تكنولوجيا

واشنطن ترجح بأن روسيا أطلقت سلاحا قاتلا للأقمار الاصطناعية – DW – 2024/5/22

كشفت الولايات المتحدة إن روسيا أطلقت  سلاحا فضائيا  على الأرجح، قادرا على مهاجمة أقمار اصطناعية أخرى في مدار أرضي منخفض، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون” بات رايدر الثلاثاء. وأضاف رايدر أن الإطلاق تم في 16 أيار/مايو، والقمر الاصطناعي الروسي الآن في نفس مدار قمر اصطناعي حكومي أمريكي. وعندما سُئل عما إذا كان القمر الاصطناعي الروسي يهدد القمر الاصطناعي الأمريكي، قال رايدر: “حسنا، إنه سلاح دفاع فضائي في نفس مدار قمر اصطناعي حكومي أمريكي”.

بدورها قالت قيادة قوات الفضاء الأمريكية مساء الثلاثاء إن روسيا أطلقت الأسبوع الماضي قمرا صناعيا يعتقد مسؤولون بالمخابرات الأمريكية أنه سلاح قادر على رصد ومهاجمة أقمار صناعية أخرى.

وانطلق  صاروخ سويوز الروسي  من موقع بليسيتسك على بعد حوالي 800 كيلومتر إلى الشمال من موسكو في 16 مايو/ أيار الجاري ونَشر في مدار أرضي منخفض ما لا يقل عن تسعة أقمار صناعية من بينها كوزموس 2576 وهو نوع من المركبات الفضائية العسكرية “الراصدة” الروسية الذي سبق أن أدانه مسؤولون أمريكيون بالنظر لسلوكه المتهور في الفضاء.

مدار أرضي منخفض

وقال المتحدث الرسمي باسم قيادة الفضاء الأمريكية في بيان لرويترز “لقد راقبنا نشاطات عديدة وتقديراتنا تشير إلى أنه سلاح فضائي مضاد لديه على الأرجح قدرة على مهاجمة أقمار صناعية أخرى في مدار أرضي منخفض”. وأضاف المتحدث بالقول: “أطلقت روسيا سلاح الفضاء المضاد هذا في نفس مدار قمر صناعي حكومي أمريكي”.

وجاء في البيان أن كوزموس 2576 يشبه المركبات الفضائية المضادة التي نُشرت سابقا في عامي 2019 و2022، في إشارة إلى تكتيكات اتبعتها روسيا في الماضي لنشر أقمار صناعية بالقرب من أقمار تجسس أمريكية حساسة.

وكانت وكالات المخابرات الأمريكية تتوقع إطلاق كوزموس 2576 وأبلغت حلفاء بتقييمها بشأن القمر الصناعي قبل نشره في الفضاء، وفقا لمسؤول أمريكي مطلع. وشمل الإطلاق أيضا نشر أقمار صناعية للأغراض المدنية على مدارات مختلفة.

ولم يقترب كوزموس 2576 حتى أمس الثلاثاء من أي قمر صناعي أمريكي، لكن محللي الفضاء لاحظوا أنه يتواجد في نفس المدار لقمر أمريكي تم إطلاقه في أبريل نيسان 2021.

أقمار ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس الأمريكية - صورة بتاريخ 1 أغسطس 2020
أقمار ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس هي شبكة واسعة من آلاف الأقمار الصناعية للإنترنت تحلق في مدار أرضي منخفض.صورة من: Science Photo Library/imago images

ومنذ غزوها لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، أحاطت روسيا الكثير من أنشطتها الفضائية بالسرية وهددت بمهاجمة الأقمار الصناعية الأمريكية التي تساعد الجيش الأوكراني في الدفاع، مثل  أقمار ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس، وهي شبكة واسعة من آلاف الأقمار الصناعية للإنترنت تحلق في مدار أرضي منخفض.

اتهامات روسية

بالمقابل اتهمت روسيا الثلاثاء الولايات المتحدة بالسعي لنشر أسلحة في الفضاء بعد فشل مشروع قرار روسي في الأمم المتحدة في هذا الشأن وبعدما واجهت اتهامات مماثلة من واشنطن، ما يثير مخاوف من سباق تسلح.

وأثار التوتر بين موسكو وواشنطن بهذا الشأن على خلفية الحرب في أوكرانيا مجددا مخاوف من سباق إلى التسلح في المدار رغم وجود معاهدة بشأن الفضاء الخارجي منذ 1967 تدعو إلى “عدم تطوير أسلحة نووية أو أي أسلحة دمار شامل أخرى مصممة خصيصا لوضعها في المدار”.

وفي هذا السياق اعتبرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه مع رفض واشنطن وحلفائها هذا النص، برهنت الولايات المتحدة أنها تسعى إلى “وضع أسلحة في الفضاء الخارجي وجعله ساحة للمواجهة العسكرية”.

كليك – إيلون ماسك ومشروع ستارلينك

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

وأضافت زاخاروفا “إنها فرصة جديدة ضائعة لضمان منع سباق التسلح في الفضاء الخارجي بسبب الولايات المتحدة وحلفائها”، واصفة مشروع القرار بأنه “مبادرة بناءة وشاملة”. وردا على سؤال حول هذه الاتهامات، لم يقدم الكرملين معلومات محددة حول النوايا المنسوبة الى واشنطن. وقال للصحافيين “كنا مع حل شامل لهذه المسألة، ورفض كامل” لعسكرة الفضاء. وأضاف “انظروا من الذي عارض ما تقترحه روسيا في هذا المشروع، هذا واضح”.

وفي نهاية نيسان/ أبريل الماضي كان الوضع معاكسا، حيث قدمت الولايات المتحدة واليابان مشروع قرار نال تأييد 13 صوتا، لكن روسيا استخدمت ضده حق النقض مع امتناع الصين عن التصويت. ويدعو مشروع القرار الذي قدمته روسيا والصين الاثنين ويستعيد جزئيا النص الذي فشل في نيسان/ أبريل، جميع الدول إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة تحظر بشكل مطلق وضع أسلحة والتهديد باستخدام القوة في الفضاء الخارجي”.

وصوتت سبع دول لصالح القرار، بينها الصين، وسبع أخرى ضده، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مع امتناع سويسرا عن التصويت. ويحتاج اعتماد مشاريع القرارات في مجلس الأمن الدولي إلى تسعة أصوات مؤيدة وعدم معارضة أي من الأعضاء الخمسة الدائمين الذي يتمتعون بحق النقض.

ع.غ/ ح.ز (آ ف ب، د ب أ، رويترز)


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى