حريق بشارة الخوري: اختناق تسعة عمال ليس قضاءً وقدراً!
كتبت زينب حمود في” الاخبار”: موت تسعة عمّال في الحريق الذي اندلع في مطعم «Pizza Secrets» في شارع بشارة الخوري في بيروت، في 30 نيسان الماضي، «لم يكن قضاءً وقدراً، بل حادثة انتحار»، وفق محافظ بيروت مروان عبود، «أولاً، بتلحيم أسطوانة غاز تبعد نصف متر فقط عن فرن مشتعل، وثانياً لأن المطعم غير مرخص، ويفتقر هندسياً إلى ما يؤمّن خروجاً آمناً منه في حالات الطوارئ، ويفتقر إلى أنظمة الحماية والإطفاء والإنذار، ما حوّل الغرفة الداخلية التي حاصرت النار العمال فيها إلى مقبرة لهم جميعاً». كلّ ذلك، وفق عبود، «يكفي للقول، بضمير مرتاح، إن الحادثة لم تكن قضاءً وقدراً. ولا تزال التحقيقات مستمرّة لكشف ملابساتها»، لافتاً إلى أن المعطيات الأولية تشير إلى أنّ الانفجار سببه «تلحيم» إحدى الأسطوانات، وتسرُّب مادة الغاز في الأرجاء.فنياً، يقيّم رئيس وحدة الخدمة والعمليات في الدفاع المدني وليد حشاش الحريق بأنه «غير صعب إذا وضعنا جانباً عدد الوفيات الناجمة عن الاختناق». وفي التفاصيل، «وصلنا بسرعة بعد فريق من فوج إطفاء بيروت إلى مكان الحريق، وأخمدنا النيران في أقل من 25 دقيقة، مع احتواء المطعم بطبيعة الحال على غاز وزيوت ومواد قابلة للاشتعال من ورق وكرتون. لكنّ المشكلة الأساسية كانت في لجوء العمّال إلى غرفة داخلية وعدم وجود مخرج يحميهم من الحريق». عندما وصلت فرق الإطفاء إلى مكان الحريق، لم تعرف نوعية المواد المشتعلة وفوجئت بعد إطفاء ألسنة اللهب بوجود تسعة عمال عالقين في الداخل، «ولم يكن هناك سبيل لإنقاذهم، فقد احتجنا إلى إخماد النيران أولاً للوصول إليهم مع معرفتنا بأنّ الغازات السامة الناتجة من الحريق ستؤذيهم». فهل يعني ذلك أن موت العمّال التسعة كان محتوماً؟ يجيب حشاش: «كلا، لو كان هناك نظام لمكافحة الحرائق، والأهم لو أنّ الديكور وتقسيم المحلّ أخذ في الاعتبار تأمين مخرج آمن في حال اندلاع حريق».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook