إسرائيل تغرق في غزة… مأزق قد يطيل الحرب!
أهم هذه المحطات كان مخيم جباليا الذي دخله الجيش الإسرائيلي سابقاً في بداية الحرب إذ يقع شمال القطاع المحاصر، وكان أغلب الظن أن تواجد القسام داخله قد إنتهى أقله وفق التصريحات الاسرائيلية، فكانت الدخول الثاني قبل ايام حيث حصلت، ولا تزال، إشتباكات عسكرية ضارية مع المقاتلين الفلسطينيين،واعترف الجيش الاسرائيلي بسقوط عشرات الإصابات في صفوفه.وتعتبر هذه الاعداد غير مسبوقة منذ بدء معركة”طوفان الأقصى” وبدء التقدم البري في غزة.
عملياً ظهر للعلن أن ما قامت به إسرائيل خلال الاشهر الثمانية السابقة لم يؤدِ إلى إنهاء حماس، فالجناح العسكري للحركة لا يزال ناشطاً في شمال القطاع، وعليه فإن المماطلة من أجل دخول رفح للقضاء نهائياً على الحركة بات يعتبر حجة ضعيفة نسبياً، “فالأولى هو القضاء على حماس في الشمال” حيث إستخدمت اسرائيل كل قدراتها العسكرية وتم تدمير كامل المناطق المبنية وبالرغم من ذلك لا تزال حماس تطلق الصواريخ وتستهدف الجيش الاسرائيلي، الامر الذي يعدّ ضربة قاسية لحكومة تل ابيب.
الاهم أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو غير قادر على إيقاف الحرب في هذه اللحظة، وحتى لو كان يريد ذلك، خصوصاً بعد المعارك المتجددة في شمال القطاع، وبات الخروج من المعركة في هذا التوقيت يعني الهزيمة الكاملة لاسرائيل على اعتبار أن حماس لا تزال تتمتع بحيوية عسكرية كاملة وهناك إمكانية لتكرار هجوم السابع من تشرين، الامر الذي سيدفع ثمنه نتنياهو في مرحلة ما بعد الحرب، وعليه حتى لو دخل نتنياهو الى رفح لن يكون قادراً على اقناع الرأي العام الاسرائيلي أنه حقق انجازاً.
هذا المأزق الذي تمر به إسرائيل ميدانياً يجعل من قدرة الولايات المتحدة الاميركية على الضغط على نتنياهو محدودة، اذ ان الاضرار المترتبة على وقف اطلاق النار من دون ان يكون هناك خطة سياسية لليوم التالي ستصيب اسرائيل كدولة وليس الحكومة ورئيسها فقط، من هنا يصبح عدم وقف اطلاق النار واستمرار العملية العسكرية الخيار الاكثر ترجيحاً في غزة ولبنان، اقله بإنتظار تحقيق الجيش الاسرائيلي انجاز ما، عبر اغتيال لشخصية بارزة او استعادة بعض الاسرى.
رهانان لا ثالث لهما قد ينهيان الحرب، الاول حصول تحوّل كبير في الرأي العام الاسرائيلي ليصبح معارضا لاستمرار المعركة وهذا يبدو بعيدا بالنظر الى الاستطلاعات الحالية، اما الرهان الثاني فهو ان تقرر الولايات المتحدة الاميركية فعلا وقف المعركة، وهو امر لم يحصل حتى اللحظة، ومن دون هذين الامرين لا يوجد افق فعلي يجبر هذا الطرف او ذاك على التراجع.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook