عدوٍ شرسٍ تقف وراءه دولٌ تُدعى بالعظمى
وطنية – المتن – افتتح بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للسريان الارثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثاني المؤتمر الأكاديمي المشرقي الثاني بعنوان “قضايا مشرقية” الذي ينظمه المركز المجري للدراسات المسيحية المشرقية ومركز المشرق للأبحاث والدراسات، بمشاركة عدد من الباحثين الأكاديميين والمختصين في قضايا المسيحية المشرقية من مختلف البلدان، في المقر البطريركي في العطشانة، بكفيا.
حضر الإفتتاح كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير للأرمن الأرثوذكس آرام الأول، السفير أسامة خشاب ممثلا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب، المستشار الخاص لشؤون الأديان والدبلوماسية في وزارة الخارجية الهنغاربة مارك إرسيكي ممثلا الوزير الهنغاري تريستان أزبي، سكرتير الدولة الهنغارية لشؤون مساعدة المسيحيين المضطهدين والمستشار الخاص للشؤون الدينية والدبلوماسية مارك إرسزيغي، القنصل الهنغاري في لبنان زولتان فودور، القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان علي دغمان، مدير مكتبة الكاثوليكوسية المطران شاهان ساركيسيان، مطران جبيل والبترون وتوابعهما للروم الأرثوذكس، المطران سلوان موسى، المستشار البطريركي مار ثاوفيلوس جورج صليبا، النائب البطريركي في زحلة والبقاع مار يوستينوس بولس سفر، مطران بيروت مار إقليميس دانيال كورية، النائب البطريركي للدراسات السريانية مار سويريوس روجيه أخرس، النائب البطريركي ومدير المؤسسات البطريركية الخيرية في العطشانة مار كيرلس بابي، والمعاون البطريركي مار يوسف بالي، إلى جانب ممثلين عن المطارنة وفاعليات أكاديمية وباحثين ومهتمّين بقضايا مسيحيي المشرق.
افرام الثاني
وألقى البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني كلمة في افتتاح المؤتمر، فقال: “يقول السيّد المسيح في الإنجيل المقدّس بحسب القديس يوحنا: “تعرفون الحقَّ والحقُّ يحرّركم”. (يو 8: 32).
نلتقي اليوم في وقتٍ تتهاوى فيه القِيَمُ والأخلاق، وتُهانُ فيه كرامةُ الإنسان، وتسقط بلدانُ مشرقنا هذا، الواحد تلو الآخر، في حروبٍ ودمارٍ وانهيارٍ اقتصاديّ يضرب المواطنين، وبخاصّة الفقراء والمُحتاجين منهم، بقُوتِهم ودوائِهم وحاجاتِهم اليوميّة الأساسية، فيُفقدَهم كرامتَهم التي هي مِنحةُ الخالق لكلّ إنسان على هذه الأرض.
وكذلك، نتابعُ يوميًّا الوحشيّة الفظيعة التي يعانيها إنسانُنا المشرقيّ، وبخاصةً أبناء غزة وجنوب لبنان، من قبل عدوٍ شرسٍ لا يوفّر أحداً، وبالأخصّ الأطفال وكبار السنّ، غير مُبالٍ بالقانون الدّولي الإنساني أو بالمعاهدات والاتفاقيّات الأممية. ومن ورائه تقف دولٌ تُدعى بالعظمى، مُظهِرَةً عظمتَها ليس من خلال إغاثة الضعيف أو الدفاع عن المظلوم، بل من خلال توفير المال والسلاح للظالم وحمايته في المنصّات الدولية”.
أضاف: “من هنا تأتي أهمية هذا اللقاء الأكاديمي الذي نأمل أن تسلّط أبحاثُه القيّمة الضوءَ على نواحٍ مختلفة من حضارة وتراث وتاريخ هذا المشرق العزيز الذي يُعدّ بحقّ منشأ الحضارة الإنسانية. ولأنّ الجهل هو عدو الإنسان الأول، فنحن مَديونون لأجدادنا في هذا المشرق كما للأجيال القادمة، بأن نعود إلى تراثنا وحضارتنا التي بنتْها شعوبٌ وممالكٌ متعاقبة في هذه المنطقة، وامتدّ تأثيرها إلى جميع أنحاء العالم. نعود إليها لنتعلّمَ منها ونسترشِدَ سبيلَ مستقبلِنا لما فيه خير ورفاهية وكرامة إنساننا الذي هو أغلى ما تملكه أوطانُنا. فيستفيدَ منه الوطن بدل الأوطان الغريبة التي يلجأ إليها مُجبَراً”.
وتابع: “إنّ المواضيع التي تتناولُها الأبحاثُ والدراساتُ التي تقدّمُها مجموعةٌ مميّزةٌ من الباحثين والباحثات في هذا المؤتمر، تتّصفُ بالجرأة والجديّة التي من خلالها نستطيعُ الحصول على خلاصات جيّدة تساعدُنا على الوصول إلى حلول لبعض مشاكلِنا المُعاصرة التي تُثقِلُ كاهِلَ الجميع. وكما نفهم من كلام السيّد المسيح القائل: “تعرفون الحقَّ والحقُّ يحرّركم” (يو 8: 32)، نحن بأمسّ الحاجة لاقتناء المعرفة المناسبة وذلك من خلال الجرأة في الطرح ومقاربة الأمور مهما كانت صعبة أو غير مُريحة، متحرّرين من الإرهاب الفكريّ المَقيت وتسييس التراث والتاريخ، وعدم الخوف ممّا يُعتَبَرُ تحدّياً للقناعات المتكوّنة لدينا عبر السنين، أو الأفكار التي نتمسّكُ بها والتي قد تكون غير صحيحة، لكي نصل إلى الحقيقة. عندها، نستطيع القول إنّنا قادرون على التحرّر من كلّ ما يُعيق تقدّمنا وازدهار أوطاننا وإتاحة الفرصة لأبناء مجتمعاتنا بالعيش الكريم”.
وكرر شكره للحضور “لا سيّما “مؤسسة Hungary Helps التابعة للحكومة الهنغارية والحاضرة معنا بشخص السيّد مارك إرسزيغي على دعمها هذا المؤتمر، والعزيز الأستاذ الباحث غسان الشامي على تعبه في إعداد هذا اللقاء”.
========== ن.م
مصدر الخبر
للمزيد Facebook