المعارضة تواجه أزمات جدية… حزب الله الطرف الاقوى في التسوية
احد اهم التحديات التي تواجه قوى المعارضة هي تماسكها، اذ ان هذه القوى ليست على ما يرام والأحزاب داخلها غير متوافقة في الحد الأدنى. فمثلاً الحزب التقدمي الاشتراكي بات، وبشكل شبه نهائي، خارج قوى المعارضة التي لم تستطع لمرة واحدة الوصول الى أكثرية مريحة في مجلس النواب، فكيف اذا خرجت كتلة “الحزب التقدمي الاشتراكي” منها؟ يضاف الى ذلك الخلاف المدفون والذي يظهر في بعض الاستحقاقات بين “حزب الكتائب” من جهة و”القوات اللبنانية” من جهة اخرى والتمايز المستجدّ بين القوى السنيّة داخل هذه المعارضة والشخصيات السنيّة، وبين “القوات” أيضًا. كلّ ذلك يجعل من هذه القوى غير موحدة وغير قادرة على تأسيس كتلة نيابية واضحة و كبيرة و متماسكة تصوّت معًا في مختلف الاستحقاقات.
التحدي الثاني هو التفاوض الحاصل بين الدول الغربية من جهة وبين “حزب الله” من جهة اخرى، اذ ان الحزب بات يتواصل بشكل مستمر مع هذه القوى سواء مع الولايات المتحدة الأميركية او فرنسا وغيرهما، الامر الذي سيمكّنه من الحصول على مكاسب سياسية خلال اي تسوية لانه سيكون مطلوب منه تقديم تنازلات مرتبطة بالواقع الإقليمي والمعركة مع إسرائيل.
كل ذلك يضع قوى المعارضة امام ازمة فعلية، فهي غير قادرة على منع التسوية التي ستكون بين “الحزب” وحلفاء القوى المعارضة في المنطقة والعالم، ىمن جهة اخرى لن تتمكن من تحقيق اهدافها ومطالبها الداخلية ومن جهةٍ ثالثة قد تتجه اطراف هذه المعارضة الى تسويات ثنائية مع “قوى الثامن من آذار” و كل واحد منها على حدة ما يضاعف تشتّتها بشكلٍ أكبر.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook